الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة النجاح تنظم مؤتمر القدس الـ13 وفعاليات "هنا القدس"

نشر بتاريخ: 01/11/2017 ( آخر تحديث: 01/11/2017 الساعة: 16:38 )
جامعة النجاح تنظم مؤتمر القدس الـ13 وفعاليات "هنا القدس"
نابلس- معا- نظّمت جامعة النجاح الوطنية اليوم الأربعاء، مؤتمر القدس الثالث عشر والذي حمل هذا العام عنوان "القدس في المشهد الفلسطيني"، حيث أُقيمت فعاليات المؤتمر في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور، وتحت رعاية رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله.
ويأتي عقد هذا المؤتمر في وقت يذكر فيه الفلسطينيون والعرب والمسلمون وعد بلفور ‏المشؤوم الذي صدر بتاريخ 2/11/1917 والذي أيّدت فيه الحكومة البريطانية إنشاء وطن ‏قومي لليهود في فلسطين، وسمحت بهجرة اليهود إلى فلسطين وما تبع ذلك من تهجير ‏الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم في عام 1948، ثم احتلال باقي فلسطين بما فيها القدس عام ‏‏1967.
وبدأت فعاليات المؤتمر بوقفة تضامنية مع القدس واحتجاجاً على وعد بلفور المشؤوم، أُقيمت أمام مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم بمشاركة عدد من الشخصيات الاعتبارية من مختلف فئات المجتمع المحلي وعدد كبير من العاملين والطلبة في الجامعة وحشد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.
لينتقل بعدها الحضور إلى مدرجات لشهيد ظافر المصري وتُستكمل فعاليات المؤتمر بعزف السلام الوطني وقراءة آيات عطرة من الذكر الحكيم، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية الأستاذ الدكتور خليل عودة، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وفي كلمة الافتتاح، رحّب الأستاذ الدكتور ماهر النتشة بالحضور وعلى رأسهم وزير القدس المهندس عدنان الحسيني ممثل دورة رئيس الوزراء في المؤتمر، والشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، والسفير أحمد الرويضي، ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى دولة فلسطين ومحافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب والحضور جميعا.
وأشار الأستاذ الدكتور النتشة أن هذا المؤتمر يأتي امتداداً للمؤتمرات السابقة التي عقدتها جامعة النجاح والتي حاولت من خلالها رسم المشهد العام للمدينة المقدسة في ماضيها وحاضرها واستشراف مستقبلها، موجهاً تحية تقدير واعتزاز للقدس وأهلها لما قدموه من أمثلة في الصمود، وموجهاً تحيته أيضاً للقيادة الفلسطينية وعلى رأسه الرئيس محمود عباس ود. رامي حمد الله الذين جعلوا القدس في أولوية اهتمامهم وعلى رأس مسؤولياتهم، وتحية إلى شعبنا الفلسطيني الذي تحدى بإرادته كل الاجراءات التعسفية ضد القدس.
وأوضح النتشة أن هذا المؤتمر يأتي بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور الذي يعد وصمة عار في جبين الإنسانية، ونموذجاً من نماذج الغباء السياسي والانحراف الاخلاقي، مؤكداً أن جامعة النجاح الوطنية تتضامن مع القدس وأهل القدس ومقدسات القدس، وسوف تجعل هذا المؤتمر بفعالياته وجهود الباحثين، تقليداً سنوياً تجدد فيه العهد والالتزام لمدينة القدس ومقدساتها، حتى تحقيق الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، شاكراً جميع الباحثين والمشاركين والقائمين على هذا المؤتمر والذين جاؤوا لنصرة القدس.
وفي كلمته، اشاد الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية بدور جامعة النجاح التي ترعى المؤتمرات العلمية بمختلف تخصصاتها والتي جميعها تصب في مصلحة الوطن، مشيرا الى ان القدس بما كل ما تحمله من معاني تاريخية وحضارية وإنسانية وتعايش مشترك فقدناها منذ وعد بلفور المشؤوم الذي اعطى فلسطين لمن لا يستحقها.
وأضاف "ان بريطانيا مجرمة حينما منحت هذا العهد والوعد للإسرائيلي المحتل للأرض الفلسطينية على حساب الفلسطينيين"، موضحا انه رغم كل تعاطف العالم مع الفلسطينيين وهجرتهم وحقوقهم الثابتة تخرج بريطانيا على لسان رئيسة وزرائها ووزير خارجيتها بانهم يحتفلون بهذا الوعد.
وفي ختام كلمته، اثنى على القيادة الفلسطينية وكل أبناء الشعب الفلسطيني على الجهد الكبير الذي يبذلونه في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية، وطالب الى ان تكون القدس هي البوصلة لكل أبناء الشعب الفلسطيني.
وبدوره نقل المحامي احمد الرويضي، ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي في فلسطين، تحيات وتقدير معالي الأمين العالم لمنظمة التعاون الإسلامي لجامعة النجاح الصرح الاكاديمي ولكافة المشاركين بالمؤتمر.
وأضاف انه بانتظار توصيات المؤتمر لإبرازها من خلال منظمة التعاون الإسلامي ذكر ان انعقاد المؤتمر يأتي في الوقت الذي تعاني منه القدس ظروف صعبه باستهداف مقدساتها الإسلامية والمسيحية والاعتداء على المرابطين والمرابطات واستهداف قطاعات التنمية فيها واستمرار اغلاق مؤسساتها المقدسية، وتحدث عن دور منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها في التواصل مع الحكومة الفلسطينية ووزير القدس وهيئة الصناديق العربية لتعزيز دور الوكالات ولإعداد تقارير حول ممارسات الاحتلال.
وفي كلمة مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، قدم منذر أبو رموز تعريفا بالمؤسسة وتحدث عن دورها في تفعيل دور الشباب في مدينة القدس والضفة وتمكينهم من إيصال صوتهم الي مختلف ارجاء العالم ومن ضمنها مشروع حراك الذي يأتي نشاط هنا القدس الذي يعقد اليوم من ضمن هذا المشروع.
وفي كلمة راعي المؤتمر الذي قدمها وزير القدس المهندس عدنان الحسيني، نيابة عن رئيس الوزراء، أ. د رامي حمد الله الذي قال فيها" انه لمن دواعي سروري ان أكون معكم في هذا الصرح الفلسطيني المميز الذي يخرج الأجيال المتعلمة القادرة على المضي اتجاه الدولة الحرية"، كما نقل تحيات الرئيس ورئيس الوزراء للمشاركين في المؤتمر الذي يأتي بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم.
وأضاف في كلمته" كانت البدايات في عام 1798 عندما وعد نابليون اليهود بوطن قومي في فلسطين في حال دعم حملته لغزو الشرق ويتبعها وعد رئيس وزراء بريطانيا في عام 1908 بعد مؤتمر بازل بعشرة سنوات بزرع اليهود على ارض فلسطين من اجل فصل وتقسيم الشرق العربي عن غربه ويأتي بعد ذلك وعد بلفور عام 1917 ليؤسس لنكبة فلسطين عام 1948 وبداية لمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة".
وفي السياق، أشار الى ان بريطانيا تحتفل هذه الايام بمرور مائة عام على وعد بلفور لتؤكد على الظلم وتزيد من آلام الشعب الفلسطيني والمطلوب من بريطانيا اليوم ان تلغي هذا الاحتفال الذي يمثل الاستباحة لكل القيم والأخلاق وان تقوم بتقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية والعمل بجدية من اجل إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وانهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وفق مقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي ودفع التعويضات عوضا عن المعاناة والتشرد والخسائر الذي سببته للشعب الفلسطيني، ودعا الى ضرورة توظيف كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية والقانونية بمشاركة كافة الهيئات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني العربية والدولية المعنية بحقوق الانسان لإثارة المسؤولية عن هذا الجرم وما لحق من الشعب الفلسطيني جراءه، وبتحميل بريطانيا المسؤولية التاريخية عنه وعن تبعاته الكاملة.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر فقرة غنائية قدمتها جوقة الجامعة بالإضافة إلى قصيدة للقدس للأستاذة إيمان مصاروة.
وتناول المؤتمر عدّة محاور رئيسية قُسّمت على جلساته كان من أهمها: ‏القدس في المشهد السياسي، والقدس في المشهد الإعلامي، والقدس في المشهد الثقافي والأدبي، والقدس في المشهد التعليمي، والقدس في المشهد العمراني.
وبعد الجلسة الافتتاحية تضمن المؤتمر ثلاث جلسات رئيسية، وتناولت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور جمال الكيلاني، عميد كلية الشريعة، عدد من الأبحاث منها: الدلالات اللغوية والمعرفية للمصطلح السياسي والإعلامي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دراسة تحليلية، تداعيات الاستيطان الإسرائيلي على مستقبل مدينة القدس والموقف الفلسطيني لمقاومته، الاستراتيجية الاسرائيلية تجاه تهويد مدينة القدس منذ العام 1993-2017م، مشروع قانون التسوية الإسرائيلي ( تسوية التوطين 2017) والآثار المترتبة حال تطبيقه على محافظة القدس.
وفي نهاية الجلسة الأولى، تم عرض فيلم قصير لمؤسسة الرؤيا مرتبط بالقدس ومواضيع المؤتمر.
أما الجلسة الثانية للمؤتمر فقد ترأسها الدكتور عبد الخالق عيسى، عميد كلية العلوم الإنسانية، وتضمنت عدد من الأبحاث منها على سبيل المثال لا الحصر: "صورة القدس في شعر أيمن العتوم – ديوانه طيور القدس نموذجا"، القدس في شعر الحركة الأسيرة الفلسطينية، تجليات وعد بلفور في شعر عبد الرحيم محمود - في ذكرى مئوية وعد بلفور المشؤوم، القدس في دواوين الشعراء الجزائريين المعاصرين.
كما تم في نهاية الجلسة الثانية أيضاً عرض فيلم قصير آخر لمؤسسة الرؤيا عن القدس.
وترأس الجلسة الثالثة والأخيرة للمؤتمر الأستاذ الدكتور يحيى جبر وتضمنت عدد من المواضيع الهامة مثل: سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مدينة القدس (نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس نموذجاً)، وعد بلفور وإسقاطاته على الاستيطان الصهيوني في القدس، القدس في الأدب الكاريكاتيري ناجي العلي نموذجاً، دور الشباب المقدسي في هبّة القدس.
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات كان من أهمها ضرورة بذل كل الجهود التي من شأنها المحافظة على عروبة مدينة القدس وإسلاميتها، والتصدي لمحاولات التهويد الهادفة إلى طمس معالمها العربية، والعمل على تعزيز صمود سكانها، ومقاومة سياسة الإحلال العنصرية الممارسة بحقهم، ومواصلة المحافظة على المعالم التاريخية والدينية في مدينة القدس، والعمل على دوام حمايتها والدفاع عنها، وتعزيز روح المقاومة الشعبية في سبيل تحقيق ذلك، وضرورة رفد المناهج الدراسية في المؤسسة التعليمية والأكاديمية الفلسطينية بالمزيد من المواد التاريخية والدينية والحضارية التي تعزز الانتماء لقضية القدس، وتغرس مفاهيم التمسك بها، وإنشاء مركز وطني للأبحاث والدراسات الخاصة بمدينة القدس وتعزيز سبل ووسائل البحث والتعاون العلمي والثقافي فلسطينياً وعربياً ودولياً، وتشجيع الأدباء والكتاب على جعل مدينة القدس على رأس سلم أولوياتهم، وتحفيزهم على ذلك من خلال دعوة المؤسسات ذات العلاقة لتبني أعمالهم الأدبية والفكرية والمساهمة في نشرها، وتشكيل جبهة إسلامية مسيحية موحدة للدفاع عن القدس سياسياً وإعلامياً، وضمان عدم عزل قضيتها عن عمقها العربي والإسلامي، وضرورة إيلاء مدينة القدس أقصى درجات الاهتمام من جانب وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية، الفلسطينية والعربية والدولية الصديقة، وترويج قضيتها عالمياً، وفضح ممارسات سلطات الاحتلال بحقها، وتطوير وتعزيز آليات وسبل تقوية عرى التلاحم بين أبناء الشعب الواحد في شطري الوطن؛ فلسطين المحتلة عام 1967م، وشقيقتها المحتلة عام 1948م، حتى يظل شعبنا موحداً في خندق قضية القدس، وعلى الجهات الرسمية والشعبية مواصلة الضغط على بريطانيا والمجتمع الدولي بهدف إسقاط وعد بلفور، ومحو آثاره وتداعياته.
وفي سياق متصل نظّمت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالتعاون مع دارة العلاقات العامّة في جامعة النجاح الوطنية فعالية (هنا القدس)، حيث أُقيمت نشاطات الفعالية في ساحة مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم.
وتأتي هذا الفعالية ضمن مشروع (حِراك)، وتضمنت سلسلة من النشاطات من أهمها: عرض أفلام قصيرة عن القدس خلال جلسات مؤتمر القدس الثالث عشر ومناقشتها من قبل أ. خليل التفكجي، وعمل سوق بسطات القدس بشكل مصغر، وعرض فني لفرقة رواق القدس للدبكة الشعبية، وعرض فني لحكواتي القدس أبو سلعوم.
وشهدت الفعالية حضوراً كبيراً من الشخصيات الاعتبارية والطلبة وتفاعلاً كبيراً من قبل الحضور.