نشر بتاريخ: 30/09/2017 ( آخر تحديث: 30/09/2017 الساعة: 12:20 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم، وفدا اعلاميا اسبانيا والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وبهدف الاطلاع على اوضاع مدينة القدس.
وقد استقبل المطران الوفد الاعلامي في كنيسة القيامة حيث رحب بزيارتهم للمدينة المقدسة والتي تعتبر مدينة السلام، المدينة التي يكرمها ويقدسها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث.
وقال: "نرحب بكم في كنيسة القيامة والتي تعتبر من اهم الاماكن المقدسة المسيحية في عالمنا لانها تحتضن القبر المقدس بكل ما يعنيه في ايماننا وعقيدتنا وتراثنا. نرحب بكم في اقدس مكان يكرمه المسيحيون في العالم وهو المكان الذي يعتبر قبلة المسيحيين الاولى والوحيدة وانتم تعلمون ماذا تعني مدينة القدس في التاريخ والتراث المسيحي فمن هنا كانت الانطلاقة ومن هذا المكان المقدس انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها ، ولا يجوز الحديث عن القدس بدون ابراز اهميتها الروحية وارتباطها التاريخي والتراثي والايماني بالمسيحية كما وبكافة الديانات التوحيدية الاخرى".
وأضاف "القدس في المسيحية هي حاضنة اهم المواقع التي ترتبط بحياة السيد ولذلك فإننا نود ان نؤكد لكم وفي هذا المكان المقدس بأن الحضور المسيحي التاريخي العريق في هذه المدينة المقدسة لم ينقطع لاكثر من الفي عام وسيبقى هذا الحضور قائما وفاعلا وحاملا لرسالة الايمان والمحبة والسلام رغما عن كل الظروف والتحديات والمؤامرات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب ، اولئك الذين يتآمرون على الحضور المسيحي بهدف اضعافه وتهميشه هم ذاتهم المتآمرون على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، الفلسطينيون مستهدفون في هذه الارض المقدسة لانهم متمسكون بانتماءهم لفلسطين ودفاعهم عن عدالة قضية شعبهم ، فالاضطهاد والاستهداف نتعرض له جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق. ان مدينة القدس التي نعتبرها مدينة السلام وهي كذلك فإننا نرى بأن سلامها مغيب بفعل ما يرتكب فيها من مظالم وانتهاكات لحقوق الانسان واستهداف لابناء شعبنا الفلسطيني في كافة مفاصل حياتهم".
وأردف المطران حنا للوفد: "هنالك من يخططون في عالمنا لتصفية القضية الفلسطينية ويسعون لفرض سلام على شعبنا هو في واقعه استسلام وضعف وتراجع ، ان شعبنا لن يستسلم لاولئك الذين يسعون لتصفية قضيته العادلة ، ولن يقبل الفلسطينيون بسلام لا يعيد اليهم حقوقهم كاملة بما في ذلك حقنا في الحرية وفي الدولة وفي القدس كما وحق العودة الذي يعتبر بالنسبة لابناء شعبنا الفلسطيني من اهم الحقوق والثوابت التي يتمسك بها شعبنا. لا تطلبوا من شعبنا الفلسطيني سلاما لا يعيد الحقوق السليبة لاصحابها ولا تطلبوا من شعبنا ان يتنازل عن ثوابته وحقوقه وانتماءه لهذه الارض لان هذا لا يعتبر حلا للقضية الفلسطينية ، ان حل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يكون من خلال فرض حلول استسلامية على شعبنا وانما حل هذه القضية لا يمكن ان يكون الا من خلال تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي يطلب بأن تعود اليه حقوقه المسلوبة ومن حقه ان تعود اليه هذه الحقوق ، فالقضية الفلسطينية هي قضية شعب مظلوم سلبت حقوقه وانتهكت حريته ومن حقه ان يناضل من اجل تعود اليه هذه الحقوق وهذه الحرية المسلوبة".
وتمنى أن تتحقق العدالة في هذه الارض المقدسة وان يتحقق السلام في مشرقنا العربي وان تزول ظاهرة الارهاب التي تغذيها قوى سياسية في الغرب بهدف تدمير اوطاننا العربية وتفكيك مجتمعاتنا، نتمنى بأن يتحقق السلام في كافة اقطارنا العربية في سوريا والعراق واليمن وليبيا كما اننا نتضامن مع كافة ضحايا الارهاب في عالمنا ايا كانت انتماءاتهم العرقية او الدينية.
واجاب المطران حنا على عدد من الاسئلة والاستفسارات كما قدم للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس وعن الحضور المسيحي في القدس وفي الاراضي الفلسطينية وفي سائر ارجاء مشرقنا العربي.
اما الوفد الاعلامي الاسباني المكون من 17 اعلاميا فقد شكروا المطران على كلماته واستقباله وعبروا عن تضامنهم معه بسبب ما يتعرض له من مضايقات واستهداف بسبب مواقفه الوطنية واكدوا للمطران بأن زيارتهم لفلسطين وعاصمتها القدس انما تأتي من باب التضامن مع هذا الشعب الذي قضيته هي قضيتنا جميعا، ونحن نقف الى جانب كافة الشخصيات الوطنية المستهدفة في المدينة المقدسة ونتمنى بأن يتحقق السلام الحقيقي المبني على العدالة في فلسطين الارض المقدسة.