نشر بتاريخ: 03/09/2017 ( آخر تحديث: 04/09/2017 الساعة: 11:15 )
بيت لحم - معا-
وجدي الجعفري - يمر عيد الاضحى ثقيلا على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بدمشق في ظل اشتداد الحصار واستمرار سيطرة تنظيمي داعش والنصرة على المخيم للعام الخامس على التوالي.
"الوجوه عابسة والنفوس يائسة، غاب الأحبة وتفرقت بهم السبل وطال الغياب وأغلقت الأبواب والكل يبكي غيابه القريب والبعيد فوق الأرض وتحت الأرض" بهذه الكلمات وصف فوزي حميد رئيس المجلس المدني في مخيم اليرموك الاوضاع داخل المخيم خلال العيد.
وأضاف لغرفة تحرير وكالة معا عبر الهاتف من مخيم اليرموك" ان هذا العيد العاشر الذي يمر على المخيم تحت الحصار، فقد ذهب الخير وعم البلاء وخيم الحزن على جميع الفئات داخل المخيم، فلا الصغار يفرحون ولا الكبار يمرحون. الأطفال محرومون من مظاهر العيد المألوفة. والكبار ممنوعون من مزاولة طقوسهم في العيد. المخيم منكوب بالكامل".
ويسيطر تنظيم داعش على 60 % من مساحة المخيم فيما تسيطر جبهة النصرة على 25 % وبقية المساحة تسيطر عليها فصائل فلسطينية أضاف حميد.
زيارة المقابر ممنوعة
وقال حميد ان تنظيم داعش يرفض السماح لسكان المخيم بزيارة مقابر موتاهم في اول ايام عيد الاضحى لان ذلك يخالف الشرع فيما يسمح بالزيارة في اليوم الثاني، كما ويمنع اي مظاهر للفرح كالموسيقى والاحتفالات وغيرها، لكن التنظيم يسمح بالزيارات العائلية والاضاحي.
وأضاف ان العيد يمر وقد ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير، فمعظم سكان المخيم دون عمل، ويعانون من اوضاع معيشية صعبة للغاية.
ويعيش داخل المخيم نحو 12 الف فلسطيني من أصل مليون ونصف شخص كانوا قبل الحصار عام 2013.
المساعدات مقطوعة منذ عام ونصف
وقال حميد ان المساعدات مقطوعة عن المخيم منذ عام ونصف سواء من منظمة التحرير او المنظمات الدولية او فعالي الخير ما يزيد من معاناة السكان داخل المخيم.
كما ان ابواب المخيم مغلقة بالكامل يمنع الدخول والخروج منها ويتواصل انقطاع الكهرباء عن سكان المخيم منذ عام 2013 والمياه منذ عام 2014 والهاتف منذ عام 2016.
ويعتمد سكان المخيم على المولدات والمحروقات التي تدخل عن طريق التهريب وتباع باسعار مرتفعة. قال حميد.
اغلاق المدارس ومع التعليم
وكشف حميد عن توجه لدى تنظيم داعش بعدم السماح للطلاب بالذهاب للدراسة خارج المخيم بعد اغلاق المدارس داخله في العام الماضي.
ومن المقرر ان يبدأ العام الدراسي الجديد في دمشق يوم الاربعاء المقبل، لكن حميد اشار الى ان هناك توجها لدى داعش بمنع خروج الطلاب والمعلمين والمعلمات للدراسة والتدرسي في القرى المجاورة للمخيم نتيجة الاوضاع الصعبة التي يواجهها التنظيم في مدارسه داخل المخيم.
وقال ان هذا الاجراء قد يهدد المستقبل التعليمي لنحو 1000 طالب بالمخيم و200 معلم ومعلمة.
وأشار الى ان هناك جهودا تبذل من اجل السماح للطلاب ببدء العام الدراسي اسوة ببقية الطلاب في دمشق.
ويسيطر داعش منذ دخوله الى المخيم على المدارس والمعاهد ورياض الاطفال وحولها الى اماكن تدريس خاصة به يعلم بها مناهجه الخاصة "مناهج الدولة الاسلامية".
جهود الحل
وقال ان لجان المصالحة تعمل باستمرار من اجل التوصل لحلول لرفع الحصار عن المخيم لكن هذه الجهود تواجه عقبات كثيرة من مختلف الاطراف.
ويأمل حميد انهاء ازمة المخيم ليعود الى ما كان عليه في السابق "شعلة من شعل الحضارة والتعليم والثقافة، وتعود فيه الحياة الى طبيعتها ويعود اللاجئين الى ديارهم وتعم الفرحة من جديد".