الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يكفي أن تنتمي للمخيم كي تكون أكثر وضوحا

نشر بتاريخ: 18/10/2017 ( آخر تحديث: 18/10/2017 الساعة: 17:09 )
يكفي أن تنتمي للمخيم كي تكون أكثر وضوحا
الكاتب: نفين صلاح الغول
غزة 87، شهقة دهشة منعشة متناقضة لحد بعيد. ذات رأس مقلوب كهذا العالم الخائر الذي يمضي رأسا على عقب...
شرعت صباحا بقراءة هذا العمل المزدحم المكتظ بالحقيقة المغيبة للكاتب (يسري الغول).
حشرت قلبي بين أضلعي بمحض إرادتي، ثم محوت الموسيقى التي اختزلتها داخلي قائلة لنفسي: يكفي أن تنتمي للمخيم كي تكون أكثر وضوحا... كلما تمعنت بالرواية زاد فضولي، وتضاعفت شهيتي، للولوج داخل غزة التي لم أكن أعرف.
تنويه: يتطلب الأمر هنا أن نستحضر إنسانيتنا بأكملها كي نمتزج مع ما جاء به الكاتب.
إن عين قلم يسري هنا مختلفة نوعا ما؛ فهي أقرب ما يكون للحقيقة المنسية.
والامر الاخر الذي يستدعي أن نقف عليه هو أنه ليس من المخجل والمخيب للأمل أن نجرد أنفسنا من المثالية المزيفة لبعض الوقت، لكن الخيبة تتكور على نفسها عندما نرضخ لتغيب فكرنا ونساعد على اكتمال عملية عقمنا الفكري.
بغزة 87 نجد أن يسري يمتلك مدينة كاملة بمخيلته، شاسعة التفاصيل، مزدحمة الوجع... حاول أن يظهرها لنا من خلال الورق رتب ماضيها العليل، وحاول جاهدا أن يدمج بين الواقع والمأمول.
وإنه ليس من البديهي أن تحصل على تذكرة طيران تعود بك إلى الماضي القريب البعيد وترفضها... وهذا ما حدث معي في الرواية تحديداً. وإن دل على شيء فهو يدل على قدرة الكاتب العالية بالوصف، وتوظيف الشخصيات والأحداث، مما يجعلك تسير مع الحروف لتجد نفسك مقابل استراحة بكر تصفعك بعض نسائم الخريف وكأنك أحد هؤلاء الأبطال.
لكن السؤال الذي راودني من البداية هو: هل يعتبر نوعا من الخطر أن يكون الكاتب واضحا أكثر من اللازم، حالما، ذو خيال فذ يسعى إلى فك شيفرات ما دفن ومات سابقا؟!
نهاية ما توصلت إليه أن الهدف من كتابة فكرة كهذه لم تكن عبثية.. وإن كتابة الواقع بحذافيره واجب وضرورة ملحة، كي تتخلص من قبح وبشاعة الواقع... يجب أن نسلط ضوء القلم عليه لنعالجه في زمن جلدنا به حقيقة ما كان وما سيكون.