اغلاق العريش امام الفلسطينيين وترك الحدود مفتوحة- ومخاوف اسرائيلية من تكرار التجربة على معابر اخرى
نشر بتاريخ: 27/01/2008 ( آخر تحديث: 27/01/2008 الساعة: 11:13 )
غزة- معا- اغلقت قوات الأمن المصري اليوم الأحد أبواب مدينة العريش المصرية بالكامل أمام الفلسطينيين المتدفقين إليها, في حين تركت مدينة رفح المصرية والحدود مشرعتين امام المواطنين الذين لا زالوا يتدفقون بقوة إلى الأراضي المصرية لليوم الخامس على التوالي.
وأفاد شهود عيان ومصادر أمنية ان قوات الشرطة الـمصرية قامت منذ صباح اليوم وأمس بإغلاق جميع محلات العريش بالقوة.
وقالت الـمصادر الأمنية أن قوات أمنية كبيرة انتشرت بأعداد لا مثيل لها ومنعت التجول بالشوارع، وأصدرت أوامرها لجميع الـمحلات والأسواق بالإغلاق، حتى ان محطات البنزين لـم تسلـم من الإغلاق، في حين أن العديد من محطات الوقود فرغت من المحروقات وأغلقت أبوابها إلى حين التزود بها من القاهرة ومن مدن مصرية أخرى.
ويشار إلى أن مدينة العريش أصبحت خالية تماماً من الـمارة الـمصريين، واقتصر التواجد في الشوارع على الفلسطينيين الذين يجوبون الشوارع باحثين عن اي محل للشراء.
وفي الداخل يلحظ تحفظ تجار قطاع غزة على البضائع التي قاموا بجلبها من الأراضي المصرية.
وقال مدير مباحث التموين بوزارة الداخلية بالحكومة المقالة كمال أبو سلمية في تصريح صحفي اليوم انه ساعة طرحها بالسوق سيتم فرض الرقابة على التجار والأسعار على حد سواء.
من جانب آخر دخل اعتصام العشرات من الفلسطينيين ( الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات ) يومه الخامس أمام مبنى وزارة الداخلية بمحافظة سيناء المصرية، مطالبين المسؤولين المصريين السماح لهم بالتوجه لمطار القاهرة الدولي من أجل السفر لبلدانهم ( للدراسة أو العلاج أو الرجوع للبيت).
وقالت مصادر فلسطينية، إنه ولليوم الخامس على التوالي يعتصم العشرات من الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات أمام مقر الداخلية المصرية في سيناء، في ظل البرد القارس وقد بدأت النقود تنفد من بعضهم، و بدأ الإحباط واليأس يسيطر على المعتصمين، نتيجة عدم التجاوب مع مطالبهم حتى اللحظة".
وأشارت المصادر إلى أن المرضى حصلوا على تحويلات العلاج في مصر أو الخارج منذ ما يزيد عن 7 شهور، أما الطلبة لديهم التأشيرات اللازمة وقد تغيبوا عن مقاعد دراستهم في البلاد العربية والأجنبية وهم مهددون بالفصل، موضحة أن أصحاب الإقامات يريدون العودة لبيوتهم ولأهلهم.مخاوف اسرائيلية من تكرار ما حدث على الحدود المصرية باتجاه المعابر مع اسرائيل.
مخاوف اسرائيلية :
و تساءل الكاتب والمحلل الصحفي الاسرائيلي اليكس فيشمان في مقال نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية اليوم عن ما يمنع حماس وبعد النجاح الذي حققته باختراق الحدود مع مصر من تكرار هذه التجربة باتجاه الحدود مع اسرائيل والمعابر التي تربطها بقطاع غزة علما بانها لا تحتاج في مثل هذه الحالة الى مئات الالاف بل يكفي لاتمام المهمة عشرات الالاف يتقدمهم النساء وهن يحتضن الاطفال على اذرعهن .
وقال الكاتب :ماهي الاوامر التي يتحصن خلفها الجيش ؟ ماذا يستطيع ان يعمل ؟ وهل صدرت اوامر محددة بمثل هذه الحالات اصلا ؟ وهل اعطى احد رأيا او توصية بهذا الخصوص؟ الجواب هو لا حسب فيشمان .
واضاف الكاتب قائلا بان التعليمات التي تمتلكها القيادة الجنوبية اليوم تتعلق فقط بعمليات تفريق مثيري الشغب بالقرب من جدار الحدود اي في حال وصل عشرات المتظاهرين الى مسافة 300 متر من جدار الحدود يطلق الجنود النار في الهواء وبعد ذلك على الارجل واذا شعروا بخطر يهدد حياتهم يطلقون النار بهدف القتل وهل يخطر ببال احد ان يطلق الجنود النار على نسوة يحملن اطفالهن واولاد يسيرون نحو جدار الحدود ؟ ،طبعا لا ، اذا على احد ما ان يفكر ويخطط لكيفية التصرف بمثل هذه الحالة وعدم ترك الامر لتقدير الضباط في الميدان يوم الامتحان .
وقال فيشمان ان مثل هذا السيناريو قد يبدو غير واقعي لكن كل ما يجري في غزة حاليا يعتبر غير واقعي حيث كسرت جميع القواعد التي تحكم اللعبة وان ما جرى خلال الايام الماضية يعتبر خطوة دراماتيكية خلقت واقعا جديدا بكل ما تعني الكلمة .
واضاف:مثلما لم نفهم قبل ست سنوات مغزى صواريخ القسام ولم نستعد لها نكرر نفس الامر فيما يتعلق بما جرى على الحدود مع مصر حيث تتبلور امام ناظرينا مسيرة تاريخية دون ان يفهم احد الى اين ستقودنا وجل همنا البحث عن اجابات فورية هل هذا الامر جيد ام سيئ بالنسبة لليهود؟ ويتغير مزاج المسؤولين عندنا يوميا تبعا لما يجري هناك متناسين ان الحدث التاريخي الجاري على حدود مصر غزة مثل كرة الثلج قد يتطور باتجاهات ايجابية مثل عقد اتفاقيات جديدة مع المصريين والفلسطينيين او انفصال اسرائيلي كامل عن غزة وتحويل امرها لمصر والعالم العربي وايضا يمكن ان يتطور الى كارثة اقليمية من خلال زعزعة نظام حكم الرئيس مبارك وتعميق العداء بين مصر واسرائيل وتحويل الحدود بين البلدين الى حدود ارهابية بعد ان كانت هادئة .
ورأى الكاتب ان اسرائيل تلعب دور اللاعب الثانوي في هذا الحدث التاريخي ودرجة تأثيرها على سير الحدث ثانوية.
كما راى ان الرئيس ابو مازن والحكومة في رام الله غير موجودة في الازمة داعيا الى دراسة جدوى التفاوض واضاف : اذا كنا نحن ثانويين في هذا الحدث التاريخي فان ابو مازن ورام الله غير موجودين ويجب دراسة جدوى التفاوض القائم خاصة وان اللاعبين الاساسيين حاليا هم الفلسطينيون " حماس " ومصر والعالم العربي.