دار الكلمة الجامعية تفتتح مؤتمرها الدولي الخامس عشر
نشر بتاريخ: 18/10/2017 ( آخر تحديث: 18/10/2017 الساعة: 20:13 )
بيت لحم - معا- افتتحت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، وتزامناً مع الذكرى الخمسين لاحتلال الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والجولان عام 1967، مؤتمرها الدولي الخامس عشر تحت عنوان "النكسة والمتغيرات في المشهد الثقافي"، وذلك بمشاركة أكاديميين وخبراء وباحثين عرب ودوليين والذين أتوا من 12 دولة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب العديد من السفراء والقناصل من الدول الأوروبية.
وافتتح المؤتمر القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية بكلمة رحب خلالها بالحضور، وأكد: "أنه لم تكن النكسة حدثاً عابراً في تاريخ القضية الفلسطينية، بل حدثاً مفصلياً، حقاً لقد غيرت النكسة تاريخ الشرق الأوسط وسيعالج المؤتمر على مدى يومين هذه المتغيرات في الهوية والوعي، في الثقافة والفن، في السياسة والقانون الدولي، ولقد إرتئينا وإبان التحضير لهذا المؤتمر إنتاج فيلم وثائقي قصير عن حياة الصحفي الأديب نبيل خوري، إبن بيت لحم، والذي أرّخ في ثلاثيته الأدبية الجو العام الذي ساد إبان النكسة".
وتابع الدكتور الراهب كلمته قائلاً: "لقد إخترنا لهذا الفيلم عنوان "الرقص على الزجاج"، إذ لم يكن من السهل على صحفي فلسطيني آمن بالعروبة بكل جوارحه، أنأن أن يمسك بزمام دفة صحفه ومجلاته في وسط عالم عربي مضطرب راحت تضرب به الخلافات السياسية من كل حدب وصوب، وهنا أوجه شكري للزميلة محاسن ناصر الدين التي أخرجت هذا الفيلم رغم قصر الوقت المعطى لها".
وأضاف: "لقد غيرت النكسة الوعي الفلسطيني الى غير رجعة، فلقد ولد 80% من أبناء شعبنا بعيد النكسة، أي أنهم ولدوا تحيط بهم الحواجز، منسلخين عن عمقهم العربي الكبير، وليجدوا أنفسهم اليوم في معازل صغيرة محاطين بجدران إسمنتية وطرق إلتفافية وقوانين عنصرية، وغدير النجار هي إحدى صبايا هذا الجيل، الذي ولد بعد النكسة بكثير، وما أن فتحت عينها على الدنيا إلا لترى مدينتها بيت لحم تنسلخ عن توأمها القدس، ظنّ بعد السياسيين الإسرائيليين ان الآباء في فلسطين سيموتون ومعهم ستموت الذاكرة، و مع مرور الوقت سينسى الأبناء، وسيفقدوا الهوية والبوصلة والعمق التاريخي، لذلك يسر ديار للنشر أن تطلق اليوم هذا الدليل السياحي لغدير النجار، وهو الأول من نوعه الذي يقدم بيت لحم ببعدها الاستراتيجي القدس إستناداً الى التاريخ الشفوي لأهالي بيت لحم".
واختتم كلمته قائلاً:"وهنا يكمن الجانب الآخر للنكسة، فلقد أعادت النكسة تشكيل الجغرافيا، ولكنها فتحت أبناء الضفة على أبناء غزة على أبناء الداخل وبذلك أعادت جمع شمل شعبنا الواحد، وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى المؤسسات الشريكة التي دعمت هذا المؤتمر، ومخرجاته وهم: سفارة فنلندا في فلسطين، ولمؤسسة EMW في ألمانيا، CWM في سنغفورة، وأشكر جميع الذين شاركوا في انجاز هذا المؤتمر".
واستهلت السيدة آنا كايسا هيكينن سفيرة جمهورية فنلندا في فلسطين كلمتها بقولها:" لدينا تعاون ممتاز مع دار الكلمة الجامعية استمر لأكثر من 10 سنوات، وقد تراوحت بين العديد من الأنشطة والبرامج الثقافية للمبادرات المتعلقة بقيادة الشباب، ويسرنا دعم مؤتمر "النكسة والمتغيرات في المشهد الثقافي" لانه كان عام 1967 واحداُ من الآثار المحلية والإقليمية والدولية وعام 1967 لم ينتهي بعد".
وأضافت: "خلال الحياة نمر في أحداث مهمة في حياتنا تمنحنا الفرصة لنتأمل في من نكون وما الذي يشكلنا كأفراد ومجتمعات وحضارات، وخلال هذه السنوات الخمسين لم تكن آثار هذا الحدث التاريخي النكسة مجرد صفحات في كتب التاريخ، على العكس كانت تأثيرات النكسة والاحتلال نشهدها في كل يوم".
والقت المخرجة محاسن ناصر الدين كلمتها قالت فيها: "اشكر حضوركم معنا اليوم لافتتاح هذا المؤتمر في دار الكلمة الجامعية، وانه لشرف لي ان نقدم لكم هذا الفيلم بعنوان "الرقص على الزجاج" والذي يتحدث عن نبيل خوري رائد الصحافة في الوطن العربي الذي اعددناه لنوثق حياة الرائد الصحفي والكاتب نبيل خوري المهنية والابداعية، فإسم نبيل هو اسم بارز في الثقافة الفلسطينية وفي تجربة الصحافة على صعيد الوطن العربي، فلقد عمل نبيل في صحف عربية مختلفة ليجسد ويخاطب الواقع في الوطن العربي".
وأضافت: "كان يحلم نبيل خوري بوطن عربي يتمتع مجتمعاته بحرية الرأي والتعبير والتعددية، فقام نبيل من خلال انشغاله بالعمل الادبي بالتعريف عن القضية الفلسطينية، فكتب نبيل قصة عن حارة النصارة خلال حرب النكسة التي استعرض فيها شخصية المقاوم وجسد الحالة الانسانية للمجتمع الفلسطيني وعبر نبيل عن الحلم الفلسطيني والشتات من خلال رواية القناع رواية والرحيل ومن خلال لغته البسيطة والمباشرة خلق نبيل مساحة ما بين عمل الاعلامي وعمل الاديب للوصول الى عقول وقلوب الناس ".
وبعد ذلك عرض الفيلم الوثائقي بعنوان "الرقص على الزجاج" للمخرجة محاسن ناصر الدين والذي يتحدث عن الحياة المهنية والابداعية للصحفي الأديب نبيل خوري رائد الصحافة في الوطن العربي.
وقد شدد السيد علي أبو سرور وكيل وزارة السياحة والاثار خلال كلمته على: "انها تمتاز فلسطين بغنى تراثها الثقافي وتنوعه، والذي يعتبر مصدراً هاماً للتنمية المستدامة، بالاضافة الى تمتعها بعوامل جذب تاريخية ودينية كبيرة، وذلك بالرغم من التحديات التي يواجهها قطاعي السياحة والتراث نتيجة ممارسات الاحتلال وظروف الحصار والاغلاق ثم عمليات التدمير المتعمد لمواقع التراث الثقافي، ولا شك أن السياحة تشكل احد موارد التنمية الرئيسة في فلسطين، نظراً لما تتمتع به فلسطين من موقع جغرافي وارث تاريخي واثري وديني وطبيعي".
مضيفاً: "قد حققت فلسطين نمواً بارزا في عدد السياح الوافدين من الخارج خلال السنوات الماضية وعملت الوزارة على فتح أسواق جديدة منها السياحة الاسلامية التي كانت غير حاضرة سابقاً، كما اهتمت الوزارة بالسياحة الداخلية وطورت مجموعة من الأنماط السياحية مثل سياحة المسارات، وفي الختام أتقدم بالشكر لدار الكلمة الجامعبة ولجميع الجهات التي عملت على تنظيم هذا المؤتمر".
وتخلل افتتاح المؤتمر اطلاق دليل سياحي بعنوان "بيت لحم: المركز التاريخي وأهل بيت لحم في القدس" لكاتبته غدير النجار، والذي يركز على البلدة القديمة في مدينة بيت لحم وربطها مع مدينة القدس من خلال تصميم مسارات سياحية لتعرف على الجوانب الثقافية والحضارية والتراثية والدينية.
وقد ألقت كاتبة الدليل السياحي غدير النجار كلمتها ذكرت فيها: "دليل سياحي للبلدة القديمة في بيت لحم ليتجول السائح في ازقة المدينة ويتعرف على الجوانب الثقافية والتاريخية والدينية فيها، ٤مسارات، ١٢٣ موقع سياحي و١٤شخصية من بيت لحم ذكروا لسرد قصة مدينة تحمل بين ثنايا حجارة مبانيها تاريخ عظيم وفِي طبع اَهلها كرم الضيافة، فالدليل يساعد السائح على السفر لوحده في المدينة لاكتشافها فيبني صداقات مع اَهلها، يتسوق في شوارعها، يتذوق مأكولات فلسطينية شعبية، يرقص على أنغام الموسيقى الشعبية ويقترح زيارة أماكن ملهمة بناء على اهتمام وتطلعات كل سائح".
وأضافت: "فلسطين الواجهة الأكثر نموا سياحيا في العالم لعام ٢٠١٧؛ بيت لحم: مهد المسيح ومسار الحجاج اول موقع فلسطيني يدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي؛ يزور الأغلبية العظمى مدينة بيت لحم لمرة واحدة على الأقل. لم تكن البلدة القديمة في بيت لحم واحدة من الأماكن المقصودة من قبل السواح القادمين الى المدينة تاركين شوارعها مفرغة من الحياة وعملية الأحياء للبلدة القديمة، فالدليل السياحي هو خطوة علها تكون ناجحة لتضيف على اعمال الأحياء الحيوية والفيزيائية القائمين عليها مختلف الجهات في البلدة القديمة".
ويذكر أنه سيبحث المؤتمر المحاور التالية: النكسة وحقوق الانسان وتأثيراتها السياسية، والنكسة وتاثيراتها الدينية في العالم العربي، والنكسة في الفن، وشهادات عن النكسة، والنكسة في الرواية الفلسطينية، بالإضافة الى جانب عرض فيلم للفنانة والمخرجة والباحثة الفلسطينية الكسندرا حنضل.
ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر بدعم من سفارة فنلندا في فلسطين، ومؤسسة EMW في ألمانيا، ومؤسسة CWM في سنغفورة، اذ يستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يأتي المؤتمر ضمن سلسة البرامج الأكاديمية التي تطلقها دار الكلمة الجامعية بشكل دائم، حيث تقيم سنويًا مؤتمراً عالمياً تدعو إليه مجموعة كبيرة من المختصين والباحثين من عدة دول في العالم حول موضوع معين.