الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتتاح معرض "المنفى عمل شاق" للفنان الفلسطيني عيسى ديبي

نشر بتاريخ: 09/10/2017 ( آخر تحديث: 09/10/2017 الساعة: 20:37 )
رام الله -  معا- ينظم متحف جامعة بيرزيت معرض فردي للفنان الفلسطيني الحيفاوي بروفيسور عيسى ديبي، بعنوان "المنفى عمل شاق"، حيث يمتد المعرض ما بين 4 نوفمبر 2017 إلى 4 يناير 2018، ويضم مجموعتين من أعمال عيسى ديبي هي المحاكمة 2013 والوطن الأم عام 2016.

شارك معرض المحاكمة في في وقت سابق في بينالي البندقية عام 2013 بينما كان من المفترض ان يشارك معرض الوطن الام في بينالي كاناكالي في تركيا عام 2016، الا انه تم إلغاؤه بسبب الضغوط السياسية التي مورست في تركيا عقب الانقلاب العسكري الفاشل.

على هذه الخلفية، بهذا الجمع بين العملين يثير المعرض حوارا بين موضوعيهما، فيناقش كل من الثورة والمنفي لكنه في الوقت ذاته يثير عددا من القضايا المتعلقة بالسياق الأصلي في هذه المعارض الدولية والتي تلعب فيها الهوية الوطنية دورا خاصا.

عرض المحاكمة هو عبارة عن عمل مركب لقناتي فيديو يصورا مجموعة من الممثلين في مسرح مربع أسود يقرأون أجزاءً من نص بيان عام 1973 للشاعر الفلسطيني داود تركي حين كان يحاكم في محكمة إسرائيلية بتهم التجسس والتعاون مع العدو. كان تركي شيوعيا وتردد في تصريحاته صداَ للخطاب الثوري لهذه الأيام. صور عيسى العمل في حيفا والتي هي ليست فقط مدينة تركي وإنما كذلك المكان الذي نشأ فيه عيسى ديبي، كان ديبي وقت تصوير العمل مقيماً في القاهرة فور انفجار ثورة 2011. وبينما ينطلق العمل من خصوصيات متعلقة بالثورة الفلسطينية وارتباطها بالتيارات الثورية العالمية في السبعينات، إلا أن به صدى للوضع السياسي المصري في 2013 وبتساؤلات أكبر حول الصراع الثوري بصورة عامة.

معرض الوطن الأم هو مرثية لوالدة الفنان من خلال تأمل فوتوغرافي في المنفى، التقط عيسى صوراً لمناظر طبيعية في الولايات المتحدة وسويسرا، الدولتان حيث عاش السنوات الأخيرة. يتساءل في هذا المشروع عن معنى "الوطن" و "الأم" كيف نعرفهما!؟ ما هي الطبيعة العاطفية للوجود بين المساحات والأماكن؟ وأخيرا، كيف ترتبط التيارات السياسية الكبيرة بالحياة الشخص للإنسان؟ سيعرض "الوطن الأم" على هيئة سلسلة من الصور الفوتوغرافية المطبوعة التي تستدعي شاعرية المكان.

يطرح سياق عرض المحاكمة مسألة القومية واستعراضها في المحافل الدولية الكبرى، كيف تمارس الهوية في هذا السياق؟ وكيف تتمتع بعض الدول بامتيازات أكثر من الأخرى؟ كيف تتقاطع السياسة الحقيقية مع سياسة العرض الفني؟ يرتبط هذا بصورة خاص بموضوع المحاكمة حيث الموقف الشيوعي من النضال الطبقي الذي يتجاوز القومية والعرق وغيرهما من عناصر الهوية.

بالتزامن مع المعرض شارك الفنان في ندوة حوارية في مركز خليل السكاكيني الثقافي تحت عنوان : الصراع حول العموميات: استحقاق العالم في ظل وما وراء الحرب، الإحتلال، والمنفى. يسعى اللقاء لمناقشة كل من المطالبة بالعالم والصراع حول القضايا العامة في سياق الحرب والمنفى وكيف ينعكس هذا في الممارسة الفنية. حيث تم كذلك استعراض دور المؤسسات، البيناليات، المعاهد الفنية، الإقامات الفنية، وقاعات العرض (الجاليريهات) في إعادة انتاج النماذج المهمة القائمة وكذلك في توفير ساحات للصراع ولطرح بدائل للقضايا العامة. وأخيرا فسيبحث اللقاء في الطرق التي يمكن للفنانين الفلسطينيين بها التأكيد على أهمية عملهم داخل وخارج الأراضي الفلسطينية.

يمثل متحف جامعة بيرزيت فضاء فني موجود وسط الحرم الجامعي يروج للفنون البصرية في المجتمع الفلسطيني من خلال المعارض المختلفة والبرامج التدريبية والتعليمية. يسعى لإنتاج الفنون المعاصرة ولتعزيز ممارستها في المجتمع الجامعي وعبر المجتمع الفلسطيني عموماً وذلك من خلال مدخل تجريبي متعدد المجالات. يعمل المتحف بشكل عضوي في إطار بيئته المحيطة مقدماً مدخلاً فريدا في التجربة الثقافية الفلسطينية للتعلم في متحف فني. توفر جامعة بيرزيت فضاءاً يسمح بظهور خطاب فكري وثقافي يعمل على تمكين الأجيال الشابة

يوجد في متحف جامعة بيرزيت اليوم أكثر من 2100 قطعة من مجموعة الفنية والإثنوغرافية لمتحف الجامعة والتي تتضمن الملابس الفلسطينية التقليدية، ومجموعة توفيق كنعان من الأحجبة والتمائم والأعمال الفنية. يتم من خلالمتحف الجامعة دراسة وعرض المجموعات الفنية والإثنوغرافية مع توثيقها وعرضها. من خلال بزوم، يتم دراسة المجموعات الفنية والاثنوجرافية وعرضها وتوثيقها وحفظها، تستخدم المجموعة كذلك كمادة وكمصدر بصري للمعرفة يهتم بالتاريخ والهوية والتراث، ظلت مجموعات جامعة بيرزيت حجر الزاوية للمتحف على مدى أكثر من 20 عاما.

بروفيسور عيسى ديبي
فنان، ومحاضر جامعي وباحث في الفنون البصرية، مقيم في مدينة جنيف السويسرية، شغل ديبي العديد من المناصب الاكاديمية الرفيعة في الولايات المتحدة الامريكية، مصر المكسيك وبريطانيا، حيث كان أول أكاديمي فلسطيني يتولى رئاسة برنامج الثقافات البصرية في الجامعة الامريكية في القاهرة، ولاحقا أيضا اشغل منصب رئيس قسم الفنون البصرية في جامعة مونتكلير في ولاية نيوجرسي الامريكية. يذكر أن أعمال ديبي عرضت عالميا في دور العرض والمتاحف، منها بينالي فنيسيا، متحف مدينة نيويورك وغيرها في العالم العربي.

بروفيسور ديبي ولد في مدينة حيفا عام 1969 وحاز على شهادة الدكتوراه في الفنون البصرية من جامعة ساوثهامبتون البريطانية حيث اشرف على دراسته البروفيسور الفلسطيني بشير مخول.