الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تنتقل المبيدات الحشرية من المرأة الحامل الى جنينها؟

نشر بتاريخ: 22/11/2017 ( آخر تحديث: 22/11/2017 الساعة: 13:04 )
هل تنتقل المبيدات الحشرية من المرأة الحامل الى جنينها؟
رام الله - معا - دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الجهات الرسمية المعنية الى المراجعة الدورية وبشكل علمي موضوعي لانواع وكميات المبيدات المستخدمة في بلادنا، سواء اكانت تلك التي تستخدم في الزراعة او التي يتم استعمالها في مجالات الصحة العامة، بحيث يتم تحديث قائمة المبيدات المستعملة في بلادنا بناء عل نتائج الدراسات والابحاث المتعلقة بالمبيدات والتي يتم نشرها عالميا بشكل متواصل، وكذلك الى اتخاذ اجراءات صارمة وتطبيق قوانين رادعة بحق من يقوم بتهريب مبيدات خطيرة ومحظورة الى بلادنا، وكذلك الى تشديد الرقابة وحملات التفتيش على استيراد وأماكن تخزين المبيدات وعلى محلات بيع المبيدات.
واشار الى دراسات متعدده ربطت بين تعرض المرأه الحامل الى مبيدات مختلفة ومن ثم انتقالها الى الجنين خلال فترات الحمل وما لذلك من تأثيرات قصيرة وبعيدة المدى على الاجنة والاطفال، قد تتمثل بالتخلف العقلي وضعف النمو وامراض مزمنة خطيرة.
وطالب بالعمل للحد من الملوثات الكيميائية المنتشرة في البيئة الفلسطينية، ومن ضمنها المبيدات الكيميائية، سواء اكانت تتواجد في الطعام او في المياه او في الهواء، والى اتباع ممارسات صحية، لمقاومة الارتفاع المتزايد في نسبة الامراض غير السارية في بلادنا بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص.
ونوه د. أبو قرع الى تقارير وزارة الصحه التي تؤكد التصاعد الكبير في نسبة الاصابة بالامراض السرطانية في بلادنا، وبالتالي زيادة عدد الوفيات نتيجة هذه الامراض، ومن ضمن ذلك التقرير الذي صدر عن مركز المعلومات الصحية الفلسطيني قبل فترة، والذي اشار الى ان الامراض السرطانية باتت تشكل المسبب الثاني للوفاة في فلسطين، وان اكثر امراض السرطان انتشارا هي سرطانات الرئة والثدي، وحتى ان بعض الدراسات اشارت الى تزايد حالات السرطان في المناطق الزراعية المكثفة.
وبين أن تداول الانباء عن وجود بقايا للمبيدات في الطعام، يمكن إن يحدث إرباكا للمواطن الذي يستهلك يوميا خضارا وفواكه ولحوم ومنتجات البان وما الى ذلك، وكذلك يشير الى مدى اهمية موضوع المبيدات الكيميائية، سواء من حيث استيرادها، وبيعها، وتخزينها واستعمالها وكذلك كيفية التعامل مع مضاعفات الاستخدام غير السليم لها، وهذا يؤكد كذلك على الدور الهام الذي يجب ان تلعبه الجهات الرسميه فيما يتعلق بتسجيل واستعمال ومراقبة المبيدات الكيميائية في فلسطين.
واردف أبو قرع ان هناك آثار صحية آنية للتعامل غير السليم مع المبيدات، حيث قد يؤدى استخدام مبيدات إلى تسمم الإنسان، والتأثير على سلامته بشكل فوري، مثل استخدام المبيدات الفسفور عضوية، ومبيدات الكارباميت التي بعضها يستخدم في فلسطين، التي لها آثار مباشرة على انزيمات الدم والجهاز العصبي إذا تعرض لها الإنسان في الحقل أو من خلال استهلاك الطعام، وهناك فئات معينة كالأطفال والنساء الحوامل واجنتهم هم الأكثر تأثراً من خلال التعرض لهذه المبيدات، لان معظم المبيدات الحشرية تعمل من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
وبين ان هناك اثار صحية بعيدة المدى للمبيدات، وهذا هو الأخطر، حيث يتعرض الإنسان إلى كميات قليلة من المبيدات، سواء من خلال التواجد في البيئة المحيطة أو من خلال بقايا الطعام، ومع الزمن تبدأ الآثار السلبية تظهر على شكل أمراض خطيرة، كالأمراض العصبية، امراض السرطان، أمراض الجهاز التنفسي، والتشوهات الخُلقية عند الأطفال، خاصة أن العديد من المبيدات تنتقل من الأم إلى الجنين من خلال الحبل السري، وما لذلك من عواقب وخيمة