غزة -معا- أكد نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن اليوم الجمعة الموافق 24 / 11 / 2017 يصادف مرور 34 عاما على إنجاز أضخم صفقة تبادل للأسرى في 24 نوفمبر 1983 كان أشرف عليها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وأمير الشهداء خليل الوزير أبو جهاد نائب القائد العام لقوات العاصفة حيث تم خلالها إطلاق سراح وتحرير 4600 أسير فلسطيني ولبناني مقابل 6 جنود إسرائيليين .
وأضاف الوحيدي بحسب رواية قائد المجموعة الفدائية التي نفذت العملية المناضل عيسى حجو وبلدته الأصلية طبريا ( التحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والثورة الفلسطينية في العام 1968 ) التي نشرت تفاصيلها المثيرة على صفحات الوكالات والأنباء وما جاء عبر وسائل الإعلام بعنوان تفاصيل مثيرة لأكبر عملية تبادل للأسرى وما ورد في المصادر التاريخية أن المجموعة الفدائية قامت في صباح يوم السبت 4 / 9 / 1982 بأسر دورية إسرائيلية كانت اعتادت المرور مشيا على الأقدام في وقت محدد إلى الشمال من منطقة بحمدون عبر واد كثيف الأشجار وشديد الوعورة باتجاه قرية حمانا اللبنانية التي كانت تحت السيطرة السورية بسبب عدم قدرة الآليات على الدخول في تلك المناطق .
انطلقت المجموعة الفدائية من القاعدة السرية وأفرادها يرتدون بزات عسكرية مشابهة للبزات التي يرتديها عناصر حزب الكتائب اللبناني وفي حوزتهم أسلحة من نوع كلاشينكوف ألماني في حين كانت آلية عسكرية إسرائيلية قد أفرغت حمولتها من عدد 8 جنود مدججين بالأسلحة والذخائر والمؤن التي تكفيهم ليوم واحد وبسبب وعورة الطريق أمام الجنود الإسرائيليين وحرارة الصيف فقد أخذ التعب من الجنود الإسرائيليين فجلسوا على الأرض ولفوا 3 منهم بالحراسة وكان الكمين الفدائي يرصدهم عن قرب .
ويكمل المناضل عيسى حجو في روايتة حول إتمام صفقة التبادل في 23 – 24 نوفمبر 1983 التي نشرت في وكالة معا في 17 / 10 / 2011 أنه في ساعة الصفر انطلق قائد المجموعة المناضل عيسى حجو إلى وسط الدورية الإسرائيلية مصافحا أحدهم على أنه من حزب الكتائب وقد تحدث معه بالفرنسية التي يجيدها مركزا النظر إلى جندي اسرائيلي آخر يضع بندقيته ( جاليلو ) بجانبه ليلحق به فدائي آخر من المجموعة حسب الخطة التي رسمها الفدائيون وفي تلك اللحظة أشهر قائد المجموعة سلاحه موجها إلى بطن ذاك الجندي المستلقي على الأرض ما أدى لحالة من الرعب والذهول بين صفوف الجنود الإسرائيليين وتم حصار الدورية بشكل كامل .
وقال نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بحسب رواية المناضل عيسى حجو قائد المجموعة الفدائية فقد استسلم جنود الدورية الإسرائيلية للفدائيين في مدة لا تتجاوز 7 دقائق وقد أمروهم بالنزول إلى أحد المدرجات ليتم نقل الجنود المأسورين بصعوبة من منطقة مليئة بالحواجز والمواقع العسكرية لتنظيمات مختلفة إلى منطقة البقاع حيث القاعدة المركزية وذلك سبب قلقا لدى قائد المجموعة حيث 4 فدائيين ومعهم 8 جنود إسرائيليين أسرى وقد تم في حينها الاتفاق مع أحد المواقع العسكرية التابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة التي كانت تتمتع بحرية أكبر في التنقل عبر المناطق اللبنانية للمساهمة في نقل الجنود الإسرائيليين الأسرى وتم تقسيم الأسرى إلى مجموعتين في سيارتين إحداهما تابعة للجبهة الشعبية وتحمل 2 من الجنود الأسرى وتسير في المقدمة وسيارة أخرى تابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح تقل 6 أسرى إسرائيليين وقد تم تسليمهم إلى المناضل محمود العالول – أبو جهاد وإبلاغ القيادة في دمشق حيث عمت الفرحة في أوساط حركة فتح والثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عموما في حين أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن نكسة حلت بها وبجنودها وشرعت الطائرات والمجنزرات الإسرائيلية بالبحث عن الجنود المفقودين كما أعلنوا في حينها .
واستمرت المفاوضات مع حركة فتح والثورة الفلسطينية عبر وساطات دولية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والنمسا في شخص المستشار آنذاك كرايسكي وغريسنا في مرحلة لاحقة ما يقارب من العام والنصف حيث شكل الرئيس الشهيد ياسر عرفات لجنة متابعة واتصالات مع الأطراف المعنية في حين كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد غيرت لجان المتابعة التابعة لها لأكثر من مرة في محاولة للتعنت والمساومة وقد تعرضت المفاوضات للشلل أكثر من مرة .
وأوضح نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن دولة الاحتلال الإسرائيلي رضخت في النهاية لمطالب حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بعد أن شعرت بالخوف على جنودها المأسورين وأن التلكؤ ليس لصالحهم ووافقت على شروط حركة فتح والرئيس ياسر عرفات الذي كان شارك في المفاوضات النهائية لعملية تبادل الأسرى التي تمت في تاريخ 24 نوفمبر 1983 مع أمير الشهداء خليل الوزير أبو جهاد ونبيل أبو ردينة وتمت المفاوضات مع ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر جون هفيلكير تحت أزيز الرصاص والإنفجارات في طرابلس والذي كان اقترح أن يتم إجراء عملية التبادل في عرض البحر حيث تم الاتفاق على تحديد مكان اللقاء في شمال غرب جزيرة رانكين في تمام الساعة 12 ليلة 23 – 24 / 11 / 1983 والذي قام أيضا بنقل مطالب حركة فتح والرئيس عمار إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمطالب وتمثلت في :
1- إطلاق سراح أسرى معتقل أنصار والنبطية وصيدا وصور .
2- إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي .
3- إعادة أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني.
4- الإفراج عن ركاب الباخرتين كورديلا وحنان .
وأصر الرئيس أبو عمار على المطالب الفلسطينية ووقع أبو جهاد في حينها على وثيقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسليم 6 جنود إسرائيليين في نفس الوقت الذي يتم فيه تحرير الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين في حين وقع وزير الجيش الإسرائيلي في حينها موشيه آرنس على وثيقة الصليب الأحمر والتي نصت الوثيقة على أن تكون عملية التبادل بثلاث مراحل :
1- التحرك على الشاطيء اللبناني وأن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح ركاب الطائرة الأولى من مطار اللد باتجاه الجزائر .
2- تتسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجنود الأسرى مقابل سماح إسرائيل بإطلاق الطائرة الثانية التي تقل الأسرى إلى الجزائر .
3- بعد تسلم الجانب الفرنسي للجنود الأسرى تقوم إسرائيل بالسماح للطائرة الثالثة بالإقلاع نحو الجزائر على أن يتم إطلاق سراح معتقلي معسكر أنصار الذين اختاروا البقاء في لبنان ونقل الأسرى الفلسطينيين من مطار اللد إلى الجزائر بواسطة طائرة جامبوا الفرنسية .
في تمام الساعة العاشرة من ليل الخميس الموافق 23 / 11 / 1983 بدأت في ميناء طرابلس بشمال لبنان حركة غير عادية حيث الزوارق البخارية على أهبة الإستعداد وبداخلها حراسات مشددة من حركة فتح وبعض مرافقي الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومسؤولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليتم نقل الجنود الإسرائيليين الأسرى إلى الميناء ومن الزوارق إلى إحدى السفن الفرنسية التي كانت ترفع علم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكانت تبعد مسافة 8 كلم عن شواطيء طرابلس حيث قام رئيس الوفد الإسرائيلي شموئيل تامير باستلام جنودهم الأسرى من مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر .
وفي جنوب لبنان كانت تجري عملية مماثلة حيث عرضت قيادة الجيش الإسرائيلي على معتقلي أنصار البقاء في لبنان أو نقلهم إلى الجزائر فاختار 3600 أسير البقاء في لبنان وتم نقلهم في 120 حافلة والبقية التي بلغ تعدادها 1024 أسيرا فقد تم نقلهم تحت حراسات مشددة إلى مطار اللد ليتم نقلهم بواسطة الطائرات الفرنسية إلى الجزائر .
وأشار نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بحسب الرواية والمصادر الإعلامية والسياسية العربية والدولية في حينها إلى ردود أفعال غاضبة سادت في الشارع الإسرائيلي بكل مستوياته حيث أثرت عملية التبادل على نفسية الجنود الإسرائيليين في الأسر وفي غير الأسر إلى حد وصلت فيه المطالب داخل ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي إلى المطالبة بسن قانون يسمح بفرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذين يقدمون للمحاكم الإسرائيلية بتهمة قتل جنود أو مدنيين وتثبيت التهمة عليهم بما لا يسمح بإطلاق سراحهم في حين ندد ما يسمى بمجلس المستوطنات اليهودية بعملية التبادل .
وأما على الصعيد الفلسطيني فقد عمت الفرحة في كل بيت فلسطيني وكانت ممزوجة بالأمل بتحرير باقي الأسرى واعتبرت في حينها إنجاز عملية التبادل نصرا لمنظمة التحرير الفلسطينية واعترافا جديدا بشرعية المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية .
ولفت نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى بحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن هناك دراسات حول عمليات التبادل من بينها دراسة الأستاذ والصديق الباحث عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى حول عمليات التبادل .