خبير: نحتاج لمراجعة منتظمة للمبيدات الكيميائية
نشر بتاريخ: 25/09/2017 ( آخر تحديث: 25/09/2017 الساعة: 13:55 )
رام اللة- معا- دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الجهات الرسمية المعنية الى المراجعة الدورية وبشكل علمي موضوعي لانواع وكميات المبيدات المستخدمة في بلادنا، سواء اكانت تلك التي تستخدم في الزراعة او التي يتم استعمالها في مجالات الصحة العامة، بحيث يتم تحديث قائمة المبيدات المستعملة في بلادنا بناء عل نتائج الدراسات والابحاث المتعلقة بالمبيدات والتي يتم نشرها عالميا بشكل متواصل، وكذلك الى اتخاذ اجراءات صارمة وتطبيق قوانين رادعة بحق من يقوم بتهريب مبيدات خطيرة ومحظورة الى بلادنا، وكذلك الى تشديد الرقابة وحملات التفتيش على استيراد وأماكن تخزين المبيدات وعلى محلات بيع المبيدات.
وطالب الى العمل للحد من الملوثات الكيميائية المنتشرة في البيئة الفلسطينية، ومن ضمنها المبيدات الكيميائية، سواء اكانت تتواجد في الطعام او في المياة او في الهواء، والى اتباع ممارسات صحية، وذلك لمقاومة الارتفاع المتزايد في نسبة الامراض غير السارية في بلادنا بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص.
السرطان في بلادنا
ونوه د. أبو قرع الى تقارير وزارة الصحه الفلسطينيه التي تؤكد التصاعد الكبير في نسبة الاصابة بالامراض السرطانية في بلادنا، وبالتالي زيادة عدد الوفيات نتيجة هذه الامراض، ومن ضمن ذلك التقرير الذي صدرعن مركز المعلومات الصحية الفلسطيني قبل فتره، والذي اشار الى ان الامراض السرطانية باتت تشكل المسبب الثاني للوفاة في فلسطين، وان اكثر امراض السرطان انتشارا هي سرطانات الرئة والثدي، وحتى ان بعض الدراسات اشارت الى تزايد حالات السرطان في المناطق الزراعية المكثفه.
بقايا المبيدات في الطعام
وبين أن تدوال الانباءعن وجود بقايا للمبيدات في الطعام، يمكن إن يحدث إرباكا للمواطن الفلسطيني الذي يستهلك يوميا خضارا وفواكه ولحوم ومنتجات البان وما الى ذلك ،وكذلك يشير الى مدى اهمية موضوع المبيدات الكيميائية، سواء من حيث استيرادها، وبيعها، وتخزينها واستعمالها وكذلك كيفية التعامل مع مضاعفات الاستخدام غير السليم لها، وهذا يؤكد كذلك على الدور الهام الذي يجب ان تلعبه الجهات الرسميه فيما يتعلق بتسجيل واستعمال ومراقبة المبيدات الكيميائية في فلسطين.
الآثار الصحية الفورية
واردف أبو قرع ان هناك آثار صحية آنية للتعامل غير السليم مع المبيدات، حيث قد يؤدى استخدام مبيدات إلى تسمم الإنسان، والتأثير على سلامته بشكل فوري، مثل استخدام المبيدات الفسفور عضوية، ومبيدات الكارباميت التي بعضها يستخدم في فلسطين، التي لها آثار مباشرة على انزيمات الدم والجهاز العصبي إذا تعرض لها الإنسان في الحقل أو من خلال استهلاك الطعام، وهناك فئات معينة كالأطفال والنساء الحوامل واجنتهم هم الأكثر تأثراً من خلال التعرض لهذه المبيدات، لان معظم المبيدات الحشرية تعمل من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
الآثار الصحية بعيدة المدى
وبين ان هناك اثار صحية بعيدة المدى للمبيدات، وهذا هو الأخطر، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة من المبيدات، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة أو من خلال بقايا الطعام، ومع الزمن تبدأ الآثار السلبية تظهر على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، امراض السرطان، أمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن العديد من المبيدات تنتقل من الأم إلى الجنين من خلال الحبل السري، وما لذلك من عواقب وخيمة
الآثار البيئية
واضاف د.ابو قرع ان هناك اثار على البيئة للاستخدام الخاطئ للمبيدات، حيث يتم إدخال المبيدات إلى البيئة من قبل الإنسان وخاصة إلى الحقل، ولكن هذه المبيدات تبقى وتنتقل في النظام البيئي، فمنها ما ينتقل خلال حبيبات التربة ومن ثم إلى المياه، وخاصة المياه الجوفية ويلوث مخزون المياه، ومن المبيدات من يتطاير إلى الهواء ويلوث الهواء الذي نستنشق، ومنها من يبقى في المحصول ويتراكم (خاصة المبيدات التي تتحلل بصعوبة او خلال فترة زمنية طويلة) ومن ثم يتم استهلاكه مع المحصول من قبل الإنسان، ومن المبيدات ما يبقى لفترات طويلة في التربة وبالتالي يؤثر على خصوبتها وإنتاجيتها.
الخسائر الاقتصادية
واشار الى ان هناك مضاعفات سلبية اقتصادية لاستخدام المبيدات، وهذه تشمل عدم القدرة على تصدير المحصول إلى دول لا تسمح ببقاء مستوى معين من المبيدات، وكذلك إتلاف المحصول نتيجة عدم إمكانية استخدامه محلياً، وهناك اعتقاد شائع ولكن خاطئ عند المزارع الفلسطيني، انه كلما تم استخدام كمية أكثر من المبيدات تكون النتائج أكثر ايجابية، وهذا يتطلب استخدام كميات أكبر من تلك المفترض استخدامها وما لذلك من أثار اقتصادية سلبية على المزارع.