نشر بتاريخ: 02/11/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
بيت لحم - معا - نشرت قناة الميادين تقريرا لصحيفة هآرتس حول دخول الاسرائيليين الى لبنان كسواح على الرغم من ان القانون في اسرائيل يمنع ذلك بصفة ان لبنان "دولة معادية"، مشيرة الصحيفة ان التعاون الذي
جلب هذا المشروع السياحي إلى العالم ولد في أيار 2014 حين جاء البابا فرانسيسكوس لزيارة إسرائيل، ورافقه من يعتبر الشخصية المسيحية الرائدة في لبنان - البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي. لقد تجاهل النقد العام للزيارة إلى إسرائيل وأجرى جولة شاملة على المجتمعات المسيحية في إسرائيل. زار حيفا ويافا وأطلال قرية برعام، لكن أهم لقاء له كان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وطرح البطريرك فكرة جلب المسيحيين من إسرائيل إلى لبنان، على الرغم من أن القانون في إسرائيل يصنفه دولة معادية. وفي السنة الماضية، بدأت المبادرة تتشكل.بيروت- المحطة الأولى للزوار المسيحيين هي حريصا
هذا يحدث كل شهر، منذ أكثر من عام. العشرات من المسيحيين من كافة المذاهب والأجيال يحزمون حقائبهم ويصعدون إلى حافلة منظمة تشق طريقها إلى الحدود مع الأردن بالقرب من "بيت شان" اي بيسان، ومن هناك يصلون إلى عمان ويبقون هناك لمدة يومين ثم ينتقلون إلى مطار بيروت في رحلة حج لمدة أسبوع عبر لبنان طولاً وعرضاً. الرحلة تُنظّم حتى آخر التفاصيل، وعلى الرغم من أنها أصبحت سراً علنياً في الطائفة المسيحية في إسرائيل، إلا انها بقيت بعيدة عن الأضواء.
التعاون الذي جلب هذا المشروع السياحي إلى العالم ولد في أيار/مايو 2014. البابا فرانسيسكوس جاء لزيارة إسرائيل.
وقال رجل دين مسيحي في حديث لصحيفة "هآرتس" ساعد مع رجال من ديره من الجليل في تنظيم هذه الرحلة أن "هذه ليست رحلة سرية أو تسلل، إنها عملية منظمة في أدق تفاصيلها، لكن بسبب الحساسية نحن نحاول الحفاظ على بروفيل منخفض". وأصر، مثل العديد من الآخرين الذين تحدثت معهم صحيفة هآرتس، على أنه ينبغي ألا تكون هناك أي أبعاد سياسية. وقال إنها "زيارة دينية بحتة، رحلة للحجاج والحج، تماماً مثل حج المسلمين إلى مكة المكرمة، ونحن نذهب إلى الأماكن المقدسة المسيحية في لبنان، هكذا بدأت، وهكذا تستمر". ومع ذلك، فإن المنظمين يحثون جميع المشاركين في الرحلة بالحفاظ على بروفيل منخفض وعدم نشر أي شيء عن الزيارة.
وتعتبر زيارة المواطنين الإسرائيليين إلى لبنان استثناء، لأن القانون الإسرائيلي لا يسمح لمواطني الدولة بزيارة دولة معادية، حتى لو كانوا يحملون جواز سفر أجنبي. ومع ذلك، في الواقع، لا تنفذ إسرائيل القانون ضد المواطنين العرب في إسرائيل طالما لا يوجد خوف من إلحاق ضرر بأمن الدولة.
وبما أنه ليس هناك حظر جارف، هناك "إسرائيليون" -اي اسرائيليو الجنسية اي فلسطينيين- يزورون لبنان من وقت لآخر، ومعظمهم من الفنانين والكتاب. وعادة ما تتم دعوتهم من قبل المؤسسات الثقافية اللبنانية ويغادرون إلى لبنان باستخدام جواز سفر فلسطيني يُستصدر لهم. على سبيل المثال، الممثل محمد بكري، الذي وصل الشهر الماضي إلى بيروت لسلسلة من العروض، وحدثت زيارة أخرى في عام 2010، عندما زار رجال الدين الدروز المواقع المقدسة والتقوا بزعماء المجتمعات المحلية في لبنان. هذه حالات نادرة ومعزولة كثيراً ما تتجاهلها السلطات الإسرائيلية. واضطر بعض هؤلاء الفنانين إلى الخضوع لاستجواب قصير على الحدود الأردنية، لكن لم تتم محاكمة أي منهم.
ومع ذلك، وبما أنها مسألة حساسة، فإن الرحلة إلى لبنان والعودة تنطوي على مصاعب. يقول "ر"، أحد سكان إحدى قرى الجليل الذين شاركوا في الرحلة: "يبدأ الأمر بحقيقة أننا نسجل من خلال الكنيسة، ومن ثم يتم نقل الأسماء إلى المكتب الذي ينظم الرحلة نيابة عنها. وبعد الانتهاء من عملية التسجيل، تُرافق المجموعة إلى الأردن عبر معبر نهر الأردن، حيث يختمون جواز السفر الإسرائيلي ثم يصلون إلى عمان. وتقيم المجموعة في المدينة لمدة يومين، توقع خلالهما وزارة الداخلية الأردنية جواز سفر فلسطيني لأعضاء المجموعة. ثم من المطار الدولي في عمان إلى لبنان، حيث نقدم جواز سفر فلسطيني مع الطابع الأردني والدخول، ومن هناك نذهب إلى مقر البطريرك الماروني والبقاء هناك طوال أسبوع". ويضيف أنه لا يوجد وقت فراغ تقريباً خلال الرحلة بأكملها باستثناء ساعتين أو ثلاث ساعات في أحد المراكز التجارية في بيروت.
وأكد مسؤول فلسطيني تحدث مع صحيفة "هآرتس" أن "الجواز الفلسطيني الممنوح للزوار المسيحيين هو وثيقة سفر مؤقتة". وهو يخدم الحجاج لهذه الزيارة فقط، وعندما يعودون إلى عمان، يعاد إلى السلطة.
وقالت "ن"، التي غادرت إلى لبنان قبل بضعة أشهر، لـ "هآرتس" إنها لم تواجه أي عراقيل أو أسئلة من قوات الأمن الإسرائيلية والأردنية. ولم يكن هناك أي تأخير في مراقبة الحدود للمطار. وقدم أعضاء المجموعة جواز السفر الفلسطيني مع تصريح دخول لبنان واستقلوا الطائرة إلى بيروت دون أي مشكلة. هناك، كنا دائماً بجانب الكاهن الذي كان يرتب كل شيء مع اللبنانيين، وعبرنا دون أي خلل".
وأشارت "ن" إلى أنه قبل الرحلة، طلب من أعضاء المجموعة عدم الاختلاط مع الأجانب واللبنانيين. "إذا سئلنا، فإننا نقول إننا فلسطينيين من الأرض المقدسة وليس إسرائيليين، وطلب منا عدم وجود علامات باللغة العبرية والتركيز على الجانب الديني، أن نقول إننا وصلنا إلى الصلاة والزيارات إلى الأماكن المقدسة".
"أ"، الذي غادر إلى لبنان في الأشهر الأخيرة، أشار إلى أنه عند الدخول إلى إسرائيل من الجانب الأردني لم يخفِ هو وأصدقاؤه حقيقة أنهم كانوا في لبنان. يقول: "لماذا تخفي وتكذب، إذا سئلنا نقول لبنان، ولا يحدث شيء. بالمناسبة، من سلوك عناصر المعبر على الجانب الإسرائيلي، فهمنا أنهم يعرفون كل شيء، البعض كان يسأل كيف كان الوضع في لبنان ونجيب. ليس لدينا ما نخاف منه ونُخفيه. في المحصلة ذهبنا لزيارة مواقع مقدسة للمسيحية".
"ليس هناك وقت فراغ"
وتعتبر زيارة المواطنين الإسرائيليين إلى لبنان استثناء، لأن القانون الإسرائيلي لا يسمح لمواطني الدولة بزيارة دولة معادية، حتى لو كانوا يحملون جواز سفر أجنبي. ومع ذلك، في الواقع، لا تنفذ إسرائيل القانون ضد المواطنين العرب في إسرائيل طالما لا يوجد خوف من إلحاق ضرر بأمن الدولة.
وبما أنه ليس هناك حظر جارف، هناك إسرائيليون يزورون لبنان من وقت لآخر، ومعظمهم من الفنانين والكتاب. وعادة ما تتم دعوتهم من قبل المؤسسات الثقافية اللبنانية ويغادرون إلى لبنان باستخدام جواز سفر فلسطيني يُستصدر لهم. على سبيل المثال، الممثل محمد بكري، الذي وصل الشهر الماضي إلى بيروت لسلسلة من العروض، وحدثت زيارة أخرى في عام 2010، عندما زار رجال الدين الدروز المواقع المقدسة والتقوا بزعماء المجتمعات المحلية في لبنان. هذه حالات نادرة ومعزولة كثيراً ما تتجاهلها السلطات الإسرائيلية. واضطر بعض هؤلاء الفنانين إلى الخضوع لاستجواب قصير على الحدود الأردنية، لكن لم تتم محاكمة أي منهم.
ومع ذلك، وبما أنها مسألة حساسة، فإن الرحلة إلى لبنان والعودة تنطوي على مصاعب. يقول "ر"، أحد سكان إحدى قرى الجليل الذين شاركوا في الرحلة: "يبدأ الأمر بحقيقة أننا نسجل من خلال الكنيسة، ومن ثم يتم نقل الأسماء إلى المكتب الذي ينظم الرحلة نيابة عنها. وبعد الانتهاء من عملية التسجيل، تُرافق المجموعة إلى الأردن عبر معبر نهر الأردن، حيث يختمون جواز السفر الإسرائيلي ثم يصلون إلى عمان. وتقيم المجموعة في المدينة لمدة يومين، توقع خلالهما وزارة الداخلية الأردنية جواز سفر فلسطيني لأعضاء المجموعة. ثم من المطار الدولي في عمان إلى لبنان، حيث نقدم جواز سفر فلسطيني مع الطابع الأردني والدخول، ومن هناك نذهب إلى مقر البطريرك الماروني والبقاء هناك طوال أسبوع". ويضيف أنه لا يوجد وقت فراغ تقريباً خلال الرحلة بأكملها باستثناء ساعتين أو ثلاث ساعات في أحد المراكز التجارية في بيروت.
وأكد مسؤول فلسطيني تحدث مع صحيفة "هآرتس" أن "الجواز الفلسطيني الممنوح للزوار المسيحيين هو وثيقة سفر مؤقتة". وهو يخدم الحجاج لهذه الزيارة فقط، وعندما يعودون إلى عمان، يعاد إلى السلطة.
وقالت "ن"، التي غادرت إلى لبنان قبل بضعة أشهر، لـ "هآرتس" إنها لم تواجه أي عراقيل أو أسئلة من قوات الأمن الإسرائيلية والأردنية. ولم يكن هناك أي تأخير في مراقبة الحدود للمطار. وقدم أعضاء المجموعة جواز السفر الفلسطيني مع تصريح دخول لبنان واستقلوا الطائرة إلى بيروت دون أي مشكلة. هناك، كنا دائماً بجانب الكاهن الذي كان يرتب كل شيء مع اللبنانيين، وعبرنا دون أي خلل".
وأشارت "ن" إلى أنه قبل الرحلة، طلب من أعضاء المجموعة عدم الاختلاط مع الأجانب واللبنانيين. "إذا سئلنا، فإننا نقول إننا فلسطينيين من الأرض المقدسة وليس إسرائيليين، وطلب منا عدم وجود علامات باللغة العبرية والتركيز على الجانب الديني، أن نقول إننا وصلنا إلى الصلاة والزيارات إلى الأماكن المقدسة".
"أ"، الذي غادر إلى لبنان في الأشهر الأخيرة، أشار إلى أنه عند الدخول إلى إسرائيل من الجانب الأردني لم يخفِ هو وأصدقاؤه حقيقة أنهم كانوا في لبنان. يقول: "لماذا تخفي وتكذب، إذا سئلنا نقول لبنان، ولا يحدث شيء. بالمناسبة، من سلوك عناصر المعبر على الجانب الإسرائيلي، فهمنا أنهم يعرفون كل شيء، البعض كان يسأل كيف كان الوضع في لبنان ونجيب. ليس لدينا ما نخاف منه ونُخفيه. في المحصلة ذهبنا لزيارة مواقع مقدسة للمسيحية".
1800 دولار
بعد الهبوط في بيروت، المحطة الأولى للزوار المسيحيين هي حريصا. ومن هناك يذهب المسافرون إلى درة تاج الزيارة - بلدة عنايا في وسط لبنان. كما يزور السياح قرية مغدوشة جنوب شرق صيدا وزحلة وعدة مواقع في سهل البقاع بما فيها مدينة بعلبك.
وتبلغ تكلفة الرحلة حوالي 1800 دولار للشخص الواحد، وهي ليست رخيصة بالنسبة لبلدان مثل الأردن ولبنان، ولكنها تشمل أيضا المكوث في عمان والرحلة إلى بيروت والعودة. ويشرح المشاركون أنه سعر معقول لفرصة مرة واحدة في الحياة. في المتوسط، كل شهر تذهب مجموعة من 50 شخصاً، وأحياناً حتى مجموعتين.
وفقاً لـ "س"، أعضاء المجموعة تلقوا تعليمات واضحة حول الأماكن التي يزورونها، ويحظر عليهم الذهاب إلى أماكن أخرى دون علم المنظمين. وتضيف أن "لبنان بلد رائع من حيث المناظر الطبيعية، وعندما تكون هناك فرصة مثل هذه فلما لا، هناك اليهود الذين يذهبون إلى تونس والمغرب، لذلك لا أعتقد أن هناك شيئاً غير عادي هنا".
ووفقاً لأحد الكهنة الذين شاركوا في الرحلة، فإن ترتيب الرحلة يتم من خلال مكتب تابع للكنيسة المارونية - أكبر طائفة مسيحية نفوذاً في لبنان، ومنها الرئيس ميشال عون والبطريرك الراعي – الذي يساعد على إزالة العقبات البيروقراطية مع اللبنانيين. وأضاف "من الواضح أن هناك صمتاً وفهماً من جميع الأطراف: إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ولبنان والحقيقة هي أنه لم تكن هناك حوادث أو مخالفات ولم يتم استجواب أحد او اعتقاله من قبل أي جانب طالما أن أعضاء المجموعة يلتزمون بالخطة والجولة".
يغضون الطرف
على الرغم من أنه وفقاً لشهادات المشاركين والمنظمين عن غض الطرف من قبل لبنان، قبل بضعة أشهر تسببت الرحلة المنظمة بعاصفة بعد أن نشرت وسائل إعلام عن وجود الزيارة وهاجمت السلطات لسماحها بدخول إسرائيليين. وأثار الخبر نقاشاً عاماً، وكان هناك أيضاً من زعموا أنه يجب أن يكون للمسيحيين في لبنان نفس الحق في زيارة كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم. ومع ذلك، سرعان ما سقطت القضية عن جدول أعمال وسائل الإعلام. ويؤكد مصدر لبناني مطلع على التفاصيل أنها مسألة حساسة جداً. فمن ناحية، أوضح أن لبنان يحاكم المواطنين الذين يزورون إسرائيل، من ناحية أخرى، لا يريد منع هذه الزيارات. وأضاف أن "لبنان بلد معقد جداً، ولعبة الطائفية تلعب دوراً محورياً في كل قرار، وهذه مسألة تتعامل معها البطريركية المارونية، وهي مؤسسة قوية جداً في البلاد. ما دامت الزيارة محددة بأنها دينية، لن يعارضها أحد، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بدخول أموال إلى لبنان".