نشر بتاريخ: 30/10/2017 ( آخر تحديث: 30/10/2017 الساعة: 16:15 )
القدس- معا- حذر محافظ القدس ووزير شؤونها المهندس عدنان الحسيني، من خطورة تنفيذ سلطات الاحتلال الاسرائيلي مخططها بسلخ احياء مقدسية عن عمقها المقدسي والذي سيكون من شأنه إخراج ما بين 120-150 الف مقدسي من المدينة، ورسم حدود القدس الشرقية، المحتلة، وحدودها المعروفة، مؤكدا رفضه لسياسة الضم الإسرائيلية لعاصمة دولة فلسطين الابدية ولا باي خطوة ستكون لها انعكاسات خطيرة على مئات الآلاف من المقدسيين.
واكد الحسيني في تعقيبه على خطة فصل الاحياء الفلسطينية ككفر عقب ومخيم شعفاط ومناطق من بلدتي جبل المكبر والولجة عن مدينة القدس" ان هذا المخطط يثبت ما قلناه دائما بأن هذا الجدار العنصري الذي حاصرت به سلطات الاحتلال مدينة القدس والاراضي الفلسطينية هو جدار سياسي وليس امنيا، كما يحاول الاسرائيليون الادعاء به، وان الهدف منه تنفيذ عملية فصل عنصري بين الفلسطيني والفلسطيني لغرض تنفيذ مخطط سياسي لتغيير الميزان الديموغرافي بالمدينة لصالح اغلبية يهودية قائمة على مصادرة الاراضي وبناء مستوطنات جديدة خاصة في ظل المعطيات بارتفاع أعداد الفلسطينيين في القدس مقابل انخفاض في اعداد اليهود".
وأشار الحسيني الى مخططات سابقة كان رئيس البلدية الاسرائيلي "نير بركات" قد طرحها وتقضي بسلخ أحياء مقدسية في شمال وشرق المدينة عن المدينة، موضحا" انه بعد ان تم فصل هذه الأحياء عن القدس من خلال الجدار والحواجز الضخمة، فانه يجري الان العمل على فصل السكان عن القدس، ونحن هنا نتحدث عن ما بين 120-150 الف مقدسي، وفي المقابل فانه يجري التخطيط لضم اكثر من ربع مليون مستوطن الى سكان القدس لإيجاد واقع جديد يكون فيه 750 الف نسمة في القدس من بينها 180 الف فلسطيني فقط".
وأضاف" يخططون لأن يكون عدد الفلسطينيين في القدس الشرقية بحدود نسبة 12% وليس 34% كما هو عليه الوضع الآن، وهم يسارعون في مخططاتهم، خاصة بعد ان اظهرت دراسات إسرائيلية ان نسبة الفلسطينيين تزداد مقابل انخفاض نسبة اليهود"، منوها الى ان سلطات الاحتلال كانت قد نفذت عملية تهجير باردة من خلال إجبار السكان المقدسيين على الانتقال الى تلك الأحياء، حيث تتوفر الإمكانية للسكن في حين لا تتوفر اي إمكانية للسكان في الأحياء داخل الجدار الأخرى حيث يسكن عشرات الآلاف من المقدسيين الذين يحملون الهوية "المقدسية" ويعيشون داخل حدود نفوذ البلدية الاسرائيلية ولكن الجدار، والأسوار والحواجز تفصل بينهم وبين مدينتهم وأهلهم، بالإضافة إلى ذلك يعاني هؤلاء السكان من إهمال السلطات والتهميش.
وبين الحسيني ان سلطات الاحتلال أوجدت وضعا في مدينة القدس ليس بالامكان معه عودة من يقطنون في الأحياء المستهدفة من قبل البلدية الاسرائيلية حيث جرى مصادرة مساحات كبيرة من اراضي المقدسيين لصالح الاستيطان او تصنيفها كمناطق خضراء يمنع البناء عليها، وفي الوقت نفسه، فان ليس هناك رخص بناء، موضحا" ان خطوة مثل هذه تؤكد ان حكومة اسرائيل ماضية في سياساتها الممنهجة المتعلقة بالاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري والتطهير العرقي، وهو ما يدل على تجاهل تام وصارخ لحقوق الانسان الفلسطيني".
وطالب الحسيني المجتمع الدولي بالتحرك الجدي والفاعل للجم الانتهاكات الإسرائيلية السافرة ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال على استخفافها بالمنظومة الدولية ومؤسساتها وقراراتها وقوانينها وانقاذ عملية السلام القائمة على حل الدولتين.