عريقات يدعو المجتمع الدولي لمساءلة اسرائيل وانفاذ القانون الدولي
نشر بتاريخ: 25/09/2017 ( آخر تحديث: 26/09/2017 الساعة: 01:22 )
بيت لحم -معا- طالب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عملية وملموسة من اجل لجم سياسات اسرائيل الاستيطانية واجبارها على الامتثال لأحكام وقواعد القانون الدولي واخضاعها للمساءلة من اجل انقاذ فرص التوصل الى حل الدولتين، موضحا بان فشل المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الصادرة بشأن فلسطين، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2334، سمح لإسرائيل بمواصلة تعزيز مشروعها الاستيطاني الاستعماري.
وقال "يصادف هذا العام ذكرى مرور50 عاما على الاحتلال الاسرائيلي ومرور 70 عاما على النكبة الكارثية التي لحقت بالشعب الفلسطيني ، و 100 عاما على وعد بلفور المشؤوم لعام 1917. ان تلك الأحداث التاريخية التي أوقعت بالظلم التاريخي المجحف على ابناء شعبنا انما تدل على غياب العدالة والمساءلة الدولية ، فان تنصل المجتمع الدولي من مسؤوليته في مساءلة الاحتلال على خروقاته الجسيمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يشجع دولة الاحتلال على مواصلة احتلالها للأراضي الفلسطينية والتمادي في تنفيذ سياساتها ومخططاتها الاستيطانية غير المشروعة".
ونوه عريقات الى أن سلطات الاحتلال تستمر في مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية على مرآى ومسمع المجتمع الدولي من اجل توسيع مستوطناتها غير الشرعية وجعل احتلالها لفلسطين واقعا حتميا لا يمكن الرجوع عنه .
وأضاف "تنوي اسرائيل حاليا بناء مستوطنات جديدة بين مدينتي رام الله ونابلس، وكذلك بين مدينتي رام الله والقدس الشرقية المحتلة لترسيخ احتلالها والحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا. وبغية تعزيز استعمارها وتهويها للقدس الشرقية، تستعد إسرائيل أيضا لضم المزيد من المناطق داخل وحول عاصمة دولة فلسطين المحتلة. وبالإضافة إلى ذلك، قررت إسرائيل مؤخرا منح مستوطنيها غير الشرعيين صلاحيات بلدية في البلدة القديمة في مدينة الخليل التي أدرجت مؤخرا من قبل منظمة اليونسكو على لائحتها للتراث العالمي." وفي هذا السياق، طالب عريقات المجتمع الدولي بالكف عن معاملة اسرائيل كدولة فوق القانون ورفع الحصانة التي منحتها اليها وخص بالذكر الاتحاد الأوروبي الذي دعاه الى اتخاذ مواقف أكثر صرامة اتجاه اسرائيل وعدم مكافأتها على انتهاكاتها بعقد اجتماع مجلس الشراكة معها.
كما شدد عريقات "ان القيادة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي امام الممارسات الاسرائيلية غير القانونية وتساهل المجتمع الدولي ازاءها بل ستستمر بتسخير جميع الأدوات السياسية والدبلوماسية المتاحة لمواجهة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ، وهي تقوم حاليا بدراسة تحركاتها المقبلة لمحاسبة دولة الاحتلال" منوها ان منظمات المجتمع المدني الفلسطينية قامت بتقديم بلاغات وأدلة إضافية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وبخصوص اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والمنعقد حاليا في جنيف وقيامه باجراء مناقشات حول البند السابع المتعلق بحالة حقوق الانسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة ، شدد عريقات على ضرورة خروج المجلس برسالة واضحة وصارمة واحباط مساعي اسرائيل لتقويض الحقوق الفلسطينية في المنظمات الدولية .
وقال : "نتوقع من المجتمع الدولي ان لا يخضع للضغوطات والتكتيكات الاسرائيلية الهادفة الى الغاء ذلك البند من اجندة المجلس ، وان يتمخض عنه رسالة واضحة لاسرائيل بان هناك ثمنا ستدفعه في حال استمرت في انتهاكاتها للحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني. كما ان عدم قيام بعض الدول في المشاركة في مناقشات البند السابع من شانه ان يعطي الضوء الأخضر لاسرائيل للاستمرار في مشروعها الاستيطاني التوسعي."
وذكر عريقات بأن خطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة كان واضحا وصريحا ، فبرغم الجهود التي تبذلها الحكومة الإسرائيلية لتدمير حل الدولتين والمعايير المزدوجة التي يظهرها المجتمع الدولي، فإن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله من اجل استرداد كامل حقوقه المشروعة ، وان لم يكن ذلك باقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود 1967 تعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمان مع دولة إسرائيل، سيكون ذلك من خلال النضال للحصول على حقوق متساوية لجميع المواطنين المسيحيين والمسلمين واليهود يعيشون سويا في أرض فلسطين التاريخية الممتدة بين النهر والبحر.