الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هيئة الأعمال الخيرية تبدأ بذبح آلاف الأضاحي لصالح فلسطين

نشر بتاريخ: 03/09/2017 ( آخر تحديث: 03/09/2017 الساعة: 11:48 )
هيئة الأعمال الخيرية تبدأ بذبح آلاف الأضاحي لصالح فلسطين
نابلس- معا- بدأت هيئة الأعمال الخيرية والجمعيات الخيرية في أستراليا، بذبح آلاف الأضاحي من الخراف تمهيدا لإرسالها إلى فلسطين وتوزيعها على الشرائح المجتمعية الضعيفة، وذلك في إطار حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور".
وكانت جمعية "البراق" للتراث والوقف الإسلامي في مدينة عكا، أطلقت عشية عيد الأضحى المبارك حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور" بشراكة إستراتيجية مع هيئة الأعمال الخيرية والجمعيات الخيرية في أستراليا، وبالتعاون مع عشرات الجمعية والمؤسسات الخيرية في فلسطين، هي حملة تهدف إلى إطعام عشرات آلاف العائلات الفلسطينية الفقيرة.

وقال مدير مكتب هيئة الأعمال الخيرية أستراليا في فلسطين، إبراهيم راشد، إن عملية ذبح الأضاحي بدأت صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، ومن المقرر أن تستمر لغاية يوم الاثنين المقبل، ويكون بعدها التحلل لأن يومي السبت والأحد في أستراليا ليست أيام عمل كاملة، بشكل لا يمكن الهيئة من الانتهاء من عملية ذبح الأضاحي أول أيام التشريق وهو يوم الجمعة.
مواصفات شرعية
وبين راشد، أن عملية ذبح الأضاحي تتم وفق مواصفات صحية شرعية وتحت إشراف نخبة من علماء المسلمين، على أن تتم إعادة نقلها لصالح الفقراء في فلسطين وبقية أصقاع العالم بعد الانتهاء من عمليات الذبح والتقطيع والشحن والتخليص بأشكال مجمدة ومعلبة، بعد أقل من شهرين من الذبح.
وأكد، أن حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"، والتي تبادر هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا إلى تنفيذها للعام الرابع على التوالي في فلسطين، حققت هذا العام نجاحا منقطع النظير يضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها في كل عام.

وأرجع راشد، أسباب هذا النجاح النوعي إلى الإقبال المنقطع النظير من قبل أهل فلسطين على الاشتراك في حملة الأضاحي في ظل الأسعار الزهيدة التي وفرتها هيئة الأعمال الخيرية والبالغة 500 شيكل للأضحية الواحدة، في محاولة منها لتيسير إحياء سنة الأضاحي لمحدودي الدخل من جهة، وتوسيع قاعدة المستفيدين بحيث تصبح اللحوم في متناول أيدي الفقراء على مدار العام.
سلعة إستراتيجية
وأشار، إلى أن اللحوم في فلسطين سلعة إستراتيجية، ولكنها تعاني من فحش الأسعار نظرا لأن السوق الفلسطينية مقيدة بتكلفة إنتاج عالية بسبب شروط الاحتلال لتوريد اللحوم من حيث النوع والمصدر، ومن هنا جاءت فكرة الحملة.
من جهته، قال مدير مكتب هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا، بشار الجمل، إن فكرة الحملة تقوم على إطعام آلاف الفقراء في فلسطيني من خلال توكيل الهيئة كمؤسسة مشهود لها بالثقة وخدمة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عشرين عاما، بعملية الذبح.
ونوه الجمل، إلى أن الهيئة وشركائها من جمعيات ولجان فلسطينية مرخصة، عملت منذ سنوات على رفد السوق الفلسطينية باللحوم الحمراء عبر تبرعات أتت من الجاليات العربية والإسلامية، واليوم تسعى إلى مأسسة المشروع من خلال جعل اللحوم بين أيدي الفقراء على مدار السنة، وتمكين محدودي الدخل من إحياء سنة الأضاحي وإطلاق نذورهم وتأكيد عقائقهم التي هي في رقبة كل مسلم.

دعم الفقراء والمحتاجين
وأوضح ، أن هذه الحملة، جاءت استشعارا من الهيئة بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها في دعم ومساندة الفلسطينيين الذين يعــيشون أوضاعا اقتصادية ومادية صعبة، ويعانون من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة باستمرار، في وضع نجم عنه تردي الوضع المعيشي للأسر الفقيرة والشرائح المجتمعية الضعيفة، وعدم مقدرة كثيرين على شراء اللحوم وإحياء شعيرة إسلامية غائبة.
بدوره قال رئيس جمعية "البراق" للوقف والتراث الإسلامي، الشيخ محمد زهرة، إن حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"، جاءت لتسهم في التخفيف من المعاناة الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسر الفلسطينية، ومساعدة الفقراء والمتضررين على سد جزء من حاجتهم المتعلقة باللحوم.
وبحسب زهرة، فإن من بين الأهداف الإستراتيجية لهذه الحملة يكمن في إحياء شعيرة الأضحية التي تعجز معظم الأسر الفلسطينية عن شرائها بسبب ارتفاع أثمانها، إلى جانب إحياء مبدأ التكافل الاجتماعي الذي نادى به الإسلام، وملامسة الواقع الفلسطيني والتخفيف من وطأة الحصار وتلمس معاناة الأهل هناك.
وأشار، إلى وجود حالات كثيرة تواجه صعوبات جمة للوفاء بالنذور والعقائق، وخصوصا أصحاب العائلات كثيرة العدد، ولكن بعد إطلاق الحملة أصبح ذلك ممكنا ومتيسرا بأسعار زهيدة لا تقارن بأسعار السوق المحلية.
إحياء سنن غائبة
واعتبر أستاذ الفقه وأصول الدين في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس أبو ديس، الأستاذ الدكتور الشيخ حسام الدين عفانة، حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"، بمثابة مبادرة إنسانية رائدة تسهم في إحياء سنن أصبحت غائبة تحت وطأة ارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي والتي لم يعد باستطاعة السواد الأعظم من أبناء الشعب الفلسطيني توفيرها.
وشدد عفانة، على ضرورة التركيز على عنصر الثقة بالجهة المشرفة على هذا العمل الإنساني، وهو عنصر قال، إنه يتوفر بشكل لا يقبل التأويل لدى هيئة الأعمال الخيرية، والتي تنفذ حملة إنسانية تقوم على مبدأ الوكالة الشرعية والتي تعتبر من العقود الجائزة شرعيا، وذلك من خلال تولي الهيئة مهمة انتقاء الأضاحي وذبحها وإيصالها إلى مستحقيها.

من جانبها، قالت مديرة جمعية جنين للتكافل والتضامن الأسري، هناء حمدان، إن الحملة في عامها الرابع لاقت إقبالا متزايدا من قبل المواطنين، وتحديدا أولئك الذين اشتركوا فيها العام الماضي، واستردوا أضاحيهم.
وتابعت حمدان، إن كثيرين من هؤلاء المضحين أبدوا رغبتهم في توكيل هيئة الأعمال الخيرية بمهمة ذبح الأضاحي والعقائق والنذور، والتي تتم وفق الشريعة الإسلامية، فيما تضاعفت أعداد الأضاحي المطلوبة عدة مرات عن السابق، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الحملة في عامها الثالث الماضي.