وحمّل بحر بريطانيا المسؤولية التاريخية والاعتبارية والقانونية والأخلاقية عن الوعد المشئوم وطالبها بالاعتذار للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الوعد المذكور يشكل قمة الظلم للشعب الفلسطيني، وهو في الوقت ذاته قمة العار للدولة البريطانية وحكوماتها المتعاقبة ولكل أحرار العالم.
جاءت تصريحات بحر خلال قفة احتجاجية رافضة لوعد "بلفور" بمشاركة بحر والوكيل المساعد لوزارة الثقافة د.أنور البرعاوي وأركان وزارة الثقافة وكوكبة من الوجهاء والمخاتير في قطاع غزة، صبيحة اليوم بمقر المجلس التشريعي.
ورفض بحر محاولات بعض الجهات والدول الساعية نحو التطبيع مع الاحتلال واللهث خلف إقامة العلاقات الثنائية معه سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو حتى الثقافي، داعيًا لإغلاق الأبواب العربية في وجه ممثلي الاحتلال والتضييق عليهم انسجامًا مع طموحات وتطلعات الشعوب الرافضة لقبول الاحتلال، داعيًا الرؤساء العرب لمقاطعة حكومة بريطانيا الحالية برئاسة "ماي" التي تتحدى مشاعر العرب بدعمها للكيان واصرارها وتأييدها لوعد "بلفور" بمناسبة مئويته.
وأشاد بحر بمقاومة شعبنا الرافضة لمشاريع التسوية والانهزام، مترحمًا على شهداء النفق الذين ضحوا بأرواحهم من أجل شعبهم والتمسك بمبدأ المقاومة، مضيفًا بأن المقاومة مستمرة في محاربة دولة الكيان التي أراد بلفور أن يغرسها في قلب العالم العربي كخنجر مسموم لتحقيق مصالح الغرب وضرب العالم العربي في مقتل.
من ناحيته أكد وكيل وزارة الثقافة د.أنور البرعاوي أن وعد "بلفور" مشئوم ومرفوض من قبل كل فئات الشعب الفلسطيني، مجددًا تمسك شعبنا بأرضه وقدسه وثوابته، محمّلاً بريطانيا المسئولية الاعتبارية والأخلاقية والقانونية عن كل ما ترتب على وعد "بلفور" المشئوم منذ إصدار الوعد وحتى يومنا هذا، ومطالباً بتعزيز ثقافة الأجيال العربية نحو رفض الاحتلال وعدم قبوله في المحافل الرسمية والأهلية.
وطالب البرعاوي بتعزيز الثقافة الوطنية الداعمة للمصالحة وانهاء الانقسام، داعيًا كل الأطراف للعمل على توحيد الشعب الفلسطيني بشكل عملي وليس قولاً فحسب، مشيرًا لبرامج الوزارة الثقافية الرامية للتعبير عن رفض شعبنا للوعد المشئوم والتمسك بالثوابت الوطنية والسعي نحو إيجاد جيل يؤمن بثقافة مقاومة الاحتلال.
من طرفه رفض القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمته التي ألقاها نيابة عن القوى الوطنية والإسلامية، رفض كل مشاريع التسوية مع الاحتلال، منددًا بكل الوسائل والمشاريع التي تنتقص من حقنا وتسلب أرضنا، معلنًا تمسك شعبنا بمقاومته للاحتلال حتى يندحر عن أرضنا وتعود فلسطين لأصحابها، مشددًا أن وعد "بلفور" لن يصمد تاريخيًا أكثر من ذلك لأنه وعد مرفوض ترفضه أجيال المسلمين والجماهير الحرة من طنجا إلى جاكارتا، داعيًا جماهير شعبنا لعدم الانشغال بالصراعات الجانبية والتركيز على وحدة الأمة وهدفها المركزي وهو تحرير فلسطين.
أما المختار أبو أسامة الزريعي وهو أحد وجهاء قطاع غزة فقد أكد في كلمته التي ألقاها نيابة عن الوجهاء والمخاتير بطلان المقولة الصهيونية القائلة:" أن الكبار يموتون والصغار ينسون" وأضاف بقوله:" لن ننسى أرضنا، ولن نقبل بوعد مشئوم رفضته كل الأجيال الحرة".