نشر بتاريخ: 01/11/2017 ( آخر تحديث: 06/11/2017 الساعة: 20:30 )
القدس- تقرير معا- رغم الظروف القاهرة والأحكام العالية تمكن 65 أسيراً فلسطينيا من محافظة القدس من النجاح في امتحان الثانوية العامة "الانجاز"، وهو إنجاز يسجل للأسرى كوجه من أوجه الصمود والإصرار على التعلم والنجاح ومواصلة الحياة، خاصة وأن الامتحانات سبقها هذا العام اضراب الأسرى عن الطعام وما رافقه من قمع وملاحقات من قبل إدارات السجون.
نصر أبو خضير.. الأول على محافظة القدسالأسير المقدسي نصر محمد أبو خضر 20 عاماً، ورغم ما تعرض له خلال الفترة التي سبقت الامتحانات حيث الإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول ولقمع ومصادرة الكتب، الا انه أصر على النجاح وحصل على أعلى معدل في المحافظة.
وفاء أبو خضير – والدة الأسير- قالت :"قمت بتسجيل نصر بامتحانات الانجاز بالسجون مطلع العام الجاري، ومنذ ذلك الوقت كان يستعد ويدرس باجتهاد للنجاح والتفوق، بدأت الامتحانات داخل السجون في شهر تموز الماضي، وسبقتها فترة عصيبة على الأسرى، فنصر كان قد انضم للإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول وفك إضرابه بعد يوم من الإعلان عن انتهاء الإضراب بعد اخباره بذلك حيث كان معزولاً مع القيادي أحمد سعدات."
وأضافت :"خلال فترة الإضراب عن الطعام تعمدت ادارة السجون نقله من سجن الى آخر، حيث تنقل بين 4 سجون، كان يقضي داخل البوسطة ما يزيد عن 7 ساعات، اضافة الى الاقتحامات برفقة الكلاب البوليسية باستمرار في ساعات الليل لكسر إرادة الأسرى المضربين، ناهيك عن مصادرة كافة أغراض نصر ومن ضمنها كتب الدراسة، وبعد انتهاء الإضراب وبعد إصابته بحالة إغماء حول الى مستشفى العفولة لمدة أسبوع، ورغم ما مر به الا انه أصر على الدراسة وتقديم الامتحانات".
وأوضحت أن نصر فقد 27 كيلو من وزنه خلال الإضراب، وكانت المرة الأولى التي رأته بها بعد الإضراب كانت خلال جلسة محكمة، حيث كان شاحبا تعبا وهزيلا.
وقالت أبو خضير :"سجدت لله فور سماعي خبر نجاحه وتفوقه، شعرنا بالفرحة الكبيرة رغم انها منقوصة لعدم وجوده معنا، لكن النجاح أجمل فرحة ويسجل لنصر الإصرار على النجاح رغم الظروف الصعبة التي مر بها، ونشعر بالفخر بذلك".
وأضافت :"أتشوق لزيارته لأزف له خبر نجاحه..أريد أن أرى الفرحة بعينيه، فخلال الزيارات كان يسألني عن النتيجة بشوق وقلق"، موضحة أن ادارة سحن نفحة أبلغتهم بعدم وجود زيارة له خلال الشهرين المقبلين "تشرين ثاني وكانون الأول" بحجة وجود تصليحات داخل الأقسام.
وقد عقدت للأسير نصر أكثر من 60 جلسة في محاكم الاحتلال منذ اعتقاله في شهر حزيران من العام الماضي، ولم يصدر الحكم ضده حتى اليوم، حيث وجهت له النيابة تهمة "إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة عقب استشهاد الفتى محمد أبو خضير".
الأسير وسيم الجلاد.. حلمه الحصول على شهادة الماجستيرأما الأسير وسيم الجلاد 39 عاماً، فهذه المرة الثانية التي يقدم فيها امتحان "الإنجاز"، المرة الأولى كانت قبل 20 عاما داخل السجون، وهذا العام قدمه مرة ثانية للحصول على معدل يمكنه من الالتحاق ببرنامج الماجستير.
وقالت والدة الأسير وسيم السيدة زينات الجلاد :"في اعتقال وسيم الأول الذي كانت مدته 4 سنوات، قدم الانجاز وبعد تحرره التحق بالجامعة العبرية لدراسة المحاسبة، وبعد اعتقاله في المرة الثانية والحكم عليه لمدة 15 عاماً واصل تعليمه وبعد فترة حرم من إكماله في الجامعة المفتوحة، فدرس بجامعة الأقصى "خدمة اجتماعية"، وكان لديه إصرار وطموح أكبر بالحصول على درجة البكالوريوس ولأن معدله في امتحان الانجاز الاول لا يمكنه من ذلك قام بتقديم الانجاز هذا العام مرة ثانية رغم تحذيره بأنه من الممكن أن تلغى درجة البكالوريوس والانجاز الأول في حال رسوبه في امتحانات هذا العام".
وأَضافت :"ولأن جامعة الأقصى غير معترف بشهادتها شجعته العائلة على الدراسة وتقديم الامتحانات، حيث حصل على معدل 69.3% رغم الظروف الصعبة التي مر بها، فخاص حوالي شهر من الإضراب عن الطعام وتعرض للنقل والقمع قبل فترة الامتحانات".
وتأمل والدته أن يتمكن وسيم من التسجيل بالماجستير لاستغلال ما تبقى له من حكمه وهي سنة وثمانية أشهر".
رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أوضح لوكالة معا أن 65 أسيرا من محافظة القدس نجحوا بامتحانات الثانوية العامة لهذا العام، بينما كان قد تقدم 112 أسيراً، وهناك من لم يحالفه الحظ بسبب التنقلات بين السجون خلال فترة الامتحانات أو لعدم استيفاء كافة متطلبات التسجيل.
وأوضح أن عصب أن أكبر الاسرى عمرا الذين تمكنوا من النجاح هما خليل غزاوي ومدحت العيساوي، وصاحب أعلى حكم هو الأسير بلال غانم المحكوم
بالسجن المؤبد، وأقدم الاسرى هو وسيم الجلاد، وهناك أسيرة هي نورهان عواد، والأسير الجريح علاء صلاح الذي فقد عينه واعتقل، كما يوجد من بين الناجحين أصحاب المحكوميات المرتفعة ومنهم لا يزال ينتظر الحكم.
وحول إصرار الأسرى على الدراسة قال أبو عصب :"أن الأسرى يمرون بظروف دقيقة ومعقدة وامتحاناتهم ليست بالتزامن مع الامتحانات خارج السجون، وقد اثبتوا جدارتهم وقدرتهم على التحمل ودرسوا بشكل مكثف، خاصة وأن الامتحانات كانت بعد فترة الإضراب عن الطعام، وهو يمثل مرحلة من محطات الصمود التي يحاول الاحتلال فيها تجهيل أسرانا، إلا أن أسرانا درسوا وحصلوا على العلامات".
وأشار الى أن الأسرى يتقدمون داخل السجون لامتحانات الثانوية العامة، حيث توجد لجان علمية معتمدة من وزارة التربية والتعليم تشرف على امتحانات الانجاز للأسرى، وتقوم بإخراج الكشوفات من خلال طواقم المحامين الذين يقومون بزيارة السجون.
وأكد أن انجاز أسرى القدس مستهدف بشكل اكبر بالعقوبات والأحكام من قبل سلطات السجون.
وأشار أبو عصب أن الاحتلال يحرم الأسرى من التعليم الجامعي في الجامعات كإجراء عقابي منذ عدة سنوات وليس لديهم الا خيار الالتحاق بـ"جامعة القدس المفتوحة" فقط.
تقرير: ميسة أبو غزالة