نشر بتاريخ: 23/10/2017 ( آخر تحديث: 23/10/2017 الساعة: 14:31 )
بيت لحم- معا- لأول مرة في تاريخ مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية التي تتولى توثيق أحداث المحرقة النازية ضد اليهود ابان الحكم النازي في ألمانيا، ستمنح وسام "أنصار الشعب اليهودي" لطبيب مصري لمساعدته على إخفاء شابة يهودية وانقاذها من معسكرات الاعتقال والمحرقة من عام 1942 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط الحكم النازي عام 1945.
الطبيب المصري محمد حلمي، الذي ولد في الخرطوم عام 1901، انتقل الى برلين لدراسة الطب عام 1922، وبعد تخرجه عمل في معهد "روبرت كوخ"، لكنّه فصل من عمله عام 1937 بعد وصول النازيين الى السلطة في ألمانيا، كان قد ساعد على اخفاء شابة يهودية ألمانية من النازيين طوال 3 سنوات.
وبعد الكشف عن دور الطبيب المصري في انقاذ حياة هذه الفتاة قررت مؤسسة "ياد فشيم" منح وسام "اصدقاء الشعب اليهودي" للطبيب محمد حلمي وكان ذلك عام 2013 بالرغم من ان الطبيب كان قد توفي في عام 1982.
وكانت المؤسسة تتواصل مع ذويه لكي يستلموا الوسام نيابة عن الطبيب المتوفى، ولكنها كانت تواجه رفض تسلم الوسام لاعتبارات سياسية تتعلق بالتطبيع. وكانت المؤسسة قد عقّبت في هذا العام على رفض أبناء عائلته المصرية الحصول على هذا الوسام بالقول "نأسف لذلك، ونتمنى أن يأتي هذا اليوم الذي فيه سيتغلّب الطابع الإنساني على السياسي".
وبعد مرور 4 سنوات على قرار منح الجائزة، بدأت مؤسسة "ياد فاشيم" بالبحث عن أقرباء محمد حلمي في مصر، سعيا لإقناع أحدهم بالقدوم الى اسرائيل لتسلم الوسام، ومؤخرا وافق أحد أقربائه ويدعى ناصر قطبي، وهو بروفيسور في الطب ويبلغ من عمره 81 عاما، وسيحصل على الوسام من السفير الإسرائيلي في برلين جيرمي يششخروف الخميس القادم في مبنى وزارة الخارجية الالمانية.
وقال يششخروف في تعليقه على الحفل التكريمي الخميس القادم، إن "حلمي أثبت أن المسلمين واليهود يمكنهم ليس فقط أن يكونوا حلفاء، إنما المخاطرة بالحياة من أجل إنقاذ اليهود، وهو نموذج يضعنا في طريق آخر مختلف عمّا يحاول الآخرين بتعميق الفجوة بين اليهود والمسلمين- طريق التعاطف والالتزام التي تتغلب في الإنسانية على كافة الاعتبارات الأخرى، بغض النظر عن الانتماء الديني، العرقي، أو الجنسي".