نشر بتاريخ: 05/11/2017 ( آخر تحديث: 05/11/2017 الساعة: 14:12 )
غزة- معا- دعا حزب الشعب بمحافظة رفح إلى القيام بكل ما يعزز مسار المصالحة الوطنية على طريق الانتهاء الكلي من حالة الانقسام وتداعياتها الكارثية، والانطلاق نحو إستراتيجية وطنية جامعة وموحدة لمواجهة التحديات القائمة بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والإجتماعية.
جاء ذلك حلال الندوة السياسة التي نظمها حزب الشعب الفلسطيني في محافظة رفح بمناسبة الذكرى المئوية لوعد "بلفور"، والتي شارك فيها العشرات من قيادة وكوادر الحزب في المحافظة، بحضور عضو المكتب السياسي للحزب نافذ غنيم، وعضوي اللجنة المركزية للحزب حجازي أبو شنب وتيسير أبو خضرة.
وفي مداخلته، أوضح غنيم مضمون وعد "بلفور" وسياقه التاريخي والغرض منه، مشيراً إلى أن هناك مغالطات كثيرة تعتبر هذا الوعد قد أعطى لليهود وطن ودولة، موضحاً أن حقيقة الأمر أنه تضمن وفقاً لما جاء عليه النص "وعد بإقامة مقام قومي في ارض فلسطين للشعب اليهودي"، وليس وطنا ولا دولة، مضيفاً بأن الحركة الصهيونية وبدعم من بريطانيا قد رسخت فيما بعد هذا المقام باتجاه نشوء وقيام دولة إسرائيل، بهدف الحفاظ على مصالح الدول الاستعمارية في المنطقة ولوأد أي إمكانية لتطور المنطقة العربية بما يعزز مكانتها في المنطقة وعلى المستوى الدول .
وقال" إن كل ما عاناه شعبنا فيما بعد من حروب ومجازر وكوارث ومؤامرات إلى يومنا هذا كان بسبب هذا الوعد المشئوم، والذي يجب أن تقوم بريطانيا اليوم بالتكفير عن جريمتها هذه التي ارتكبتها بحق شعبنا، لاسيما على مستوى الاعتراف بالحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
واعتبر غنيم" أن أصعب مرحلة عاناها شعبنا الفلسطيني هي مرحلة الانقسام الداخلي، مشيراً إلى أن إنطلاق قطار المصالحة هو أمر هام جداً، ولكن تحقيق المصالحة الكلية وإنهاء حالة الانقسام بتداعياتها كافة بحاجة للمزيد من الوقت ولجهود متواصلة من قبل الجميع لمعالجة كافة التفاصيل، وهذا ما يجرى استكماله الآن، وما ستفضي إليه لقاءاتنا القادمة في القاهرة ".
كما تساءل عن طبيعة المصالحة التي نريدها، قائلا" نحن نريد مصالحة وطنية تشكل رافعة للمشروع الوطني، وتمكننا من مواجهة أي مشاريع تصفوية مهما كانت، ونريدها لأجل استعادة مكانة النظام السياسي الفلسطيني على أسس الديمقراطية والشراكة، كما نريدها لإعانتنا على معالجة قضايا الجماهير وحل مشكلاتهم التي تراكمت خلال العشر سنوات الأخيرة وبخاصة في قطاع غزة، وبما يعزز صمودهم ويرفع وتيرة مشاركتهم في المعركة الوطنية".
من ناحيته، أشار أبو شنب للمخاطر التي ترتبت على وعد "بلفور" الذي وصفه بالخنجر في خاصرة المنطقة الغربية، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني لم يتوان منذ تلك الفترة عن مقاومة السياسة الاستعمارية البريطانية وما تبعها في المنطقة، سواء كان ذلك بمقاومة عصابات الإجرام الصهيونية واندلاع ثورة البراق عام 1929، وكذلك ثورة عام 1936، مروراً بمقاومة مشاريع التوطين، وصولا لانطلاقة الثورة المعاصرة وإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية التي جسدت الهوية الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى الانتفاضتين الأولى والثانية، مؤكداً على أن صمود الشعب ونضاله هو ما مكن من البقاء فوق الأرض ومقاومة كافة المشاريع التي استهدفت المشروع الوطني.
وقال أبو شنب إن واقع الانقسام شكل ربحاً صافياً لمصالح الاحتلال الإسرائيلي، وأضاع ما يزيد عن عشرة سنوات من عمر الشعب، ورسخ الكثير من المسلكيات التي أخذت الشعب لكارثة حقيقية، مضيفا" لذلك ونحن نمضي الآن نحو تحقيق المصالحة علينا أن نحذر أصحاب المصالح، ومن الممارسات الإسرائيلية التي لن تتوقف عن سياسة خلط الأوراق لأجل إفشال المساعي القائمة الآن، لذا فإننا بحاجة إلى الحكمة والشجاعة في التعامل مع كافة المتغيرات، وعلينا الاتفاق على إستراتيجية وطنية قائمة على الفعل الفلسطيني بما يحقق المصلحة الوطنية العليا، وبما يجنبنا منطق رد الفعل الذي يجبرنا عليه الاحتلال الإسرائيلي".
كما دعا إلى الإسراع في علاج المشكلات القائمة ووقف كافة الإجراءات التي اتخذت بحق أبناء الشعب في قطاع غزة، بما في ذلك التدقيق والتريث في معالجة قضايا الموظفين وتجنب قدر الإمكان تحميلهم أعباء التقاعد المبكر الذي فاجأهم ليخلط أوراق حياتهم بطريقة مأساوية، مثمنا وقف الضرائب الإضافية التي فرضتها حكومة حماس السابقة على كافة البضائع التي يتم إدخالها لقطاع غزة .
من ناحيته، طالب أبو خضرة كافة أعضاء الحزب لتفعيل الحياة الداخلية للحزب، وتعزيز الانخراط والتفاعل مع قضايا الجماهير، مؤكداً بأن الحزب لا يمكن أن يكون مؤثرا في الحياة السياسية والاجتماعية الفلسطينية، إن لم يحسن بناءه الداخلي، مشيداً بمشاركة أعضاء الحزب في كافة الفعاليات الوطنية التي يشارك فيها الحزب إلى جانب القوى الوطنية والإسلامية الأخرى.