مدى: 27 انتهاكا اسرائيليا وواحد فلسطيني للحريات الاعلامية
نشر بتاريخ: 04/11/2017 ( آخر تحديث: 04/11/2017 الساعة: 15:21 )
رام الله- معا- شهد شهر تشرين الاول ارتفاعا طفيفا جدا في عدد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين مع تغيير واضح في عنفها وخطورتها فضلا عن انها انحصرت تقريبا في الاعتداءات الاسرائيلية مقابل استمرار تراجع الانتهاكات الفلسطينية حيث لم يسجل غير انتهاك فلسطيني وحيد طوال هذا الشهر.
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال شهر تشرين اول الماضي ما مجموعه 28 اعتداء ضد الحريات الاعلامية في فلسطين (شهد ايلول الذي سبقه 26 انتهاكا) ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 27 اعتداء منها في حين سجل انتهاك فلسطيني وحيد تمثل باستدعاء واستجواب أحد الاعلاميين.
الانتهاكات الاسرائيلية:
ارتفع عدد الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي من 22 خلال شهر ايلول الى 27 اعتداء خلال تشرين أول، جاءت جميعها تقريبا ضمن الاعتداءات بالغة الخطورة والجسامة، بل انها الاشد خطورة على الحريات الاعلامية والصحافيين التي سجلت خلال شهر واحد منذ مطلع العام الجاري.
وشملت موجة اعتداءات جيش الاحتلال الاسرائيلي اقتحام ومصادرة وتخريب معدات واغلاق ما مجموعه 10 مقار ومكاتب لشركات "بال ميديا" و"ترانس ميديا" و "رمسات" في مدن رام الله والخليل وبيت لحم ونابلس، ما يضع 94 صحافيا وموظفا يعملون في هذه المؤسسات خارج ميدان العمل والفعل الاعلامي، ويوقف تزويد ما لا يقل عن 15 فضائية تلفزيونية محلية وعربية واجنبية بالمواد الاعلامية التي كانت تقدمها لها هذه الشركات، هذا الى جانب الخسائر الجسيمة التي تكبدتها جراء مصادرة وتخريب معداتها واغلاقها لستة شهور مقبلة ما قد يخرجها نهائيا من سوق العمل الاعلامي، وهو ما تسعى له سلطات وقوات الاحتلال الاسرائيلي من وراء معظم اعتداءاتها ضد الحريات الصحافية، اي ابعاد الصحافة عن الميدان والتعتيم على ما يجري على الارض من اعتداءات اسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وترافقت هذه الاعتداءات الجسيمة مع اعتقال قوات الاحتلال اربعة اعلاميين، اثنان منهم يعملان في "ترانس ميديا" التي طالتها عمليات الاغلاق والتخريب سالفة الذكر وهما مدير الشركة في الخليل عامر الجعبري ومديرها الاداري ابراهيم الجعبري فضلا عن محاولة اخضاع عناصر امن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مصور وكالة الصحافة الاوروبية الصفدي لتفتيش عار ومهين لدى توجهه لتغطية زيارة رئيس الوزراء الاسترالي ما دفعه للانسحاب وعدم تغطية ذاك الحدث.
الانتهاكات الفلسطينية:
واصلت الانتهاكات الفلسطينية تراجعها، وانخفضت من 4 انتهاكات خلال شهر ايلول الى انتهاك وحيد هذا الشهر تمثل باستدعاء واستجواب احد الاعلاميين في الضفة الغربية.
ويدلل هذا التراجع الواضح في عدد الانتهاكات الفلسطينية الذي يقترب من الصفر، على ان الانقسام السياسي الداخلي وحالة التوتر الناجمة عن ذلك كانت تغذي وتتسبب في القسم الاكبر منها، وان اجواء المصالحة وحالة التفاؤل بنجاحها وما اعلنه وابداه الطرفان من حسن نوايا بهذا الشأن انعكس ايجابا على مختلف الجوانب بما في ذلك خفض بل توقف الانتهاكات التي تستهدف الحريات الاعلامية.