نشر بتاريخ: 28/10/2017 ( آخر تحديث: 28/10/2017 الساعة: 16:57 )
نابلس - معا - نظم قسم علم النفس والارشاد النفسي في جامعة النجاح الوطنية ونقابة الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين الفلسطينية، ورشة عمل بعنوان: "اللاجئون الفلسطينيون والصحة النفسية: بين الصدمة والحصانة النفسية (آفاق بحثية جديدة)" بمناسبة يوم الصحة النفسية العالمي.
وحضر الورشة الدكتور ماهر ابوزنط نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية والدكتور سامي الكيلاني نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية والدكتور سامح العطعوط عميد كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية والدكتورة سماح جبر مديرة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة والدكتور اياد عثمان نقيب الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينية والعقيد طارق الحاج مدير شرطة محافظة نابلس وأحمد ذوقان رئيس لجنة الخدمات في مخيمات شمال الضفة والدكتور فاخر الخليلي رئيس قسم علم النفس في جامعة النجاح والدكتورة سماح صالح رئيسة فسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة ونسرين ذوقان ممثلة دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وممثلي جامعة القدس المفتوحة وعوني مشاقي دير شؤون وكالة الغوث في نابلس وحضور مميز من المؤسسات الرسمية والاهلية والاجهزة الامنية، بالاضافة الى عدد كبير من الاخصائيين النفسيين والباحثين والمهتمين وطلبة تخصص علم النفس.
وادار الورشة الدكتور شادي ابوالكباش المحاضر في قسم علم النفس في جامعة النجاح الوطنية الذي أكد على اهمية الورشة وتحديداً في موضوع اللاجئين والصحة النفسية من حيث تركيزها على قضايا جوهرية تهم الواقع الفلسطيني وخصوصاً اعادة تعريف الصدمة النفسية والتركيز على تفعيل القوى الايجابية الكامنة في الفرد لمواجهة الضغوط النفسية الناجمة عن التهجير واعتماد عوامل حماية لمساعدة الفرد على التكيف الايجابي وعدم فصله عن تاريخه وقضيته الاساسية، لايصال الفرد لافضل حالة من الصلابة النفسية والشعور العام بالصحة النفسية.
والقى د. ماهر ابو زنط نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الادارية كلمة الجامعة مرحبا بالمشاركين بالورشة والضيوف الذين مثلوا مؤسسات الصحة النفسية والعاملين في هذا المجال بالاضافة الى ترحيبه بطلبة الجامعة، وأشار د. ابو زنط في كلمته الى الدور الريادي الذي تقوم به جامعة النجاح للنهوض بواقع الخدمات النفسية من خلال طرح برامج متخصصة في الارشاد والعلاج النفسي في مستويي البكالوريس والماجستير، واضاف د. ابو زنط الى ان الجامعة بدأت فعليا بتقديم خدمات استشارات الصحة النفسية والعلاج النفسي للجمهور الفلسطيني وطلبة الجامعة من خلال تأسيسها لمعهد النجاح الطفولة ومركز الاستشارات والصحة النفسية الذي سيتم افتتاحه قريبا ونوه ابو زنط الى ضرورة العقد المزيد من الندوات العلمية وورشات العمل والمؤتمرات التي تهتم بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين النفسية والاجتماعية.
وشكر ابو زنط قسم علم النفس والارشاد النفسي في جامعة النجاح و نقابة الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين الفلسطينية على هذا الجهود المهنية.
وفي كلمة الدكتورة سماح جبر مديرة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة شكرت القائمين على الورشة و اشارت الى التعاون الدائم مع وكالة الغوث لدعم الصحة النفسية للاجئين الفلسطينيين ودور وزارة الصحة في تمكين كادر متخصص لتلبية الاحتياجات النفسية للاجئين .
كما اشارت جبر الى البرنامج الهام الذي تقوم عليه وحدة الصحة النفسية في الوزارة وهو الاسعاف النفسي الاولي بالشراكة مع جميع المؤسسات ومن ضمنها خدمات وكالة الغوث واكدت جبر على الاولوية في خدمات الصحة النفسية في وضع استراتيجية وطنية للحد والوقاية من الانتحار.
وفي كلمته أكد الدكتور اياد عثمان نقيب الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين االفلسطينيين على الى انه رغم الجهود البذولة على المستوى الرسمي والاهلي لوصول المواطن الفلسطيني الى حاله من التوازن النفسي الا ان هذه الجهود لا تحقق الصحة النفسية للمواطنين نتيجة لان الاسباب التي تؤثر سلبا على الصحة النفسية للمواطن الفلسطيني ما تزال قائمة على امتداد الوطن ومتمثلة بالاحتلال وممارساته اليومية.
واوضح عثمان ان اختيار عنوان ومضمون ورشة العمل في اليوم العالمي للصحة النفسية حول اللاجئون الفلسطينيون والصحة النفسية جاء كضرورة مهنية للتركيز على هذا المجال في ظل الهجمة الشرسة والممنهجة التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في فلسطين والشتات والتي تهدف الى القضاء على مفهوم اللاجىء الفلسطيني سياسيا وانسانيا ، وما يتعرض له اللاجئون في هذه الايام داخل فلسطين وخارجها وعلى المستوى الدولي لخير دليل على ذلك.
وشكر عثمان جامعة النجاح الوطنية والشركاء المهنيين في قسم علم النفس الدكتور فاخر الخليلي والدكتور شادي ابو الكباش على جهودهم المتواصلة مع النقابة للارتقاء في الخدمات النفسية والاجتماعية في فلسطين.
كما شكر عثمان المتحدثان المبدعان الدكتور مصطفى قصقصي من فلسطين المحتلة والدكتورة الايطاية مارتا لونغوعلى جهودهم و مشاركتهم التي اضفت زخما على الكثير من الجوانب المهنية في هذا المجال.
وفي كلمة رئيس قسم علم النفس والارشاد في جامعة النجاح الوطنية الدكتور فاخر الخليلي سلط الضوء على دور البحث العلمي في المجال النفسي والاجتماعي وأهميته في بناء وتطوير برامج عمل منبثقة عن حاجات المجتمع الفلسطيني خاصة اللاجئين وضرورة الاخذ بتوصيات البحوث العلمية في هذا المجال وشدد على ان لا يكون اهتمام الباحثين العلميين والاكاديميين منصبا على نشر البحوث العلمية في المجلات الاجنبية بغرض الحصول على الترقيات والمكافأت المالية فقط، فلا بد ان يخدم البحث العلمي حاجات المجتمع والتصدي لمشكلاته، وأبرز د. فاخر الى ضرورة الاهتمام بالبحوث النوعية وليس الكمية فقط، فالبحوث النوعية توظف المقابلات الفردية المعمقة وغير المقيدة بحيث تستطيع التوصل الى جوهر المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها اللاجىء الفلسطيني بالاضافة الى قدرتها على تسليط الضوء على موارد اللاجىء الفلسطيني.
وأشار المتحدث الدكتور مصطفى قصقصي ، الاختصاصي النفسي العيادي والمعالج النفسي والباحث في مجال الصدمة الجماعية والصحة النفسية لللاجئين و المحاضر في علم النفس العياديّ في جامعة النجاح الوطنية ، إلى ضرورة التعامل مع قضايا الصحّة النفسيّة للاجئين الفلسطينيين من منظور نفسي اجتماعي واسع ومركّب لا يقتصر حصريّاً على الاستجابات الصدميّة، خاصّةً أنّه يتعذّر على النظريّات الغربيّة الشائعة حول مفهوم الصدمة أن تفي تجربة النكبة حقّها من التحليل والفهم، باعتبارها تجربة مستمرّة و محكومة بسياق سياسيّ متشابك ومرشّحة للتصعيد بشكل دوريّ. كذلك أكّد على أهمية تعميم هذا النقاش بين المهنيين وصانعي القرار لما ينطوي عليه من اسقاطات جوهريّة على الممارسات والسياسات الأكاديميّة المهنيّة في المجال الصحّة النفسيّة للاجئين الفلسطينيين.
من جانبها استعرضت الدكتورة مارتا لونغو الاختصاصية النفسية الاجتماعية والمدربة في مجال المساعدة النفسية الاجتماعية لللاجئين، أهمّ المستجدّات البحثيّة في مجال الحصانة النفسيّة مشيرةً إلى أهمّية أبعادها الثقافيّة المتغيّرة والتي لا يمكنها أن تحتكم للمرجعيّة الثقافيّة الغربية.
وأكد المتحدثان على ضرورة اعادة تعريف مفهومي الصدمة النفسية والصلابة، واعادة النظر في عناصرهما بما ينسجم مع السياق السياسي والثقافي والتاريخي للشعب الفلسطيني، ونوه المتحدثان الى ضرورة التحرر من مناهج بحثية تقليدية عند تناول موضوعي الصدمة والصلابة النفسية لدى اللاجئين الفلسطينيين واتباع المنهج النوعي القائم على المقابلات المعمقة للوقوف على حقيقة الصدمة والصلابة بين اللاجئين الفلسطينيين، وطالب المتحدثان بإجراء المزيد من الابحاث العلمية المتحررة من التأصيل الغربي بطريقة تكفل فهم السياق الفلسطيني في موضوعي النكبة واللجوء.