الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العزازمة ، تريبين ، جليلين ,المصري ، دغمش ، كفارنه ، ابو حسنين -تقرير دولي : عشائر غزة هي القوة التي توازن قوة حماس

نشر بتاريخ: 21/01/2008 ( آخر تحديث: 21/01/2008 الساعة: 18:41 )
بيت لحم- ترجمة معا - اشار تقرير اصدرته منظمة " مجموعة الازمات الدولية " وهي منظمة غير حكومية مستقلة تعنى بدراسة وتحليل بؤر الصراع العالمية الى قوة مهمة وصادعة قد تشكل توازن يقابل قوة حماس المتفردة بالسيطرة على غزة تتمثل بقوة الحمائل والعشائر الغزية .

واضاف التقرير بانه من الممكن ان تدرس اسرائيل احتمالية دعم العشائر وتعزيز قوتها بهدف العمل على اسقاط حماس وحكومتها المسيطرة على غزة .

ويتكون سكان غزة بغالبيتهم من عشائر بدوية مثل العزازمة ، تريبين ، جليلين ، اضافة الى حمائل كبيرة تضم مئات او حتى الاف الافراد مثل حمولة المصري ، دغمش ، كفارنه ، ابو حسنين وغيرها من عائلات غزة والحديث لمجموعة الازمات الدولية .

جميع من سيطر على غزة من العثمانيين الى البريطانيين والمصريين استعانوا بقوة الحمائل والعشائر بهدف السيطرة على المنطقة وخلق اتصال بالسكان وعمدت كل سلطة الى ابراز وتقديم عشيرة معينة فيما شغل رؤساء العائلات مناصب المخاتير في القرى والبلدات وتم تعينهم بوظائف عامة ما اكسبهم قوة ونفوذا سياسيا واقتصاديا ولم يكن الحكم العسكري الاسرائيلي بعيدا عن هذه النظرية وعمد الى اقامة علاقات مع العشائر لخلق قوة موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

ومثلت الانتفاضة الاولى ثورة على الحكم العسكري والمخاتير حيث تم اعدام عشرة مخاتير بتهمة التعاون مع الاحتلال وعملت اللجان الشعبية على السيطرة ميدانيا على المنطقة بعيدا عن المخاتير والعشائرية .

وحين دخلت منظمة التحرير " قيادة تونس ورجالها " الى غزة بعد اتفاقيات اسلو استندت هي الاخرى الى قوة العشائر والحمائل واقامة سلطة خاصة تدعى هيئة العشائر واعترفت باهمية وظيفة رؤساء العشائر كقضاة عشائريين خاصة فيما يتعلق باعمال القتل والثأر .

وحتى اجهزة الامن التي اقامها عرفات جندت رجال العشائر لدرجة ان تحولت عشائر باكملها الى مؤيدة لهذا الجهاز الامني .

واجبرت السيطرة السريعه على قطاع غزة حماس على التعامل مباشرة مع ظاهرة العشائر والحمائل وطالبت حماس بالولاء على اساس الاسلام والدين دون ان تقبل ولاء موازيا على خلفية الانتماء العشائري والقبلي .

حين اطلق ابناء عائلة بكر النار باتجاه شرطة حماس ردا على مقتل ابن الحمولة المنتمي الى فتح وضابط الامن ياسر بكر فرضت حماس حصارا على مكان اقامة العشيرة وقتلت تسعه من ابناء العائلة بما فيهم سيدتان فيما فر رئيس العائلة الى مصر واخضعت حماس عائلة بكر واجرت تفتيشا في حيهم وجردت ابناء العشيرة من السلاح وضربت مثالا لباقي الحمائل الكبيرة من خلال مواجهتها حمولة بكر الصغيرة التي لا يتجاوز عدد افرادها الـ 300 فرد .

ويظهر ان حماس قد نجحت في تثيبت سلطتها على قطاع غزة وانهت الفوضى واعادت الامن والنظام الى الشوارع الامر الذي لاقى استحسان السكان ولكن هذا النظام جاء نتيجة قمع عنيف يحمل في ثناياه بذور المقاومة القادمة.

حركة فتح تعيش حالة من الصدمة وهي مشلولة تقريبا ولا يوجد لها أي فعل في غزة عدا عن بعض التظاهرات التي نظمتها بحجة اقامة الصلوات في العراء وغيرها وغالبية العشائر والحمائل التي وقفت خلف فتح تضررت كثيرا من سيطرة حماس وفضلت عدم التصادم معها لكن دون ان تظهر تعاونا ايضا .

والعشيرة الوحيدة التي شذت عن هذا المنهج كانت عشيرة دغمش التي تمتلك مليشيا قوية يقودها الشيخ ممتاز دغمش المتهم بخطف مراسل الاذاعه البريطانية الن جونستوت ورفض اطلاق سراحه رغم تبجحات حماس وهنا فرضت الاخيرة حصارا على مواقع العشيرة انتهى باطلاق سراح المراسل .

ان اكبر الاخطار التي تواجه حماس تتمثل بالتحالف بين فتح والقوى الشعائرية ولكن الشعائر منطوية على ذاتها ولا تتجه نحو تعاون بعيد المدى .

وبعد عدة اشهر من الانقلاب تظهر حماس براغماتية في تعاملها مع الحمائل وقوتها التنفيذية تلجأ الى العشائر الصغيرة طلبا للمساعدة وتمتنع عن التصادم مع العشائر الكبيرة وفي مارس 2007 انفجر صراع بين حماس وعائلة حلس المقربة من فتح وبعد عدة ايام من القتال الصعب والقاسي وتدخل عشائر اخرى لمصلحة عائلة حلس انتهى الصراع باتفاق وقف اطلاق النار وليس بنصر لحركة حماس .

وتطرق رجال استخبارات اسرائيليين سابقيين - اجرى معد التقرير لقاءات معهم - الى اهمية الاستخدام الناجح للعشائر والحمائل خاصة في الحرب ضد القاعده في العراق مدعين بان عائلات وعشائر غزة ينمكنها القيام بالدور ذاته ضد حماس فيما قال المستشرق الاسرائيلي والمستشار السابق لرئيس المخابرات " متي شتينبرغ " بانه يفضل نظاما حمساويا مستقرا على اعادة الفوضى .

واكتسبت اسرائيل فيما مضى خبرة في مجال استغلال اطراف محلية ضد نظام معادي وحققت بعض النجاحات الجزئية مثلما حدث مع اكراد العراق ولكن وفي بعض الحالات انتهت تجربتها بالفشل كما حدث في لبنان حين قررت اسرائيل دعم الموارنه الامر الذي انتهى بتورط اسرائيلي في المستنقع اللبناني .

وحاولت اسرائيل ذات اللعبه على الساحة الفلسطينية حين انشات عام 1980 ما سمي بروابط القرى بهدف ايجاد قوة موازية ومعارضة لمنظمة التحرير لكن الامر انتهى بالفشل وكذلك محاولة امريكا واسرائيل دعم فتح والاجهزة الامنية مقابل حماس .

ورغم جميع التحفظات وعلى ضوء المشاكل التي تواجهها اسرائيل من الواقعي ان تقوم بفحص امكانية مساعدة العشائر ولو عن طريق طرف ثالث حتى تضعف حماس اختتمت منظمة الازمات الدولية تقريرها .