القدس -معا- بدعوة من هيئة العمل الوطني والأهلي ولجنة حي الشيخ جراح، زار الدكتور حيدر اغانين الممثل الأعلى لروسيا الإتحادية في رام الله،حي الشيخ جراح بمدينة القدس وقرية الولجة قضاء بيت لحم.
وكان في استقباله لجنة الحي ومحافظ القدس ووزير شؤونها المهندس عدنان الحسيني والسادة عبد اللطيف غيث وحاتم عبد القادر وراسم عبيدات وسليمان مطر،وقدم محمد شماسنه عضو لجنة الحي، وأحد القاطنين في البيت الذي استولى عليه المستوطنون (بيت أيوب شماسنه)،تحت حجج وذرائع ان البيت ملك لعائلات يهودية منذ عام 1890، شرحاً مفصلاً عن عملية الإستيلاء على البيت والمخاطر التي تتهدد بيوت الحي الأخرى المهدد سكانها بإخلائها وسيطرة الجمعيات الإستيطانية عليها
وقد دحض محمد شماسنة للسفير الضيف تلك الإدعاءات بالقول بانهم هو ووالده وأمه وعائلته يعيشون في هذا البيت منذ عام 1964،منذ ما يزيد على 53 عاماً، وهو وقف إسلامي ذري،وهو لم يتوقف عن دفع الإيجار كما تدعي الجمعيات الإستيطانية في 2009،وبيت شماسنه ليس الوحيد الذي جري الإستيلاء عليه،فضمن هذا المخطط الإستيطاني الذي يقوده المتطرف اريه كنج،مهندس تهويد الجليل،وزعت اخطارات لستة منازل أخرى في الحي تطالبهم بإخلاء بيوتهم خلال ثلاثين يوماً، والمخطط يستهدف كامل حي كبانية ام هارون بمنازلها ال 45،من اجل إقامة مشروع استيطاني ضخم لإسكان اربعمائة عائلة يهودية متطرفة على مدار خمس سنوات،بحيث يتم ربط هذا الحي الإستيطاني بجبل سكوبس وشارع رقم واحد ومن ثم مع حي مئة شعاريم للمتدينين المتطرفين،في غربي القدس.
وأكد شماسنه بان عملية الإخلاء والطرد والإستيلاء على المنزل كمقدمة للإستيلاء على بقية منازل الحي تفتقر الى المصوغات القانونية،ولا يوجد ثقة بالقضاء الإسرائيلي والمحاكم المتفرعة عنه،فهو وجد لخدمة المستوطنين وحكومة الاحتلال.
وتوجه الدكتور اغانين برفقة راسم عبيدات وسليمان مطر الى قرية الولجة،حيث التقوا عددا من أعضاء مجلس الولجة المحلي والعديد من النشطاء والفعاليات هناك،والذين قدموا لهم خلال جولة ميدانية،شرحاً مفصلاً عما تواجهه الولجة من عملية تطهير عرقي و"تسونامي" استيطاني،يستهدف السيطرة على الجزء الأكبر من القرية من أجل ربط مستوطنات القدس مع مستوطنات "غوش عتصيون" في جنوب غرب الخليل،في إطار إقامة ما يسمى بالقدس الكبرى،وأضافوا بان أراضي قرية الولجة البالغة اكثر من 34 الف دونم لم يتبق منها سوى ثلاثة الآلاف دونم أو أقل،حيث صودر القسم الأكبر منها،وقد جرى ترحيل وطرد سكان الولجة من أراضيهم وبيوتهم الواقعة في منطقة 48 ولم يكتف الاحتلال بهذا الطرد والتهجير،بل يقوم بهدم منازلهم بشكل مستمر،فمنذ عام 1967،هدم الاحتلال 60 بيتاً،والآن هناك خطر يتهدد 34 بيتاً بالهدم،وقد عمد الاحتلال الى تقسيم أراض القرية التي احاطها من كل الجهات بجدار فصل عنصري،الى مناطق تابعة لبلدية الإحتلال "القدس" 50% من أراضي الولجة،ومناطق تابعة للإدارة المدنية 40% و 10% مصنفة كاراضي "بي" تابعة للسلطة الفلسطينية،والإحتلال يرفض تقديم خارطة هيكلية للبلدة من اجل تنظيم عمليات البناء فيها،ويعمد الى هدم البيوت التي يتم بنائها وبالتحديد في منطقة عين جويزه،والإحتلال يخطط لاقامة اكثر من 4000وحدة استيطانية على ارضي الولجة المستولى عليها بالإضافة الى إقامة حدائق تلمودية وتوراتية "حدائق وطنيه"،وهو لم يترك للولجة سوى مدخل وحيد من جهة بيت جالانبحيث يتحكم جنود الاحتلال وبمزاجيتهم بدخول وخروج السكان من القرية.
وقد طالب سكان حي الشيخ جراح ومجلس قروي الولجة والفعاليات المقدسية السفير الروسي بضرورة ان يكون هناك تدخل دولي فاعل لحماية السكان،ومنع حكومة الاحتلال من الإستمرار في "تغولها " و"توحشها" على السكان،حيث عمليات الهدم والإستيلاء على المنازل والأراضي مستمرة وبلا توقف،وقالوا بان حكومة الاحتلال هي المسؤولة عن صب الزيت على النار والتصعيد المستمر في المنطقة،وأنه آن الأوان للمجتمع الدولي لكي يتخذ قرارات جدية ويفرض عقوبات على دولة الاحتلال لتطبيق قرارات الشرعية الدولية،ولكي تصبح إسرائيل دولة تحترم وتلتزم بالقوانين والاتفاقيات الدولية،وان لا تبقى دولة فوق القانون الدولي تمارس العربدة والبلطجة بحق السكان الفلسطينيين العزل.