نشر بتاريخ: 27/11/2017 ( آخر تحديث: 27/11/2017 الساعة: 20:04 )
شارك
غزة- تقرير معا- عشر دقائق من هطول الأمطار كفيلة بأن تغرق بعض المناطق المنخفضة في قطاع غزة، حي الفاروق جنوب شرق مدينة غزة، واحد من الأحياء التي ارتفع فيها منسوب المياه الى مترين في محيط مضخة مياه الصرف الصحي، ووصلت الى ما يقارب الـ80 سم في بعض البيوت، بينما أدى هطول الأمطار الى غرق بعض البيوت ليس فقط بمياه الأمطار وإنما أيضا بمياه الصرف الصحي. هذه ليست المرة الأولى التي تغرق فيها هذه الأحياء السكنية، كما يقول سكان المنطقة، الذين ملوا مناشدة المسؤولين لحل مشكلتهم في كل شتاء، كما يقولون.
أبو مهدي برغوت احد سكان المنطقة، الذين بادروا الى تصريف المياه العادمة من الشارع حتى يتسنى لأطفاله التوجه الى مدارسهم، شددا أن المشكلة تتكرر منذ عشرات السنوات ولم تجد طريقها الى الحل، وقال: في هذا الصدد: "لم يعد المطر يحمل خيرا لسكان المنطقة، فهطول الشتاء لمدة عشر دقائق فقط كفيل بأن تغرق كل المنازل في هذا الحي".
ولفت الى أن انخفاض المنطقة يساعد في غرقها، بالإضافة الى زيادة الأعباء على عمل المضخة التي تعمل على ضخ مياه المجاري الى منطقة أخرى، وفي حال حي الفاروق فإن نسبة المياه اكبر من قدرة عمل المضخة فيزيد منسوب المياه في ظل بطء في عمل المضخة.
وأشار الى أن منسوب المياه وصل بالأمس الى حوالي مترين في منطقة المضخة وفي محيط منزله وصل منسوب المياه 80 سم.
حال محمد الشامي لم يختلف كثيرا، فهو أيضا خرج لتسوية الشارع وإزاحة ما يمكن إزاحته من ما تبقى من مياه عادمة اختلطت بمياه الشتاء، فنجله سقط في المياه العادمة وهو في طريقه الى المدرسة يقول: "يدوب شتية شوية غرقت المنطقة كلها في الشارع وصار ارتفاعها متر وعشرين".
يحمد الشامي الله، أن انتهى الشتاء قبل أن تتدخل الحسكات والقوارب، لإخلاء المواطنين فعادة ما تصل المياه الى ما يزيد عن المترين، مبينا أن الوضع في هذه المنطقة غير قابل للتطوير والحل منذ عشرات السنوات.
ورغم أن الجرافات التابعة للبلدية بدأت بتسوية الشارع، إلا أنها خطوة اعتبر سكان المنطقة بأنها متأخرة، فمنذ ساعات الفجر بدأ سكان المنطقة بتنظيفها، فسامح الكحلوت أكد أن طواقم الدفاع المدني لن تستطيع الوصول الى المنطقة، الا بعد عدة ساعات فهو لا يجد بديلا عن هذا الحي الذي يسكن فيه بمنزل مستأجر حيث تعتبر أسعار البيوت في هذا الحي منخفضة مقارنة بغيرها من الاحياء. وزارة الداخلية في قطاع غزة، قالت: إن طواقم الدفاع المدني تعاملت مع عددٍ من الحوادث التي نجمت عن تأثير المنخفض الجوي الذي شهدته الأجواء الفلسطينية أمس، وساعدت في إخلاء المواطنين الذين علقوا في منازلهم بعد أن غمرتها مياه الأمطار.
وذكر تقرير صادر عن مديرية الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ ساعدت سكان بعض المنازل التي غمرتها المياه وتركزت في مدينة غزة، بينما خلت محافظات القطاع الأخرى من أي حوادث بسبب المنخفض.
وعملت فرق الإنقاذ على شفط وإزالة مياه الأمطار من ثلاث منازل ومنجرة للأخشاب في منطقة التفاح، بالإضافة لإزالة جدار منزل انهار بالقرب من مسجد الهداية بمنطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، أسفر عن إصابة أحد المواطنين. وسحبت فرق الإنقاذ أربع سيارات علقت في تجمعات لمياه الأمطار بمنطقة الزيتون والكرامة، بالإضافة إلى إنقاذ مواطنين اثنين حوصرا داخل نادي الزيتون بسبب مياه الأمطار. كما وأزالت فرق الإنقاذ المخلفات الترابية التي تراكمت في ممرات كل من مدرسة شهداء الزيتون وصفد والحرية لتأمين سلامة عودة الطلبة إلى مدارسهم. في هذا السياق، جددت وحدة الإعلام تحذيرها للمواطنين والمارة في الشوارع بعدم السير بجوار الأعمدة والتمديدات الكهربائية عند هطول الأمطار ومحاولة المكوث في المنازل في حال عدم وجود ضرورة للخروج. كما أهابت بالسائقين بتقنين السير والتجول في الشوارع عند غزارة الأمطار وخاصة أوقات الليل، والخروج للضرورة، والابتعاد عن تجمعات المياه.