الرعية الارثوذكسية من الزبابدة تؤكد تضامنها مع المطران
نشر بتاريخ: 01/09/2017 ( آخر تحديث: 01/09/2017 الساعة: 12:33 )
القدس - معا - وصل الى المدينة المقدسة وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في بلدة الزبابدة شمال الضفة الغربية حيث قاموا بجولة في البلدة القديمة من القدس وزاروا كنيسة القيامة ومن ثم استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي اعرب عن سعادته باستقبال وفد ابناء رعيتنا الاتي الينا من الزبابدة.
اعضاء الوفد عبروا عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب المطران الذي تعرض لحملة تحريض عنصرية فاشية من قبل جماعات اسرائيلية متطرفة وذلك بسبب مواقفه الوطنية وزيارته الاخيرة لسوريا، وعبر الوفد عن تضامن ووقوف ابناء الرعية الارثوذكسية في الزبابدة الى جانب سيادة المطران ورفضهم للتحريض العنصري الذي تعرض له.
وجاء في بيان المطران على لسان ابناء الرعية من الزبابدة " لقد تعرض سيادة المطران خلال السنوات المنصرمة الى استهداف واضطهاد وتهميش وتطاول بهدف اضعاف مكانته في الكنيسة، فهل يعقل ان يكون المطران الفلسطيني الوحيد في البطريركية الارثوذكسية في القدس خارج المجمع المقدس وخارج اية لجان او صلاحيات ادارية؟ هل يعقل ان المطران الفلسطيني الوحيد في البطريركية الارثوذكسية في القدس بدون مكتب لكي يستقبل ضيوفه ولكي يستقبل اولئك الذين يطلبون مساعدته واستشارته؟ ، هل يعقل بأن يكون سيادته بلا كنيسة وبلا رعية وبدون اية صلاحيات ؟، ولماذا كل هذا الحقد وهذه العنصرية بحق سيادة المطران الذي يعتبر علما من اعلام الكنيسة في فلسطين كما انه علما من اعلام هذه الارض المقدسة وهذا المشرق العربي؟ ، لماذا كل هذا الاضطهاد والاستهداف والتهميش بحق سيادة المطران نزولا عند رغبة الجهات الاسرائيلية التي يزعجها ان يكون هنالك صوت مسيحي فلسطيني وطني".
وقال الوفد "لقد اتينا اليوم من الزبابدة لكي نقول لسيادة المطران بأننا معك واننا نعرف مدى الاضطهاد والاستهداف والتهميش الذي تعرضت له خلال السنوات المنصرمة وما زلت وذلك بسبب الضغوطات والاملاءات الاسرائيلية ".
اننا نقول لسيادة المطران بأنه وبالرغم من كل الاضطهادات والسياسات العنصرية التي تعرضت لها الا انك كنت وستبقى ابا روحيا لنا ومتحدثا بإسمنا وبإسم آلامنا وهواجسنا وتطلعاتنا ، مهما اضهدوك واستهدفوك وحاولوا اسكاتك ستبقى صوتا مناديا بالعدل والحق ونصرة المظلومين وستبقى مدافعا حقيقيا عن الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
اننا نناشد الكنائس الارثوذكسية في عالمنا لكي تتدخل من اجل رفع الظلم عن سيادة المطران عطا الله حنا ، ان سيادة المطران يُستهدف بسبب مواقفه الوطنية وبسبب دفاعه الدائم عن القدس ومقدساتها ورفضه ابتلاع اوقافنا وعقاراتنا الارثوذكسية في القدس وفي باقي الاراضي المقدسة .
ان سيادة المطران يستحق ان نكون الى جانبه وان يكون الى جانبه كافة ابناء شعبنا ولا يجوز القبول والاستسلام لهذا الاضطهاد والظلم الذي عانى منه سيادة المطران وما زال ولسنوات طويلة لانه فلسطيني وطني مواقفه تزعج البعض .
هم يسعون لتهميشك ومنع رعايتك لاية كنيسة وابرشية بناء على تعليمات اسيادهم ونحن نقول لك بأنك موجود معنا في كل كنيسة وفي كل رعية فأنت مطراننا وراعينا ورجل الدين الذي نفتخر به وتهميشهم واضطهادهم لك لن يزيدك الا ثباتا وصمودا وتمسكا برسالتك وحضورك في خدمة كنيستك ووطنك .
وكما انهارت الانظمة العنصرية في اكثر من موقع في عالمنا نتمنى ان تنهار هذه العنصرية التي تستهدف الاكليروس العربي الفلسطيني الوطني في كنيستنا ، واذ نحن نعبر عن تضامننا مجددا مع سيادة المطران نؤكد وقوفنا معه والى جانبه فهو مرجعيتنا الروحية والوطنية وهو الناطق بإسم كل ارثوذكسي وطني اصيل في هذه البقعة المقدسة من العالم .
اما سيادة المطران فقد اعرب عن تأثره البالغ باستقبال هذا الوفد الاتي الينا من الزبابدة هذا البلد الطيب والجميل ، اشكركم على رسالتكم وعلى تضامنكم وعلى محبتكم التي غمرتموني بها ونحن بدورنا نقول بأننا نضع المظالم التي تعرضنا وما زلنا نتعرض لها امام الرب لكي يتحنن ويراف بنا ، نحن نحمل صليبنا ونسير في طريق جلجلتنا وسنبقى سائرين في هذه الطريق فنحن على يقين بأن يوم القيامة آت لا محالة ، مهما كثرالظالمون والمسيئون والمحرضون ومهما كثر اولئك المتخاذلون والمتآمرون والمتواطئون فلا بد للحق ان يعود الى اصحابه ونحن اصحاب قضية عادلة .
نحن نحتمل العنصرية والظلم والاضطهاد والتهميش ونتعزى عندما نرى ذاك الذي علق على خشبة الصليب وكانت اخر كلماته يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون .
لن نقابل الشر بالشر ولن نقابل العنصرية بالعنصرية ولن نقابل الحقد بالحقد لان هذا يتناقض مع قيمنا ومبادئنا ورسالتنا ولكننا نسأل الله من اجل اولئك الذين يمارسون عنصريتهم وحقدهم بأن ينير الرب الاله قلوبهم وعقولهم وان يعودوا الى رشدهم .
لن يؤثر علينا التحريض الاسرائيلي ولن يؤثر علينا اي نوع من الاضطهاد والاستهداف والتهميش وسنبقى نواصل تأدية رسالتنا وخدمة كنيستنا وشعبنا .
ان اضطهادهم وعنصريتهم وحقدهم لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بمواقفنا وحضورنا ورسالتنا في هذه الارض المقدسة .
اقول لابناء الرعية الارثوذكسية في هذه الارض المقدسة بأن كنيستنا تتعرض لمؤامرة غير مسبوقة ، فهنالك متآمرون كثيرون على كنيستنا وهنالك من يسعون لشطب وجود الكنيسة الارثوذكسية في هذه الديار ان قوى الشر العالمية الصهيونية والماسونية وغيرها وعبر اذرعتها وعملائها ومرتزقتها يسعون لتدمير الكنيسة من الداخل ، وقد زرعوا في كنيستنا من يتعامل معهم خدمة لاجنداتهم وهذا يعني ان عدونا ليس فقط في الخارج وانما هو في الداخل ايضا وهذا يحتاج منا الى مزيد من الحكمة والرصانة والوعي لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن كنيستنا المستهدفة ولكي نحافظ على هذه الامانة الروحية التي من واجبنا ان نحافظ عليها جميعا .
اعداء الكنيسة المتآمرين عليها كثيرون ولكن محبيها المنتمين اليها والحريصين على مكانتها هم اكثر ونحن على يقين بأن الرب لن يترك كنيسته فريسة سائغة لاعدائها المنظورين والغير المنظورين .
صلوا بلا انقطاع من اجل كنيستكم وتمسكوا بانتماءكم الروحي وتراثكم الكنسي ولا تستسلموا لليأس والاحباط والقنوط بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها ، ان عدو الكنيسة موجود في داخلها وهنا تكمن الطامة الكبرى وعلينا ان نهب جميعا كأسرة واحدة من اجل الحفاظ على هذه الكنيسة ، الكنيسة هي انتم وهي كل واحد منكم ويجب علينا جميعا ان نتحمل مسؤولياتنا التاريخية والاخلاقية والروحية والايمانية تجاه كنيستنا المستهدفة بوسائل متعددة ومختلفة لا سيما اوقافنا المستباحة التي يسعى الاعداء لابتلاعها وسرقتها عبر سماسرتهم وعملائهم ومرتزقتهم الذين زرعوهم داخل الكنيسة .
نفتخر بانتماءنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا ، فالمسيحيون الفلسطينيون في هذه الديار هم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ، فنحن لسنا اقليات في وطننا بل نحن مكون اساسي من مكونات هذا الشعب المناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة.
وكما وقفنا معا وسويا مسيحيين ومسلمين في الدفاع عن الاقصى هكذا سنقف معا وسويا في الدفاع عن باب الخليل وعن غيره من الاوقاف الارثوذكسية التي يسعى الاحتلال لابتلاعها في اطار مؤامرة غير مسبوقة تستهدف اوقافنا الارثوذكسية التي هي جزء من تراثنا وتاريخنا وعراقة وجودنا في هذا الارض المقدسة .
نحن نحتاج الى الوعي في هذه الظروف لكي تتمكنوا من التمييز ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود ، نحن بحاجة الى اناس صادقين يحبون كنيستهم وينتمون لوطنهم وهم مستعدون للدفاع عن كنيستهم ووطنهم ، نحن بحاجة الى اناس صادقين في زمن بتنا نرى فيه الدجل والكذب والنفاق منتشر في كل مكان ، نحن بحاجة الى اناس يتحلون بالوطنية الصادقة وبالانتماء العربي الفلسطيني الاصيل في زمن اصبحت الخيانة عند البعض وجهة نظر .
نتمنى ان تكونوا على قدر كبير من الوعي لكي تتمكنوا من ادراك ومعرفة خطورة ما نمر به في هذه الفترة العصيبة من تاريخنا .
اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات كما قدم للوفد بعض المنشورات الروحية .