بشور: المصالحة تضع حدا لانقسام يهدد مستقبل المشروع الوطني
نشر بتاريخ: 07/10/2017 ( آخر تحديث: 08/10/2017 الساعة: 09:36 )
بيروت- معا- قال معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي ان الاهمية الحقيقية للمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية لا تكمن في انها تضع حدا للانقسام الفلسطيني المستمر منذ عشر سنوات والذي بات يهدد مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني فحسب، بل ايضا في انها جاءت تعبيرا عن بداية استعادة مصر لدورها العربي وهو ما كان ممنوعاَ على مصر منذ معاهدة كمب ديفيد قبل اربعين عاماَ، وهو دور برز بشكل متدرج في رفض مصر الانخراط في الحرب على سورية وتأكيدها على ضرورة الحل السياسي فيها.
بشور رأى ايضا في الدور الذي لعبه الرئيس نبيه بري في التحضير لهذه المصالحة ما يؤكد على الدور الذي يمكن ان يلعبه لبنان في المساهمة في حل ازمات المنطقة.
كلام بشور هذا جاء خلال محاضرة القاها في مدرسة الشهيد ياسر عرفات للتوجيه السياسي في مخيم البص في صور بعنوان "المصالحة الفلسطينية والتحولات الاستراتيجية والتطورات الميدانية" وفي اطار لقاء "خميس الاسرى 121" الذي تعقده كل اول خميس من كل شهر منذ 15 سنة اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
بشور رأى ان كل التحليلات المتشائمة التي تعطى لهذه المصالحة لا تدرك ان شعب فلسطين وعلى مدى مئة عام كان شعباَ عصياَ على كل المحاولات والاتفاقات والمخططات الهادفة الى وأد قضيته، وان كل من كان يظن ان هذه القضية قد انتهت في هذه المحطة التاريخية او تلك كان يفاجأ بانتفاضة باسلة يقوم بها شعب فلسطين بدءا من انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الاقصى الى انتفاضة القدس وما تخللها من حروب شنتها تل ابيب ضد الشعب الفلسطيني في الضفة ثم في قطاع غزة.
بشور دعا الى الحذر من خطأين غالباَ ما يقع بعضنا فيهما اولهما تشاؤم مبالغ فيه يمنعنا ان نرى نقاط الضوء في المشهد العام الراهن، واخر هو تفاؤل مفرط يحول دون رؤيتنا للخلل والمخاطر التي تتهددنا في هذا المشهد فننتقل من امل كاذب الى يأس مبرر او العكس.
في هذا الاطار دعا بشور الى رؤية مظاهر التراجع والترهل والخلل التي بدأ يعاني منها النظام الامريكي "والكيان الصهيوني" مما يجعلهما عاجزين عن مواجهة قوى تعلن تمردها عليهما في المنطقة والعالم، ولعل المثل الكوري الشمالي هو ما يظهر محدودية القدرة الامريكية، تماما كما يظهر مثل المقاومة الفلسطينية واللبنانية محدودية القدرة الاسرائيلية على ضرب هذه المقاومة التي ظنوا انها ستستنزف مع الجيش السوري وحلفائه في الحرب السورية فإذ بها تكتسب خبرات وقدرات كبرى في هذه الحرب بل تصل الى احتمال فتح جبهات مقاومة اضافية.
لكن بشور حذر من المبالغة في التركيز على ضعف اعدائنا وبناء الحسابات على هذا التقدير المبالغ فيه، واشار الى الطريقة التي تتعامل فيها موسكو وبكين مع السياسة الامريكية والتي تعتمد على خلاف ضمن التفاهم، فلا التفاهم يلغي نقاط الخلاف ولا الخلاف يتفاقم الى درجة الصدام.
ودعا بشور الى التوقف بدقة امام زيارتين لهما دلالات كبرى اولهما زيارة الرئيس التركي اردوغان الى طهران وما خرج عنها من تفاهم بين القيادتين الايرانية والتركية حول قضايا المنطقة، وزيارة الملك سلمان الى موسكو وما تحمله من امكانات لتعاون بين البلدين والتقارب بين سياستيهما حول ازمات المنطقة....
بشور استعرض ذكرى المناسبات الوطنية والقومية والعالمية التي ينعقد في ظلها هذا اللقاء بدءا من رحيل الرئيس جمال عبد الناصر (1970) وقبله الانفصال المشؤوم في الجمهورية العربية المتحدة (1961)، الى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن العاصمة اللبنانية بيروت (1982)، وانطلاق المقاومة الوطنية والاسلامية التي حررت الارض وردعت العدوان، الى انتفاضة الاقصى عام 2000 وانتفاضة القدس عام 2015، وصولا الى ذكريات استشهاد العميد سعد صايل (1982) وماجد ابو شرار (1981) والجندي المصري سليمان خاطر (1985) والثائر الأممي ارنستو تشي غيفارا (1967) والمناضل التونسي عمر السحيمي (1971) وكلهم استشهدوا في ايام كهذه الايام مؤكدين على ترابط القضية الوطنية والقومية والانسانية، وهو ترابط يمكننا من الانتصار على اعدائنا اذا احسنا صياغته في افكار وآليات تحقق التواصل بين الشعوب والامم والتضامن مع قضاياها العادلة.
وكان العميد ابو ربيع مدير مدرسة ياسر عرفات للتوجيه السياسي قد رحب ببشور فيما قدم للمحاضرة السيد عبد فقيه رئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني.
وقد حضر المحاضرة حشد من الشخصيات الروحية والاجتماعية ورئيس هيئة المحامين في تجمع اللجان والروابط الشعبية المحامي خليل بركات، ورئيس حزب الوفاء اللبناني السيد احمد علوان، و وممثلي الفصائل والاحزاب والجمعيات الفلسطينية واركان الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة (ناصر اسعد، محمد بكري، يحيى المعلم(منسق خميس الاسرى))، فيما تحدث خلال المحاضرة كل من عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، وسمير الحسيني رئيس المكتب الفني، وحسين جعفر ممثل مجموعة الوادي للاعلام.