الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحمد الله خلال لقائه هنية: سنتخذ خطوات ملموسة

نشر بتاريخ: 03/10/2017 ( آخر تحديث: 03/10/2017 الساعة: 23:35 )
الحمد الله خلال لقائه هنية: سنتخذ خطوات ملموسة
غزة - معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "لقد أوفد فخامة الأخ الرئيس محمود عباس الحكومة ورؤساء الهيئات، لتتسلم مسؤولياتها كاملة، وسنتخذ معا خطوات ملموسة وعملية على الأرض لتفكيك العقبات وحل جميع القضايا الإدارية والقانونية العالقة، بشكل تدريجي ومنصف ومدروس."

جاء ذلك خلال لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الاثنين، في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، على مأدبة غداء، بحضور القائد العام لحركة حماس في غزة يحيى السنوار، وعدد من قادة حماس، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس، والوفد الأمني المصري، والوفد الحكومي المرافق.

وأضاف رئيس الوزراء: "يسرني أن ألبي دعوتكم، وأن ألتقيكم في ظل حالة وطنية إيجابية نحشد لها قوانا وطاقاتنا، ويسودها التفاهم على ضرورة التوافق والإتفاق للدفع بإتجاه مصالحة حقيقية ترمم الخلافات والإنقسام، وتفسح المجال لحكومة الوفاق الوطني لتسلم مسؤولياتها في المحافظات الجنوبية لنباشر معا النهوض بقطاع غزة الأبي الصامد، والذي هو رافعة وطنية لفلسطين."
وتابع رئيس الوزراء: "وإذ نقف على أعتاب هذه اللحظة التاريخية، فإننا نشكر جمهورية مصر العربية على دورها التاريخي في رعاية جهود المصالحة وحرصها على متابعة إجراءات إنهاء الإنقسام. فنحن نمضي باتجاه الوحدة والمصالحة لنحرر شعبنا تدريجيا من ثقل وتبعات سنين الانقسام ونلبي الاحتياجات الأساسية والطارئة لقطاع غزة المكلوم."

وقال رئيس الوزراء: "في هذه الايام التي تتجلى فيها الرفعة الوطنية وملامح التفائل، والتي يرتفع فيها سقف الأمل الوطني الصادق وفي هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها شعبنا وقيادتنا، ونشهد فيها بداية انهاء الانقسام نثمن موقف الاخوة في حركة حماس وقبولها مبادرة السيد محمود عباس لانهاء الانقسام.

واستطرد الحمد الله: "لقد جاء اتفاق حركتي فتح وحماس ليخلق أجواء جديدة للمصالحة والشراكة، ومعها مساحة محفزة للعمل من قبل الحكومة وفصائل وأطياف العمل الوطني ومؤسسات القطاع الخاص والأهلي وكل الطاقات والسواعد الوطنية، لإعادة الحياة إلى غزة وتوحيد النظام السياسي وتكريس هيبته ومكانته، والإنطلاق نحو حوار وطني شامل يضع أسس تنفيذ إتفاق القاهرة والتحضير لإنتخابات عامة رئاسية وتشريعية."
واستدرك رئيس الوزراء: "نعم لقد آن الأوان لشعبنا أن ينعم بالمصالحة والوحدة، وبالأجواء الإيجابية التي تخلقها، وأن يقتلع الإنقسام وتداعياته من وطنه، كي نلزم المجتمع الدولي بالإنخراط ببناءغزة، والوفاء بإلتزاماته المالية المعلنة في مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار، وإلزام إسرائيل بإنهاء حصارها على غزة، ورفع القيود الإحتلالية على حركة البضائع والأشخاص، وفتح المعابر والمنافذ وتشغيل الممر الآمن بين الضفة وغزة، وتمكين اقتصادنا الوطني من النمو والتطور."

وأردف الحمد الله: "إن حركتي فتح وحماس وكافة الفصائل، مطالبون بالعمل على إستدامة وتوسيع وترسيخ المصالحة. فتوافق الفصائل، هو حجر الأساس الذي منه ننطلق في عملنا الحكومي هنا في غزة، لتوحيد المؤسسات وتلبية إحتياجات وتطلعات شعبنا فيها، وتقديم الخدمات، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، والتقدم نحو حل القضايا العالقة ومعالجة آثار الإنقسام المؤلمة."

وأوضح رئيس الوزراء: "لقد اعتادت الحكومة العمل في ظل أعتى التحديات، ونجحتْ، حتى في ظل الحصار المالي والسياسي الذي تواجهه وتراجع المساعدات الدولية، وتمكنتْ، بفضل إجراءات مالية رشيدة، من تعظيم الموارد الذاتية، ونهضت بقطاعات الحكم وطورت مؤسساتها ووصلتْ بخدماتها إلى كل شبر من وطننا. وبالرغم من تباطؤ المانحين في الوفاء بإلتزاماتهم نحو إعادة الإعمار، تمكنا من قطع أشواط هامة في إعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي في المنازل والمنشآت والقطاعات، وتنفيذ المشاريع الحيوية، وكنا في كل مرة تقترب فيها الفصائل من المصالحة نبدي استعدادا وجاهزية للتصدي لاحتياجات غزة ونجدة شعبنا فيه."


وأضاف الحمد الله: "أمامنا اليوم فرصة وطنية هامة بل ومهمة وحدوية، تتطلب من الجميع بلا استثناء، العمل على توفير العوامل والظروف الممكنة لحكومة الوفاق الوطني، بالمضمون لا بالشكل، وبالحقيقة لا بالقول، لطي صفحة الانقسام بكل أشكاله وتداعياته، وترسيخ المصالحة في غزة كما في الضفة الغربية، وفي كل القطاعات والمجالات. فقد ترافق الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، مع محاولات إسرائيل تقطيع أوصال الضفة الغربية وتطويقها وفصلها بالمستعمرات والجدران، وإبتلاع المزيد من الأرض والموارد، وإمعانها في هدم البيوت والمنشآت ومصادرة الأرض."
وتابع الحمد الله: "بتوافقنا وإتفاقنا، إنما نحمي وطننا من المخططات الإسرائيلية، ونعيد لقضيتنا الوطنية التوزان والقوة والزخم، لنتحرك على كافة المسارات والأصعدة لتذليل العقبات التي كانتْ قد اعترضت طريق المصالحة وعطلتْ عمل الحكومة في الميدان. اليوم نعود للتحرك، يقودنا الإصرار على إنهاء عذابات شعبنا الصامد في قطاع غزة وفي كل شبر من وطننا، والتصدي معا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي. إن الأمانة والمسؤولية تحتمان علينا أن نشرع الأبواب ونغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا، الأمل والثقة بالمستقبل، وتحقيق تطلعات أبناء شعبنا الذين ذاقوا ويلات الحروب، وعاصروا الإنقسام وعانوا من تبعاته القاسية. فالعالم لن يلتفت إلى شعب ممزق وغير موحد مهما كانتْ قضيته عادلة أو حقوقه مشروعة."
وأختتم رئيس الوزراء: "بهذه الرؤية الشاملة، أيها الأخوة، نصون جهود المصالحة من أية أطراف تعول على فشلها، ونتحدى الصعاب، ونضع الأسرة الدولية، بكافة قواها المؤثرة، عند مسؤولياتها في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا، وتمكين شعبنا من العيش موحدا بحرية وكرامة في كنف دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس، وغزة والأغوار في قلبها. نشكركم على حفاوة الاستقبال، ونتمنى أن تبقى اجتماعاتنا دائما مثمرة وإيجابية."

إلى ذلك افتتح رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، برج الظافر (4)، وسط مدينة غزة، بعد إعادة إعماره بشكل كامل، وحضر حفل الافتتاح الوفد الحكومي المرافق، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية من قطاع غزة.