القدس المفتوحة تختتم المؤتمر السادس للتراث الشعبي في جنين والجليل
نشر بتاريخ: 09/11/2017 ( آخر تحديث: 14/11/2017 الساعة: 09:35 )
جنين - معا - اختتمت جامعة القدس المفتوحة، يوم الخميس الموافق 09/11/2017م، فعاليات مؤتمرها السادس للتراث الشعبي بعنوان: "التراث الشعبي في محافظة جنين والجليل: هوية وانتماء"، بمهرجان تراثي فني أقيم في مدينة الناصرة بالداخل.
وأوصى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر بالعمل على إيجاد منهاج فلسطيني يدرَّس لطلاب المدارس والجامعات خاص بالتراث الشعبي ودوره في تعزيز الانتماء والهوية، على أن يقوم بإعداده أكاديميون متخصصون بالتراث الفلسطيني. ثم دعوا إلى إقامة المهرجانات، والمعارض، والمؤتمرات التراثية داخل الوطن وخارجه، من أجل التعريف بالتراث ونشره.
عقد المؤتمر، برعاية كريمة من سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، قُدّم فيه اثنان وعشرون بحثاً وورقة عمل من خلال أربع جلسات علمية، تخللتها مناقشات من الحضور لتحديد أهم المشكلات والتحديات التي تواجه التراث الشعبي الفلسطيني بوجه عام، وفي محافظة جنين والجليل بوجه خاص، ومواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية بهدف الحفاظ عليه، وتركيز مفهوم المشاركة الشعبية في دعم الخطط الداعية إلى الإسهام في تطوير الفكر البحثي في مجال التراث الشعبي، وتعزيز الروابط بين مكونات الشعب الفلسطيني للحفاظ على الهوية والتاريخ والتراث.
وألقى نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. سمير النجدي، كلمة في المهرجان الذي أقيم في الناصرة، قال فيها: "أنقلَ إليكم تحياتِ أهلكمْ وأخوتكمْ الذين يشاطِرونكم بشائر الأمل والفرح، ومشاعر الألم والمعاناة، وأشكُركم بالأصالةِ عن نفسي وباسمِ جامعة القدس المفتوحة، جامعة الوطن والمواطن، طلبةً وأساتذةً وإداريين، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس الجامعة، وأُثمن عالياً مشاركَتكُمْ وتعاونَكُم في تنظيمِ مؤتمرِ التراث الشعبي الفلسطيني السادس، وإقامةِ هذا المهرجانِ الحافل، المكمِّل لمهرجان التراث الذي أقمناه يوم أمس في محافظة جنين".
وقال إن هذه المشاركة إن دلت على شيء، فعلى محبَّتِكم وتعلَّقكم بتراثِ شعبنا الفلسطيني، رمزِ هويتنا ووجوِدنا وتجذُّرِنا في أرضنا الطيبة المباركة، ومؤكدين على وحدة هذا التراث التليد في تعبيره الأزلي عن هُويتنا وإنسانيتنا ووجودنا المتجذِّر في تربة هذا الوطن منذُ آلافِ السنين.
وأضاف إن المهرجان يعبر أصدقَ تعبيرٍ عن تراِثنا ورائحةِ أجدادِنا وأصالةِ حضارتِنا، "ولا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أتوجه باسم جامعِتِكُم، جامعةِ الفرحِ والمحبَّة والوحدةِ الوطنية، بالشكرِ الجزيلْ والثناءِ الجليلْ لكل من أسهم في إنجاح هذا المهرجان، وأخص بالذكر بلديةَ الناصرة وطواقمها الإداريةَ والفنية، الذين بذلوا جهدَ المُستطيع في الإعداد والتنظيم والمتابعة، وجسَّدوا روحَ التعاون البنَّاء والمشاركةَ الخلاقة في أسمى معانيها، آملاً أن تكونَ هذه المناسبةُ العزيزة بدايةَ خيرٍ وخطوةً تتلوها خطوات لتعاون أشملَ وأرحبَ في مختلفِ المجالاتِ العلميةِ والتربويةِ والفنيةِ".
أبرز توصيات المؤتمر
قرأ البيان الختامي الذي تضمن التوصيات رئيسُ اللجنة العلمية للمؤتمر، عميد البحث العلمي أ. د. حسني عوض.
وأوصى المشاركون بتوفير قاعدة بيانات واضحة للمواقع الأثرية من خلال إجراء مسح أثري شامل، وعمل مخططات أولية لها، وتوثيقها وتصويرها وأرشفتها ضمن أرشيف إلكتروني وطني مصنف ومفهرس.
وطالب المشاركون بالعمل على تسجيل المواقع والمباني التراثية ضمن التراث العالمي، وذلك من أجل حمايتها من السرقة والهدم والتجريف.
ودعا المشاركون أيضاً إلى العمل على إيجاد منهاج فلسطيني يدرَّس لطلاب المدارس والجامعات خاص بالتراث الشعبي ودوره في تعزيز الانتماء والهوية، على أن يقوم بإعداده أكاديميون متخصصون بالتراث الفلسطيني. ثم دعوا إلى إقامة المهرجانات، والمعارض، والمؤتمرات التراثية داخل الوطن وخارجه، من أجل التعريف بالتراث ونشره.
وشدد المؤتمرون على ضرورة إنتاج الأفلام والبرامج الوثائقية التلفزيونية والإذاعية ذات العلاقة بالتراث الشعبي للتعريف به. وطالبوا منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بالمساعدة في حماية التراث الفلسطيني من التزوير والسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا المشاركون أيضاً إلى إقامة مجسم للقرية الفلسطينية التراثية، لتبقى حاضرة في الذاكرة الفلسطينية، وإلى إحياء المهرجانات والأنشطة المدرسية المتخصصة لتكريس الألعاب الشعبية لدى طلبة المدارس، وطالبوا بتقديم الدعم للمؤسسات والجمعيات التي تعمل على حفظ التراث.
ثم أهاب المشاركون بذوي الاختصاص إنشاء فرق عمل تعنى بالتراث الشعبي الشفوي المتمثل في (الزجل والحكايات الشعبية والأمثال) لتوثيقها وتأصيلها وتوظيفها في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية. ووجهوا دعوة لأصحاب المحلات التجارية في سوق الخواجات بالناصرة إلى إعادة عرض نماذج من الملابس والأزياء الشعبية الفلسطينية التي كانت سائدة خلال القرن( 19) وأوائل القرن ( 20).
ودعا المؤتمر أعضاء هيئة التدريس المشرفين على مشاريع التخرج في جامعة القدس المفتوحة والجامعات الفلسطينية الأخرى إلى توجيه الطلبة لإجراء مشاريع تخرجهم حول التراث بأشكاله المختلفة.