رام الله -معا- تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، أي إشارة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واكتفى بالتركيز على الملفين الإيراني والكوري الشمالي، متوعداً بتدمير كوريا الشمالية، واصفاً في الوقت ذاته الاتفاق النووي مع ايران بأنه "معيب".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. علي الجرباوي خلو خطاب الرئيس ترامب من أي إشارة إلى القضية الفلسطينية يعود إلى تراجع القضية الفلسطينية من سلم أولويات المجتمع الدولي، وتصدر الملف الإيراني وملف كوريا الشمالية للأجندة العالمية، وتردي الوضع الاقليمي المتمثل بعدم الاستقرار السياسي في المنطقة، ورغبة بعد الدول العربية التقرب من إسرائيل ولا سيما "السعودية، البحرين".
وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية د. أيمن يوسف، "حملت كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مجموعة من المؤشرات والمضامين الإستراتيجية، وأبرزها أنه عكس عقلية اليمين الأميركي داخل الحزب الجمهوري، وسطوة الحلول العسكرية لكثير من المشاكل والأزمات في العالم، مظهراً عدم الترحيب ببروز أي نظام تعددي عالمي".
وعقب د. يوسف على تجاهل ترامب للقضية الفلسطينية في خطابه، قائلاً، "هناك تغييب واضح للقضية الفلسطينية الأمر الذي يتناغم مع الرؤية الإسرائيلية التي يتبناها نتنياهو، والقائمة على الحل الإقليمي التدريجي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بحيث تدخل قوى عربية جديدة إلى قائمة الحوار، وبالتالي عملية تطبيع جديدة خاصة مع السعودية ودول الخليج في هذه المرحلة، وتذويب المستوى الفلسطيني للصراع".
وأضاف، "أن تجنب ترامب القضية الفلسطينية في خطابه سيساهم في دعم الموقف الإسرائيلي الرامي إلى إقناع الدول العربية أن التطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون قبل الحل النهائي، وأنه لا بديل عن بناء جبهة عربية اسرائيلية لمحاربة الارهاب ومجابهة الخطر الايراني".
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أ. أحمد أبو دية، إن الإدارة الأميركية تتجنب الحديث عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وفي وسائل الإعلام، معزياً ذلك إلى غياب تفاهم أميركي إسرائيلي بشأن سبل إحياء عملية السلام في المنطقة، أو إلى حين بلورة ما يسمى الصفقة السياسية التى تعكف الإدارة على صياغتها بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال الباحث السياسي د. ابراهيم ربايعة، لا يمكن فصل غياب القضية الفلسطينية من خطاب ترامب عن عدم ظهورها بخطاب نتنياهو، وشكل تقديمها في خطاب الرئيس المصري. وأضاف،"هذا الغياب يعكس شكل التعامل مع الصراع في ظل تقلبات الاقليم وتبدل اولويات للاعبين"، موضحاً أن ترامب لا يمتلك رؤية متكاملة لحل الصراع بشكل يقبل به الطرفان حتى اللحظة وقد تكون هذه الرؤية قيد الاعداد مع كافة الاطراف وفق ما ألمح اليه السيسي في خطابه.
وفيما يتعلق بالتركيز على ملفات ايران وكوريا الشمالية، فيأتي ذلك تماهياً مع برنامج ترامب الانتخابي وخطابه الهجومي الذي انتهجه ضد الاتفاق النووي وملف تسلح بيونغ يانغ.