صورة قلمية: الحصار يعصر غزة قطرة قطرة ... وابو الهول يبحث عن الكعك في شوارع المدينة !!
نشر بتاريخ: 20/01/2008 ( آخر تحديث: 20/01/2008 الساعة: 21:39 )
غزة- معا- كتب موسى أبو كرش- سألت المرأة التي كانت تنهب الطريق إلى المخبز الرجل المدجج بربطات الخبز : هل هناك طابور أمام مخبز الجلاء:فأجاب الرجل : طوابير : وباغتته المرأة : هل هناك خبز في المخبز ؟ أجاب الرجل وهو ينعطف في الشارع الواسع: أبصر ؟؟ : : لا ادري ما ذا تعني ((أبصر )) الغزية هذه ولكني فهمت منها إن لا خبز في المخابز ... وصدق حدسي مخبز الجلاء الذي يعد اكبر من مخابز غزة كان قد اقفل بابه على جمع غفير من المواطنين داخل المخبز,وتصدى صاحبه لزبائنه الذين كانوا يتوافدون إلى المخبز بقوله لا خبز لدي وكل ما عندي لا يكفي نصف هؤلاء الذين أقفلت عليهم المخبز شعرت بالإحباط فهاتفي النقال لازال يرن فهناك ضغط على في البيت وهناك عبارة لازالت تطن على رأسي لاتنسى الخبز :في محيط حي الرمال في غزة عدة مخابز كنت قد عرجت عليها جميعا بدأ من مخبز الجلاء مرورا بمخبز الشنطي وانتهاء بمخبز العائلات دون ان اظفر منها برغيف خبز واحد وخوفا ان اعود بخفي حنين اثرت ان اشتري ربطة خبز يابس خلصني منها والله على ما اقول شهيد صديقي اكرم ابو سمرة وقضمها كسرة كسرة .
لعل حالي افضل بكثير من الموظفين الذين تعمل زوجاتهم ولدينا على أي حال قليل من الطحين وبأمكان زوجتي ان تتدبر الامر ليومين ولكن السؤال الاهم ماذا نفعل اذا ما نفذ غاز الطبخ وانقطع التيار الكهربائي (( شركة الكهربا اعلنت انها ستقطع التيار عن عموم غزة وجوارها لنفاذ الوقود )) سائق التكسي الذي اقلني الي بعض المخابز في جولتي على المخابز قال لي بأسى انه نادم اشد الندم لانه حول وقود سيارته من البنزين الي الغاز وقال وهو يضرب كفا بكف هناك بعض البنزين في المحطات اما الغاز فهو مقطوع من ثلاثة ايام واخبرني ان عليه ان يركن سيارتة امام باب البيت ويعيد تشيكل فريق " الطرنيب" لا ادري لماذا تذكرت على الفور بيت الشعر القديم :
ندمت ندامة الكسعي لما...... بدت مني مطلقة نوار
وتساءلت هل بالامكان ان يكون الوضع افضل مما يسار اليه فغزة محاصرة منذ اكثر من ستة اشهر وجاء قرار وزير الحرب الاسرائيلي بالاغلاق المطلق للمعابر واحكمت اسرائبل قبضتها على القطاع وبدأ الحصار يعصر غزة قطرة قطرة والوضع ينذر بالفاجعة فمخزون وكالة الغوث الانروا شارف على الانتهاء ومخازن غزة من القمح ومعظم المواد الغذائية خاوية ومحطات الوقود اقفلت ابوابها والدورة الحيوية المعيشية باتت شبه معطلة اذا لم تكن قد تعطلت فعلا اما عن نقص الدواء وحليب الاطفال فحدث ولا حرج .....شعرت بالشفقة على زميلنا اشرف ابو الهول مراسل صحيفة الاهرام المصرية وهو يودعنا بقامته الفارعة هارعا الى بعض المتاجر بحثا عن الخبز الفرنجي والكعك فقلت في ذات نفسي رحم الله ماري انطوانيت فكل .. مالدينا في مخابز غزة من بيتي فور ومعجنات لاتكفي اطفال شارع واحد في حي من احياء المدينة .