الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"بنات طوباس" ينقلّن حكاية فلسطين للعالم

نشر بتاريخ: 17/09/2017 ( آخر تحديث: 17/09/2017 الساعة: 17:31 )
طوباس- معا- واكبت الحلقة السادسة من سلسلة (نور)، التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية بالشراكة مع مديرية التربية والتعليم، حصول "بنات طوباس الثانوية" على جائزة المدرسة الدولية للمجلس الثقافي البريطاني.
وقالت مديرة المدرسة نائلة مدارسي إن مؤسستها تحصل على الجائزة للمرة الثانية، وقدمت ملفًا من سبع مبادرات تربوية ومجتمعية وبيئية، وبنت جسورًا مع مؤسسات تعليمية في العراق، وباكستان، وعُمان، واليمن، والهند، والنرويج.
وأضافت: عملنا في تطوير نموذج للزراعة المائية، والغذاء الصحي، والعمل التطوعي، ومبادرة التعريف بوطننا، وتحدي القراءة، واللغة الإنجليزية، والتدوير وإعادة الاستخدام.
وبحسب مدارسي، فإن بنات طوباس تضم 28 معلمة و445 طالبًا في الفروع: العلمي، والعلوم الإنسانية، والإدارة والريادة، والصناعي. فيما تتزين ممرات المدرسة بالأزهار الكثيفة، ويغلب عليها اللون الأخضر اللافت طوال العام.
وسام شرف
ووفق موقع المجلس الثقافي البريطاني، فإن الجائزة "وسام شرف" للمدارس التي تتمكن من إضفاء بعد دولي على التعليم والتعلم، وتهدف إلى التعريف بالبعد الدولي للمؤسسات التعليمية عبر شركات دولية، وخلق روابط بين المعلمين من البلدان الأخرى، والمساعدة على تبادل ممارسات مهنية وتطوير مهارات جديدة، والتعريف بالمدرسة في وسائل الإعلام.
واستنادًا إلى المجلس، فإن توثيق العمل الدولي، وتقييمه، وتضمينه في المناهج الدراسية، والشراكة العالمية "تساهم في دعم العمل الجماعي في المدرسة وتقوي الإحساس بالهوية".
وقالت منسق الجائزة المعلمة آيات خالد مبسلط: نافسنا هذا العام بنموذج الزراعة المائية، وأنتجنا التوت الأرضي، والنعناع، والخس، والملفوف والقرنبيط، والفلفل، والشاي الأخضر، والخيار والبندورة، وقدمناه لطالباتنا كحل للزراعة العمودية، وللتفوق على نقص الأراضي بفعل الزحف العمراني، ولتوفير الغذاء دون الحاجة إلى تربة.
وتابعت: نُقدم للطالبات تعليمًا مغايرًا، ونبتعد عن أسلوب التلقين، ونؤسس لتعليم يتسلح بالتجربة، ويساهم في توفير حلول جديدة للتحديات البيئية والأمن الغذائي، وأعداد الطالبات للحياة العملية.
وتعمل مبسلط خريجة الماجستير في العلوم الحياتية والبكالوريس في التخصص ذاته، مع زميلاتها وطالباتها، وتتعمق في أبحاث نظرية حول الزراعة المائية، وبدأت تتفقد المواقع العلمية عبر شبكة الإنترنت، وتواصلت مع وزارة الزراعة، إلى أن صممت 8 أنابيب إضافية تستوعب 120 فتحة.
خمس دول
تضيف: طورنا التجربة، وربينا الأسماك في أحواض متصلة بالأنابيب، وبدأت النباتات تستفيد من الماء وفضلات الأسماك التي تحتوي النيتروجين والأملاح المغذية، فينا تحول خلايا البكتريا الفضلات إلى مواد بسيطة تتغذى منها النباتات، ونكرر استعمال المياه مرتين: الأولى للأسماك، والثانية لمزروعاتنا المعلقة.
تكمل: تبادلنا الخبرات مع مدرسة اليرموك في غزة، التي كانت أرشدتنا لهذا النمط الزراعي، ولكن تجربتهم لم تكن مكتملة، وطوّرنا المشروع، وحصلنا على مركز متقدم فيه. وانتقلنا لتبادل الخبرات مع شركاء من الهند وباكستان والعراق ومصر وسلطنة عُمان.
تنتقل مبسلط لمبادرة الغذاء الصحي، وفيها تبادلت مع مدارس باكستانية وعراقية وعمانية الأطباق التراثية، ونقلت لهم التبولة، وعلمت الطالبات أضرار الغذاء السريع، وطورن معًا (بيتزا) بلا إضافات صناعية غير صحية، واستطاعت إيصال فكرة الضرار الكثيرة للأغذية ذات الأصباغ والمواد الحافظة.
طيور وطبيعة
ووفق منسقة الجائزة، التي تنتظر التحكيم النهائي للمشروع، لتحظى بالشهادة الدولية، بعد عبور المرحلتين الأصعب، فإن المبادرة الثالثة حملت اسم (وطني)، للتعريف بالمواقع الفلسطينية وجمال طبيعتها، فيها زارت الطالبات مركز التعليم البيئي في بيت جالا، وجمعن فيه بين المعرفة النظرية والتطبيق، فراقبن عن كثب الطيور، وتعلّمن طرق تحجيلها، واشتركن في إعادة إطلاق الطيور إلى الطبيعة، وعرفن عن عصفور الشمس الطائر الوطني لفلسطين. كما تتبعن مشروع إعادة استخدام المياه الرمادية، ومعالجة المياه العادمة في قلب المركز الذي تأسس قبل 31 عاماً، وتعرّفن إلى الأشجار الدخيلة والأصيلة في بلدهن، وتعلّمن كثيرًا من متحف التاريخ الطبيعي الذي يضم نحو 2500 عينة لمحنطات جمعها "التعليم البيئي"، ويعود تاريخ تحنيط بعضها إلى عام 1902.
ووالت: شاركنا في الاعتصام التضامني مع أسرى الحرية، ونقلنا رسائل عن صمودهم ووجعهم باللغة الإنجليزية، وتعرفنا إلى تصنيع القش بتدريب عملي مع وزارة الثقافة، ونفذنا أنشطة تراثية في (عقد الصوافطة) بالمدينة.
وشكل تحدي القراءة الضلع الرابع لمبادرة المدرسة، وفيه استطاعت 17 طالبًا الحصول على مواقع متقدمة في التحدي، وكرمت اثنتين منهن على مستوى المحافظات. واللافت أن إدارة المدرسة نقلت المكتبة من حيزها المعتاد، ونشرتها في الممرات والساحات، واخترن عنوان (أرضي كلها مكتبتي)، وتبادلت الطالبات مئات العناوين.
تطوّع وسياسة
وبحسب مبسلط، فقد ترجمت المدرسة العمل التطوعي على الأرض، وانطلقت الطالبات في حملات نظافة لأحراش المدينة، وساعدن المزارعين في قطاف الزيتون، وساهمن في طلاء جدران المدرسة.
تضيف: تكونت الحلقة السادسة للمبادرة من مشروع اللغة الإنجليزية، وفيه بدأنا بتدريب الدارسات على تعلم الإنجليزية وممارستها، فأقمنا معرضًا لوسائل تعليمية بها، وانخرطن في مناظرة حول أضرار الأغذية المعدلة جينيًا، وكسرن عقدة الخوف من المحادثة بطلاقة.
واللافت، مشاركة المدرسة في نقل رسالة الوطن والقضية والاحتلال لطلبة مدرسة نرويجية، عبر حوار تفاعلي مباشر، وفيها رسمن صورة لحال بلادنا التي تنشد الحرية، وتحدثن عن المستعمرات، ونهب المياه، والحواجز، وجدار الفصل العنصري، كما نقلن قصة الأزياء التراثية لمدن فلسطين، فيما تعرفن إلى الأزياء السويدية، وقبلها غيّرن الأفكار السابقة التي شكلها النرويجيون عن بلادنا.
تنهي: اختتمنا المبادرات بالبيئة، فأطلقن فكرة إعادة الاستخدام والتدوير، وقرّبنا مفاهيم الحافظ على البيئة والكف عن تلويثها واستنزاف عناصرها، وصنعنا ألعاب أطفال من بقايا محارم الورق الصحي، ولونا الحجارة دون التسبب باستنفاذ موارد جديدة، وزينا مدرستنا بلمسات يدوية غير مكلفة، والأهم لم نراكم النفايات.