الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"REFOMR" تناقش آفاق وتحديات المصالحة الوطنية

نشر بتاريخ: 29/10/2017 ( آخر تحديث: 29/10/2017 الساعة: 13:23 )
رام الله- معا- عقدت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية "REFORM" ندوة سياسية بعنوان المصالحة الوطنية آفاق وتحديات بهدف مناقشة أهمية إدماج الشباب والنساء وتشكيل أطر اجتماعية وسياسية حاضنة لعملية المصالحة الوطنية.
جاء ذلك بحضور الدبلوماسي الفلسطيني د.المتوكل طه، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني أحمد غنيم 
وقال غنيم" من الواضح على المستوى الفلسطيني على الأقل، أن النوايا الحسنة التي يعبر عنها المتحدثون من الأطراف كافة، هي أخر ما دفعهم إلى محطة اللقاء الجديدة، ومع ذلك فعلينا أن نبارك ما تم إنجازه حتى الأن، بإعتباره خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لكن علينا كمواطنين أن لا نضيع هذه الفرصة، وأن نستثمرها لخلق حالة جديدة تفرض على الأطراف إرادة الوحدة، وتدفعهم إلى عدم التراجع، ولا يبدو لي أن من المفيد الغوص في الدوافع والأسباب التي جاءت بأطراف الخلاف الى محطة اللقاء، فمن الواضح أن أزمات الأطراف التي أشرنا اليها قد دفعتهم جميعا إلى ما يسمى وعيّ الضرورات وربما تحالف الخائفين".
وأضاف" إن عشر سنوات من الانقسام ألحقت أضراراً بالغةً بالقضية الفلسطينية، قد تفوق أي ضرر أخر لحق بها، فقد مس الانقسام بالمقدسات الوطنية الثلاث، وحدة الوطن ووحدة الشعب ووحدة النظام السياسي، وأهدر الزمن اللازم للتقدم والإنجاز في معركة التحرر الوطني، فلا يمكن لحركة تحرر وطني أن تنجز موضوع الاستقلال دون أن تنجز موضوع الوحدة، وبغض النظر عن نوايا الأطراف، التي ستبقى أسيرة لمصالحها الضيقة رغم ارتطامها بمطرقة الواقع، فمن الضروري أن يكون هناك تدخل شعبي كي لا تنفكك هذه الأطراف من التزاماتها إن زالت أسباب ومصادر الخوف ومبررات التحالف واللقاء".
وأشار غنيم الى ان" القوى الحية الفاعلة في المجتمع الفلسطيني مدعوة اليوم لتشكيل حاضنة شعبيه وطنية حامية لعملية المصالحة، لتمنع الأطراف من النكوص والتراجع والعمل على توسيع دائرة الشراكة في الحوار من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من المصالحة، والتي فشلت أكثر من مرة، لأن المتحاورين حصروا الأمر بأنفسهم طيلة العشر سنوات السابقة وتمترسوا خلف مواقعهم، وربما مصالحهم، دون الإلتفات في كثير من الأحيان إلى عذابات وآلآم المواطن الذي بات يشعر أن القوى الوطنية والإسلامية برمتها انشغلت بنفسها وأزماتها التي صنعتها لأنفسها، وبدل أن تحمله إلى الاستقلال الوطني باتت عبئ عليه بل وأنتجت حالة الانقسام البغيض".
وبين" أن شرعية الوطن أعلى من شرعية الحكم، وشرعية الشعب أعلى من شرعية الفصائل والأحزاب، وإن السلطة والحكومة والشرعيات الثلاث للنظام السياسي ، هي من ضرورات الاجتماع الإنساني، وبالتالي جميعها مستمدة من إرداة الشعب، الذي لن يتقبل استمرار الانقسام والحصار، ذلك الذي إستفاد منه المحتل، واستخدمه لإستكمال مخططاته العدوانيه والاستيطانية والتهام أجزاء واسعة من الوطن وتهويد القدس،إن المسؤولية الأولى اليوم تقع على عاتق المواطن بقدر ما تقع على قيادات الفصائل والقيادة الفلسطينية بكل مكوناتها، وقد بات المواطن مطالباً هو أيضا أن يخرج عن صمته ويطرد هواجس التردد والسلبيه، ويتقدم الصفوف لحماية قاطرة الوحدة، وتوجيه المتحاورين في الغرف التي أخفقت لغاية الأن في التحرر من فئويتها ومصالحها ، ويخشى أن تعود من جديد لإجترار نفس الأطروحات والأفكار التي قادتها إلى الفشل".
وذكر غنيم ان هناك ثلاث أسس يمكن الإستناد اليها لتحقيق تقدم على طريق الوحدة، وهناك ثلاث مستويات للعمل يمكنها أن توضح المسؤوليات للأطراف جميعا، تأخذ بعين الإعتبار الأولويات ومتطلبات النجاح.
من جهته، تطرق المتوكل طه الى الظروف الذي تنشىء فيها الصراعات داخل المجتمعات مشيراً الى أن الانقسام سلوك مرضي مر به المجتمع الفلسطيني نتيجة حالات التردي والضعف الذي تعرضت لها القضية الفلسطينية ونتيجة هذا التراجع أصبح الإنتماء للدوائر الصغيرة أقوى من الإنتماء للمجموع العام، حيث ان الانقسام جاء نتيجة يأس المجتمع الفلسطيني وتراجع دور الفصائل الفلسطينية في العملية السياسية بعد اتفاقية اوسلو واختفاء النخب السياسية والمجتمعية، وان المجتمع الفلسطيني سوف يستعيد وحدته حين يستعيد قوته وبالاخص القوة الثقافية.
كما ناقش الحضور اهمية تعزيز الهوية الوطنية الجامعة من اجل تعزيز التناغم الاجتماعي وتعزيز إستجابة النظم لاحتياجات الشباب وواقع مشاركتهم، مؤكدين انه على الرغم من الصعوبات والتحديات التي يمر بها شعبنا الفلسطيني الذي يعاني منها الشباب بشكل خاص، الا أن هناك عددا كبيرا من الشباب يسعون بكل جد واجتهاد لمكافحة هذه الظواهر وتجاوزها من خلال تسليط الضوء على قضايا وهموم المجتمع؛ وهنا يتجسد دور الشباب الفعال، وتطرق الشباب اثناء اللقاء الى خسارة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والعربي مكانتها نتيجة الانقسام السياسي والجغرافي.