الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا: نكبة الشعب الفلسطيني تمت بوعد من بلفور وليس من الله

نشر بتاريخ: 02/11/2017 ( آخر تحديث: 02/11/2017 الساعة: 14:57 )
المطران حنا: نكبة الشعب الفلسطيني تمت بوعد من بلفور وليس من الله
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس" إن الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة انما هو حضور له تاريخ عريق فالمسيحية لم تأت الى فلسطين من اي مكان في هذا العالم بل انطلاقتها كانت من هذه البقعة المباركة التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر".
وأضاف المطران حنا" إنني ادعو ابناءنا الى ان يقرأوا تاريخ كنيستهم ويتعرفوا على تراثهم الايماني والانساني والروحي والوطني ، لا يجوز لابناءنا ان يكونوا جاهلين لتاريخهم وجذورهم العميقة في تربة هذه الارض المقدسة. نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية ولكننا نفتخر ايضا بأننا ابناء فلسطين الارض المقدسة ، نفتخر بأننا فلسطينيين ننتمي لهذه الارض وتاريخها وتراثها وهويتها وندافع عن عدالة قضية شعبها".
وأشار الى" في ذكرى وعد بلفور المشؤوم نقول بأن انحيازنا سيبقى دوما للشعب الفلسطيني واحتلال فلسطين تم بوعد من بلفور وليس بوعد من الله ولا يجوز لنا ان نقبل بأولئك الذين ينسبون الى الله ما ليس فيه، لا يجوز لنا ان نقبل بأولئك الذين يفسرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم ويبررون ويحللون ما حرمه الله، نحن نعتقد بأن الله لا يحلل القتل والعنف والتشريد وامتهان الكرامة الانسانية، ونعتقد بأن هذه القيم موجودة في الديانات التوحيدية الثلاث ونحن في ايماننا المسيحي واستنادا الى قيمنا الانجيلية نقول بأنه لا يجوز ان يُظلم او ان يُضطهد اي انسان وما حدث عام 1948 عندما اقتلع الشعب الفلسطيني من دياره ومن وطنه وارضه المقدسة ان هذا لا يمكن تبريره بأي شكل من الاشكال وما تقوم به بعض الجماعات المتصهينة في امريكا وفي غيرها من الاماكن التي تعطي تبريرات دينية لما حدث عام 48 نقول لهؤلاء بان ما حدث مع شعبنا لا يمكن تبريره بأي شكل من الاشكال ونحن نرفض ان يأتي الينا من يفسر الكتاب المقدس بطريقة مغلوطة وبناء على تأثيرات صهيونية وهؤلاء يسيئون للقيم المسيحية وللرسالة المسيحية في عالمنا التي كانت دوما وستبقى رسالة محبة واخوة وسلام وانحياز للمظلومين والمعذبين في هذا العالم".
وأكد" كلنا مستهدفون وان تعددت الوسائل والادوات والانماط التي يتم فيها هذا الاستهداف ولذلك وجب علينا كأبناء للشعب الفلسطيني ان نكون موحدين لان وحدتنا هي قوة لنا لكي نحافظ على القدس ولكي نحافظ على تراثنا الروحي والانساني والحضاري والوطني. معا وسويا مسيحيين ومسلمين ندافع عن وطننا وعن عدالة قضية شعبنا ، معا وسويا مسيحيين ومسلمين ندافع عن القدس ومقدساتها واوقافها المستباحة ونفشل كافة المؤامرات التي تستهدفنا جميعا ولا تستثني احدا على الاطلاق".
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه صباح اليوم لدى استقباله وفدا مسيحيا من منطقة عكا في الشمال الذين زاروا كنيسة القيامة والتقوا مع المطران، معبرين عن احترامهم وتقديرهم لحضوره ودفاعه عن القدس ومقدساتها واوقافها ودفاعه الدائم عن الحضور المسيحي في هذه البقعة المقدسة من العالم.
وقد جرى التداول في هذا اللقاء في جملة من القضايا والهواجس والامور المتعلقة بمدينة القدس واوقافها والحضور المسيحي فيها.