الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خديجة تروي ظروف اعتقالها: هكذا أُجبرت على خلع حجابي

نشر بتاريخ: 17/10/2017 ( آخر تحديث: 17/10/2017 الساعة: 11:34 )
خديجة تروي ظروف اعتقالها: هكذا أُجبرت على خلع حجابي
القدس - معا - تقرير ميساء ابو غزالة- الاعتقال الثالث عشر للسيدة المقدسية خديجة خويص كان الأصعب عليها، ليس لأنه الأطول وحسب بل بسبب ظروف الاعتقال والحجز داخل الزنازين وإجبارها على خلع حجابها وجلبابها، إضافة إلى تشتيت شمل أسرتها بعد قرار بإبعاد زوجها عن مدينة القدس.

"خديجة" أم لخمسة أبناء (أكبرهم 17عاما وأصغرهم 6 سنوات)، زوجها مبعد إلى الضفة وهي ممنوعة من دخولها، مبعدة عن المسجد الأقصى منذ عامين على فترات، إضافة الى إدراج اسمها في "القائمة السوداء" بسبب من تطلق عليه الرباط في المسجد الأقصى، وممنوعة من السفر ورغم الملاحقات المستمرة لا تزال السيدة خويص صابرة مرفوعة الرأس، تعاني من عقوبات الاحتلال وذكريات أيام صعبة قضتها داخل السجن.

وفي لقاء مع السيدة خويص قالت لـ معا :"كانت هذه المرة صعبة وعصيبة وطويلة ورافقها إيذاء نفسي، استدعيت في البداية للتحقيق، وبعد فشلهم في إثبات تهمة ضدي، أعادوا فتح ملفات الرباط في الأقصى والانتماء لتنظيم محظور والقيام بفعاليات ضمن هذا التنظيم ومن ضمن هذه التهم "الطبيخ في المسجد الأقصى" المقلوبة والدوالي، والانتماء لتنظيم شباب الأقصى ودعمه، عدى عن ضرب شرطي عرقلة عمل الشرطة والتخطيط لمخالفة القانون والقيام بمظاهرات، و كل ذلك لم يثبت ضدي".

وأكدت خويص خلال التحقيق أنها لم تطلق على نفسها أسم "المرابطة" بل أن الفلسطينيين هم من أسموها بذلك، بسبب ما تعرضت له من اعتداءات متكررة من قبل سلطات الاحتلال في الأقصى وعلى أبوابه لمنعها التواجد فيه، كما لاحقتها بالقمع والاعتداء والسجن منع سفر.

وعن الاعتقال الأخير الذي دام23 يوماً قالت خويص :"تعرضت لأشد أنواع الاهانة والتهديد النفسي، في عدة زنازين منفردة ومعزولة بسجن الرملة، حيث الحرارة مرتفعة أو الاحتجاز داخل زنزانة مكشوفة بشكل كبير، وقد انتزع جلبابي وحجابي عدة مرات، حتى إني صليت دونهما بحجة منع ارتداء الحجاب في القسم المحتجزة فيه، رغم وجود سجينات يهوديات احتفظن بلباسهن (غطاء الرأس والجوارب وملابسهن بالكامل)، مضيفة :" منذ سنوات طويلة وأنا ملتزمة بالحجاب والجلباب، لحظة انتزاعهما لم أتمالك نفسي وانهمرت دموعي وبكت بحرقة لعدم تحملي ذلك."


وأضافت:" كنت مكشوفة الرأس ودون الجلباب، يدخل عدد من السجانين لداخل الزنزانة 3 مرات يومياً على الأقل..وفي كل مرة أحاول ستر نفسي وكنت أبكي بحرقة وبشده".

ووصفت خويص احدى الزنازين التي احتجزت بها " لم يكن فيها حمام ؛ بل زنزانة في حمّام ، مساحتها لا تتجاوز 4 أمتار مربعة ، ومياه المرحاض تسيل على ارضيتها، وتحت الفرشة الصدأ والماء وصراصير ميتة"، والمراحيض قذرة جداً، وقالت :"المشكلة عند استخدام الحمام انه مكشوف للخارج، والزنازنة قذرة جداً تفيض بها مياه الصرف الصحي فلا مجال للصلاة فيها والسجود، كما أن صوت المياه المتدفقة على مدار الساعة في المرحاض يسبب أوجاعاً في الرأس وأنا أعاني من الصداع النصفي "الشقيقة"".

وأضافت :"أما التحقيق فقد كان يمتد لساعات طويلة ومرهقة، وخلال تلك الفترة نقلت من السجن الى التحقيق 9 مرات "بالبوسطة" السيارة المخصصة لنقل الأسرى، أحيانا كنت ابقى داخلها من الفجر حتى المساء في ظل حرارة شديدة وأحيانا باردة جدا تصيبني بالصداع، دون مياه للشرب ودون استخدام المرحاض".

وما زاد من قلق السيدة خويص النفسي هو اقتحام منزلها مرتين خلال اعتقالها، حيث اعتقل زوجها ومرة ثانية تم تسليم بناتها استدعاءات للتحقيق، وأضافت :"تم اعتقال زوجي وإبعاده عن القدس لأنه يحمل "هوية الضفة الغربية"، وفي حال دخوله سيتم اعتقاله على الفور لمدة عام".

وتابعت خويص أن قرار إبعاد زوجي من القدس ومنعي من دخول الضفة:" هو تمزيق وتشتيت للعائلة، وأن إبعاد الأب عن الاعتناء والاهتمام بأبنائه هو لزيادة المهام والمسؤوليات عليها، وبقرار احتلالي أصبحت خويص وزوجها ممنوعان من اللقاء والتواصل لوجود كل واحد فيهما في منطقة لا يمكن الوصول اليها، وبالتالي هو عرقلة كاملة لحياتهما عقب الافراج عنها".

ونوهت خويص أن ملاحقات الاحتلال لها بدأت شهر أيلول 2015، بالاعتقال والإبعاد عن الأقصى لفترات متفاوتة من أسبوعين حتى 6 أشهر، إضافة إلى إدراج اسمها ضمن ما يسمى "القائمة السوداء" بمنعها من دخول الأقصى بحجة عرقلتها وتصديها للمستوطنين خلال اقتحام الأقصى.

ومن ضمن الملاحقات والمضايقات أضافت خويص :" قطع التأمين الصحي عنها وعن أسرتها منذ عامين فلا علاج ولا دواء، ومنع من السفر منذ حوالي عامين ، وفي إحدى المرات منعت من الوصول إلى القدس الغربية لمدة 6 أشهر".

وقالت خويص :"ان الاحتلال يحاول من خلال الاعتقالات والعقوبات التي تفرض علينا تخويف الناس وثنيهم عن حب الأقصى والصلاة فيه، لكن سجني المتكرر وما يرافقه من معاناة ومحاولة انتقام مني زادني تمسكا وثباتا على حقنا في الأقصى".