التربية العالمية (UEF): اقبال كبير على الترشح لمبادرة "الهام فلسطين" لتطوير البيئة التعليمية لاطفال فلسطين
نشر بتاريخ: 23/01/2008 ( آخر تحديث: 23/01/2008 الساعة: 17:06 )
نابلس- معا - أكدت مؤسسة التربية العالمية (UEF)، أن هناك إقبالا كبيرا على الترشح لمبادرة "إلهام فلسطين"، التي أطلقتها المؤسسة الشهر الماضي، والهادفة إلى تطوير البيئة التعلمية -التربوية لأطفال فلسطين داخل المدرسة وخارجها، لتكون أكثر مواءمة لنمائهم المتكامل، ونشأتهم السوية، من خلال تحفيز، واستكشاف، وإشهار، وتعميم، وتقدير النماذج التعلمية والتربوية الخلاّقة، والمتميزة، وجعلها موردا للتعلم، ومصدرا للإلهام على المستويين المحلي والعالمي.
وقالت المؤسسة، إن أكثر من 1000 تربوي ما معلم، ومدير مدرسة، ومشرف، وعضو في مجالس أولياء الأمور، شاركوا في اللقاءات التعريفية بالمبادرة، والتي عقدت بالتنسيق والتعاون بين المؤسسة ومديريات التربية والتعليم في المدارس الحكومية، ونظيرتها التابعة لوكالة الغوث.كذلك حضر بعض اللقاءات مدراء التربية والتعليم.
ونوهت إلى أن تنظيم هذه اللقاءات، جاء بعد أن جرى إطلاق المبادرة، أثر اتفاقية الشراكة التي وقعتها وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة بالوزيرة لميس العلمي، والوكالة ممثلة بنائب مفوضها العام فيليبو جراندي، ومؤسسة التربية العالمية، ممثلة بأمينها العام الدكتور مروان عورتاني.
ولفتت إلى أن اللقاءات شملت مختلف محافظات الضفة، حيث شارك ممثلون عن المؤسسة في بعضها كتلك التي عقدت في نابلس، وجنين، ورام الله والبيرة، وطولكرم، حيث تم التعريف بالمبادرة، ومزاياها، وآليات الترشح لها، ومحاور التميز التي ينبغي الترشح وفقها.
من جهته أكد منسق المبادرة حذيفة جلامنة أن إلهام فلسطين لاقت ترحيبا واسعا في أوساط المعلمين والكادر التربوي كونها تستجيب لاحتياجاتهم الملحة في تحفيزهم وتعميم الجهد الكبير الذي يقومون به، وتقديره معنويا وماديا، عدا أنها تتقاطع مع الخطة الخمسية لوزارة التربية والتعليم العالي، وكذلك مساعي وكالة الغوث الساعية إلى تحسين نوعية التعليم، وتوفير بيئة صحية وآمنة.
وأوضح أن اللقاءات ساهمت في إبراز آلية العمل القائمة على استدراج طلبات الترشيح للمبادرات المتميزة، ثم تقييم هذه الطلبات من قبل لجان متخصصة، كمرحلة أولى، تليها مرحلة تقييم تتطلب تزويد اللجان بمعلومات أكثر تفصيلا، مع إرفاق كافة الوثائق الخاصة بالمبادرة المتميزة، ثم الاحتفاء بهذه النماذج المتميزة من خلال حفل رفيع المستوى.
وبين أنه سيجري تقدير المبادرات المتميزة معنويا، عبر توثيق هذه المبادرات في كتيب وفيلم باللغتين العربية والانجليزية، وتعميمها داخل فلسطين وخارجها، لتشكل قدوة حسنة ونموذجا يحتذى، كما سيمنح أصحاب المبادرات التي يتم اختيارها كمبادرات متميزة مبلغا يتراوح بين 1000- 5000 دولار، بينما ستمنح المدارس المتميزة مبلغا يتراوح بين 3000- 7000 دولار.
ولفت إلى أن العمل على توطين المبادرة في فلسطين بدأ منذ مطلع العام الماضي، بما يحفظ طابعه العالمي، ويراعي الخصوصية الثقافية، والتربوية، والاجتماعية للمجتمع الفلسطيني، مشيرا إلى أن فترة الترشيح ستستمر حتى العاشر من الشهر المقبل، على أن تليها مباشرة فترة التقييم الأولي للمبادرات والممارسات المتميزة.
وذكر د. مروان عورتاني أن المبادرة تأتي لقناعة المؤسسة بأن التربية هي سعي إنساني حيوي، يستحق أرقى درجات الاهتمام والتقدير، وأن الاعتبار الرئيسي هو التعويل على المبادرات والممارسات المتميزة كمصدر إلهام وتعلم، وكعوامل تغيير وتطوير بدلا من الاكتفاء بمجازاتها والاحتفاء بإنجازاتها.
وأوضح أن من ميزات "إلهام فلسطين"، قدرته على بناء شراكة عبر قطاعية تهدف إلى تجذير المبادرة في البيئة التربوية المحلية، ورفده بالموارد والقدرات المحلية، وتعزيز قدرة النظام التعليمي على استيعاب الممارسات المبدعة التي تنضوي عليها النماذج المختارة.
وأضاف: إن النهج التشاركي الذي ترتكز عليه إلهام فلسطين، يستند إلى قناعة المؤسسة بأن إحداث أي نقلة نوعية في فلسفة ونهج النظام التعليمي، وذهنية القائمين عليه في فلسطين، لن يتنسى دون إقامة ائتلاف عريض يؤمن بالتغيير من المؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة، التي تعمل سويا من أجل الارتقاء بالنظام التعليمي. ولهذا كانت شراكتنا مع وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، الاتحاد الفلسطيني لشركات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، مؤسسة التعاون، صندوق الاستثمار الفلسطيني، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا "، إلى جانب مؤسساتٍ أخرى.
وتطرق عورتاني إلى أن المرتكزات الفكرية لمبادرة إلهام فلسطين، جاءت منسجمة مع محاور التميز التي ينبغي الترشح وفقها، مؤكدا على الدور المهم للمدرسة التي يعيش فيها الطفل (بجسمه، وعقله وروحه، وأحاسيسه) ويقضي فيها سنوات طوال من طفولته، وعليه فإن الحياة المدرسية- وخاصة خلال المرحلة التكوينية من عمر الطفولة- تترك بصماتها على شخصية الطفل بأبعادها المختلفة، وتلازمه مدى الحياة.
وقال: أن البيئة المدرسية بعناصرها المختلفة قد تكون داعمة ومحفزة لنماء الطالب ونشأته السوية، وقد تكون كابحة معيقة، ومشوهة لجانب أو أكثر من جوانب شخصيته، وفي ضوء هذا التوجه، ينبغي أن تقاس مخرجات نظام التعليم المدرسي ومردوده المجتمعي من منظور شمولي، يرى الطالب كله (وليس عقله فقط) في مركز العملية التعلمية التربوية، بيد أن هذا الدور الحيوي للمدرسة لا يلغي أو يقلل من أن تعليم الأطفال وتربيتهم مسؤولية كل المجتمع.
ولفت إلى العلاقة الجدلية بين الصحة والتربية والتعليم، موضحا أن الدراسات الحديثة في "علم التعلم" تشير بشكل واضح إلى الترابط الوثيق بين الصحة النفسية للطفل وبين قدرته على التعلم، فعلى سبيل المثال، تشير نتائج أبحاث أجراها فريق أبحاث الدماغ في مركز الإبداع والبحث التربوي لمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في باريس، إلى أن درجات معينة من الخوف، أو الضغط، أو التعنيف النفسي للأطفال، تتسبب في الحد بشكل واضح من قدرتهم العصبية على التعلم، كما تؤكد أن توفير بيئة تعلمية محفزة، وممتعة، ومشاركة يزيد من القدرة العصبية على التعلم،وهو ما يدفع للقول إن سلامة الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال رديف أساسي لقدرتهم على التعلم.
واختتم عورتاني بالتأكيد على العديد من القضايا التي تشكل تحديات جوهرية للنظام التعليمي وتفرض نفسها وبقوة على معايير الجودة في أداء النظام التعليمي، ونوعية مخرجاته، وطبيعة السمات والملكات والمهارات المتضمنة فيه سعيا لإكسابها للأطفال والشباب، "فبدلاً من التركيز الحصري على المهارات العقلية والتحصيل الأكاديمي، غدا من الضرورة بمكان التركيز على الملكات والقدرات والمهارات المركبة التي تشمل بعداً أو أكثر من الأبعاد العقلية، والعاطفية، والاجتماعية الحركية، والروحية للمتعلم".
وخلال اللقاءات طالب كل من المشرفون التربويون، وأعضاء مجالس أولياء الأمور بأن يشملهم الترشح لإلهام فلسطين العام المقبل، كونهم أحد الأطراف المهمة في العملية التربوية ولديهم الكثير من المبادرات التي تستحق الترشح. ووعدت المؤسسة بأن يشمل الترشيح لإلهام فلسطين في مراحله المقبلة العديد من الفئات ذات الصلة بالبيئة التربوية والعملية التعلمية.