الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابناء الكنيسة الانطاكية

نشر بتاريخ: 05/09/2017 ( آخر تحديث: 05/09/2017 الساعة: 16:08 )
القدس- معا- وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية في استراليا وهم من اصول سورية وقد ابتدأوا رحلة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين.
وقد استهل الوفد زيارته للقدس بجولة في البلدة القديمة حيث ساروا في طريق الالام وصولا الى كنيسة القيامة حيث كان في استقبالهم سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس.
وتجول الوفد داخل كنيسة القيامة واستمعوا الى بعض الشروحات والتوضيحات عن تاريخها واهم المواقع الدينية الموجودة فيها كما زاروا القبر المقدس وغرفة الذخائر المقدسة وسجدوا لخشبة الصليب الطاهرة.
وامام هيكل الجلجلة اقيمت صلاة خاصة من اجل صاحبي السيادة المطران بولس يازجي مطران مدينة حلب وسيادة المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الارثوذكس.
وقد رفعت الصلاة من اجلهما واجل ان يعودا سالمين الى كنائسهما وابرشيتهما مع سائر المخطوفين .
كما واقيمت الصلاة امام هيكل الجلجلة من اجل السلام في سوريا ومن اجل جميع المتألمين والحزانى والثكالى والمعذبين والمشردين .
وفي نهاية الصلاة كانت للمطران حنا كلمة رحب فيها بوصول وفد الابرشية الارثوذكسية الانطاكية في استراليا مرحبا بزيارتهم ومؤكدا بأننا سعداء بوجودكم في هذه البقعة المقدسة من العالم .
وقال: "ان كنيستي القدس وانطاكيا كنيستان شقيقتان ، نحن عائلة واحدة وجسد واحد واذا ما تألم احد الاعضاء تألم الجسد كله ولذلك فإننا نود ومن هذا المكان المقدس ان نعبر عن تضامننا مع الكرسي الانطاكي المقدس بطريركا واساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين كما اننا نتضامن مع اخوتنا في سوريا اولئك الذين تعرضوا للالام والاحزان خلال السنوات المنصرمة ونحن نتمنى ونسأل الله بأن يسود السلام في سوريا هذا البلد الجميل الراقي والذي تشرفت بزيارته قبل عدة ايام فشاهدت بأم العين هذا الشعب الواعي والموحد والمتمسك بوطنه والمدافع عن كرامته وعن عروبته بالرغم من كل الظروف التي مرت بها سوريا العزيزة على قلوبنا".
وأضاف "اسمحوا لي ان احيي فضيلة مفتي الجمهورية العربية السورية وقد وصفته في احدى اللقاءات بأنه مفتي الانسانية والعروبة وانا مصر على هذه التسمية التي يستحقها وهو داعية السلام والمحبة والاخوة والتلاقي بين كافة مكونات الشعب السوري الكريم . اسمحوا لي ان احيي ايضا كافة رؤساء الكنائس المسيحية وكافة المرجعيات الروحية في سوريا اولئك الذين يلتقون معا ويتعاونون معا من اجل سوريا وصمودها وانتصارها على اعدائها ، التحية لسيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد الذي شهدته شامخا شموخ جبل قاصيون ، التحية للجيش العربي السوري ، والتحية لكافة ابناء الشعب السوري بكافة انتماءاتهم الدينية وخلفياتهم الفكرية اولئك الذين يوحدهم انتماءهم لسوريا هذا البلد الجميل والذي سيبقى جميلا بالرغم من المؤامرة التي تعرض لها".
وقال: "نتمنى لكم حجا مباركا وانا اعلم مدى تأثركم بهذه الزيارة لا سيما الغالبية الساحقة منكم تزور فلسطين للمرة الاولى . ما اود ان اقوله لكم بأن كنيسة القدس وابناءها لا بل ابناء شعبنا الفلسطيني في المدينة المقدسة يرحبون بكم ، يرحبون باخوتنا السوريين الاتين من استراليا المنتمين للكنيسة الانطاكية العريقة . من القدس كانت الانطلاقة وفي هذه المدينة المقدسة تمت كافة الاحداث الخلاصية".
وتابع: "القدس تتعرض لمؤامرة غير مسبوقة ونحن نشهد في السنوات الاخيرة امعانا في الممارسات الاحتلالية في المدينة المقدسة ، انهم يستغلون الاحداث المؤسفة في منطقتنا العربية كما انهم يستغلون الانقسامات الفلسطينية الداخلية ويسعون لتمرير مشاريعهم العنصرية الاحتلالية في مدينة القدس ويساعدهم في هذا انحياز بعض الدول الغربية وفي مقدمتها امريكا لهم. كل شيء عربي فلسطيني مستهدف في هذه المدينة المقدسة مقدساتنا مستهدفة مؤسساتنا وابناء شعبنا يستهدفون والاحتلال يسعى لابتلاع مدينتنا وتشويه صورتها وطابعها وتزوير تاريخها".
وناشد المطران حنا الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية وكافة الكنائس الارثوذكسية في العالم بضرورة الالتفات الى القدس والاهتمام بما يحدث فيها بحق المسيحيين وبحق كافة المواطنين الفلسطينيين ، لا يجوز الصمت امام ما يحدث في القدس لان القدس هي مدينة مقدسة للجميع وهي جزء اساسي من تاريخنا وتراثنا وهويتنا ، فالقدس امانة في اعناقنا جميعا ونتمنى ان يكون هنالك اهتمام ارثوذكسي ومسيحي عالمي بما يحدث في مدينتنا من استهداف للحضور المسيحي واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه اليوم فنحن مقبلون على انتكاسة كبرى واتمنى ان يكون التحرك قبل فوات الاوان .
ووضع الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس وما تتعرض له مقدساتنا الاسلامية والمسيحية كما تحدث بشكل خاص عن مسألة الاوقاف الارثوذكسية المستباحة وخاصة في باب الخليل وفي غيرها من الاماكن مؤكدا بأن هذه الصفقات انما تندرج في اطار التآمر على الحضور المسيحي الوطني في مدينتنا المقدسة .
واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات ، أما اعضاء الوفد فقد اعربوا عن تأثرهم البالغ بزيارة القدس وشكروا سيادة المطران على كلماته وادعيته من اجل السلام في سوريا ونقلوا له تحية تضامن ومحبة واخوة من ابناء الجالية السورية في استراليا .
وعبر الوفد عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني مؤكدا تضامنه مع المطران الذي يتعرض للاضطهاد والاستهداف بسبب مواقفه الوطنية ، انهم يضطهدونك ويستهدفونك ويهددونك ولكنك وبالرغم من كل ذلك بقيت ثابتا صامدا مدافعا بحرية عن كنيستك ووطنك وعن عدالة قضية شعبك ، ولم تنسى سوريا التي يتم التآمر عليها ولكن هذا المشروع التأمري قد انهار وفشل وقد بدأت سوريا تستعيد عافيتها بحكمة رئيسها وبسالة جيشها ووحدة شعبها .
ونقل الوفد التحية والاحترام بإسم الشعب السوري وباسم ابناء سوريا المغتربين والموجودين في كل مكان للمطراتن حنا، "نتضامن معك وانت حامل لرسالة روحية ووطنية، يريدون تهميشك واضعافك ولكنك قوي لان الله معك وشعبك معك وكلنا معك".
 كما وزع المطران على الوفد بعض المنشورات والايقونات التذكارية.