الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغزيون يترقبون: هل يكمن الشيطان في التفاصيل؟

نشر بتاريخ: 02/10/2017 ( آخر تحديث: 03/10/2017 الساعة: 12:44 )
الغزيون يترقبون: هل يكمن الشيطان في التفاصيل؟

غزة-خاص معا- على الرغم من الفرحة العارمة التي رافقت أجواء وصول المصالحة الى قطاع غزة، الا ان الغزيين يخشون الدخول في نفق الفرح مجددا فيعقبها انتكاسة اخرى في تطبيق اتفاق المصالحة وليس ادل على ذلك ما تبع توقيع اتفاق مكة بين الاخوة المتخاصمين من قطيعة دامت 10 اعوام.

التقت وكالة "معا" عددا من المواطنين في غزة والذين أبدوا قلقهم من التعبير عن مشارعهم بشكل مفرط اتجاه المصالحة، مبدين رغبتهم بتطبيق عملي على الارض حتى يتسنى لهم الفرح.

المواطن هالة جمعة اعربت عن تفاؤلها القليل جدا ازاء تطورات الوضع في قطاع غزة وكأنها تقول انها متشائمة، ولكنها اكدت أنها لن تتفاجأ اذا ما انتكست الامور فجأة بين المتصالحين.
وقالت جمعة:" نحن بحاجة لممارسة حياتنا بشكل طبيعي دون ان نكون قلقين في الامور الحياتية اليوم ولكن هل هذا ممكن لست أدري".

على عكس جمعة اعربت المواطنة جهاد شرف عن تفاؤلها المفرط من نجاح حكومة التوافق في تسلم مهامها في قطاع غزة، مؤكدة أن الخطوات التي اعلن عنها غير مسبوقة والشخصيات التي زارت غزة لم تزرها من قبل، بالإضافة الى التغير في التصريحات المتناقلة بين الطرفين التي خلت من التلميحات والاتهامات.
وأعربت شرف عن أملها في أن تنتهي عذابات  10 اعوام من الحصار واغلاق المعابر وان يتم حل مسألة الرواتب وتنتهي المناكفات السياسية، مشددة انه حان الوقت لان يعود الشعب الفلسطيني الى التفكير في القضية الرئيسة قضية فلسطين وحقوق اللاجئين وحق العودة بعيدا ان الحاجات المعيشية اليومية.

بدوره اكد الباحث السياسي طلال ابو ركبة أن هناك تفاؤلا حذرا عند المواطن الفلسطيني بعد فشل المرات السابقة للمصالحة يصاحب هذا التفؤل الحذر تخوف من الفشل .
ويستدرك ابو ركبه :"ولكن المقدمات والمدخلات التي قدمت في الاسبوعين الاخيرين فيما يخص المصالحة وعلى الرغم من أنها اعطت تفاؤل كبير لدى المواطنين سواء استجابة حماس بحل اللجنة الادارية وتمكين حكومة التوافق الوطني من استلام المقرات والاجهزة الامنية في قطاع غزة وفيما يتعلق بتلبية سلطة رام الله لهذه الاستجابة والقدوم الى قطاع، هناك خوف من ان يكمن الشيطان في التفاصيل كما كل مرة وتفشل المصالحة ".

وشدد أبو ركبة أن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة هو بأمس الحاجة الى أن ينهي تلك المعاناة التي دامت اكثر من عشر سنوات، وهو بحاجة لفرصة انقاذ حقيقية، مشددا أن ما قدم من مبادرات ايجابية من كلا الطرفين يمكن البناء عليه.
وقال أبو ركبة ان الـ 24 ساعة القادمة لزيارة الحكومة ستكون بمثابة رسالة هامة يمكن البناء عليها خاصة اذا ما تم تطبيق ما تم الاعلان عنه من قبل القائد لدى حركة حماس يحي السنوار في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان الصورة ستتضح أكثر في اجتماع الفصائل الاسبوع المقبل للبحث في التفاصيل الدقيقة بحيث يكون التفاؤل مفرط باتجاه اتمام المصالحة او اننا سنعود كما كل مرة الى عادتنا القديمة بالتفاؤل ومن ثم الانتكاسة في موضوع المصالحة.