على خلفية جدار برلين - هل يعتبر سقوط جدار رفح مقدمة لسقوط جدار الضفة الغربية ؟

بيت لحم - تقرير معا - كان الزعيم الراحل ياسر عرفات يسارع في كل مرة يسأله الصحافيون عن جدار شارون ، يسارع الى القول : ان شارون يعيد تجربة سور برلين وان هذا الجدار سيقط ان عاجلا او اجلا . على قاعدة ان الشعوب لا يمكن لفها بالجدران الاسمنتية .

اما خالد مشعل فيقول في مؤتمر دمشق : لقد امم المصريون قناة السويس وامم الخليجيون النفط - هل ظل معبر رفح عسيرا على العرب ؟

على قاعدة ان : شعب غزة عانى الحصار وكان الرد على الظلم بالثورة ، فسقط جدار رفح ، ما أثار اسئلة فلسفية عميقة عند المراقبين .
وباعتقاد دعاة الفكر الثوري من أقصى اليسار الى اقصى اليمين " ان سقوط جدار رفح انتصار لكل فتحاوي قبل اي حمساوي وانتصار لكل ثائر عالمي يساري قبل ان يكون انتصارا للحركة الاسلامية " .
كما ان الصحافة الاسرائيلية اظهرت ذهولها من سقوط جدار رفح وتساءلت عن الخطوة القادمة !
اذاعة الجيش الاسرائيلي خصصت اليوم برنامجا صباحيا للحديث عن اثار سقوط جدار رفح ، واستضافت من اجل ذلك الصحافية عميرة هس والبروفيسور شاؤول مشئال والصحافي ناصر اللحام .

الصحافية الاسرائيلية التقدمية عميرة هس من صحيفة هارتس قالت : ان سقوط جدار رفح كان مخططا من قبل وان حماس مهدت للامر منذ عدة اشهر وهذا يدل على ان الفلسطينيين لم يفكروا ويخططوا مثل اسرائيل وحسب وانما سبقوا اسرائيل في التخطيط الاستراتيجي والتكتيك .
واضافت " اذا كان قادة اسرائيل يهزأؤون من الفلسطينيين دائما بالقول ان اسرائيل تلعب شطرنج والفلسطينيين يلعبون تنس الطاولة ، فقد ان الاوان كي يعرف الاسرائيليون ان الفلسطينيين باتوا يلعبون الشطرنج وبأفضل مما يتصور الاسرائيليون " .

البروفيسور شاؤول مشئال بروفيسور من جامعة تل ابيب ومختص بشأن حماس حذّر من نقل تجربة هدم جدار رفح الى الضفة الغربية وقال : ان الفلسطينيين فعلا صاروا يلاعبوننا الشطرنج وامتلكوا ناصية التخطيط الجيد وان الخطير في الامر انهم ينظرون الى جدار الضفة الغربية ايضا باعتباره جدار برلين .
ثم اضاف يتحدث عن خطورة فكرة هدم الجدران وان حماس دخلت الى المعادلة السياسية الفلسطينية بقوة ولكنها لن تستطيع ان ترسم الحكم وانها ستعجز اجلا ام عاجلا عن سد ثغرات الاحتياجات عند المواطن الفلسطيني ما سيقصي دورها ويستجلب جهات اكثر تطرفا لتحل محلها .... وهنا سأله المذيع : القاعدة مثلا ؟ فاجاب القاعدة مثلا نعم .

الصحافي ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا قال لاذاعة جيش اسرائيل : ان السعادة تغمر سكان الضفة على ما فعله اشقاؤهم في قطاع غزة ، وان هدمهم للجدار مؤشر جيد على مستقبل جدار الضفة .
وردا على سؤال اذا كان هذا انتصار لفكر حماس اجاب اللحام : لا انه ليس انتصار لحماس بل انتصار لكل فلسطيني وكل فتحاوي وكل ثائر وكل مناضل .
واضاف : في حال اعلن السياسيون في السلطة الفلسطينية فشل المفاوضات فان سكان الضفة الغربية سيسارعون الى التفكير بعمل مشابه لما فعله اخوتهم في غزة وستبدأ كل مدينة وكل بلدة وكل مخيم وكل عائلة في الضفة الغربية بالتفكير في توجيه غضبهم ضد الجدار ، فالشعوب لا تقبل ان تلف بجدران اسمنتية وان تحاصر بهذا الشكل وان سكان الضفة سعداء جدا ازاء ما نجح سكان رفح في فعله .