الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حركة طريق الفلاحين الفلسطينية تعقد مؤتمرها الأول لإطلاق الحركة رسمياً

نشر بتاريخ: 29/11/2017 ( آخر تحديث: 29/11/2017 الساعة: 17:51 )
حركة طريق الفلاحين الفلسطينية تعقد مؤتمرها الأول لإطلاق الحركة رسمياً
رام الله - غزة - معا - عقدت حركة طريق الفلاحين الفلسطينية أمس الثلاثاء مؤتمرها الأول في رام والله وبالتزامن مع قطاع غزة، وسط حضور لافت لعدد كبير من الفلاحين والصيادين وممثليهم ولمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والهيئات والنقابات ولعدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، ووسط اهتمام محلي وعالمي ملحوظ، تحت شعار "لنناضل معاً وسوياً من أجل حق الفلاحين في الوصول والحركة ومحاربة الاحتكار".
وقد شملت وقائع المؤتمر في الضفة والقطاع، جلسات تناولت عدة مداخلات قدمها خبراء وممثلين لمؤسسات المجتمع المدني، ركزت على أهمية إطلاق حركة الفلاحين بالنسبة لكافة الفلسطينيين لما في ذلك من تحصين للجبهة الداخلية في وجه كل أشكال الظلم والقهر، والدفاع عن الحقوق الوطنية كاملة وفي مقدمتها الأرض الفلسطينية التي تتعرض لغول الإستيطان وخطر المصادرة بشكل يومي، كما شملت مداخلات حول دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في النهوض بالواقع الزراعي ومداخلات عن الحركات الإجتماعية.
وأشار فؤاد أبو سيف المدير العام لاتحاد لجان العمل الزراعي على أن الإعلان عن إطلاق هذه الحركة التي ستتركز كل جهودها لدعم الحقوق الأصيلة لكل فلاحي فلسطين أينما تواجدوا، إنما هي فرصة ثمينة لا يجب تفويتها بل يجب الإلتفاف حولها ودعمها وتوفير كل أسباب القوة لها حتى يشتد عود هذه الحركة ويقوى، كعنوان وحيد يحمل فكر الفقراء والفلاحين إلى كل المحافل، وتدافع عن همومهم وتقف في وجه كل من يحاول إلحاق الأذى بالفلاحين، وتناضل ضد الاحتكار وضد الإستبداد، وضد الغش وضد الهيمنة، ضد سرقة الأرض وضد الشركات المتآمرة على حقوق الفلاحين، وتناضل من أجل السيادة على الموارد وعلى القرار.
وقدمت باولا جويا عضو سكرتاريا حركة طريق الفلاحين العالمية-لا فياكمبسينا مداخلة استعرضت خلالها مراحل النضال وأشكاله المختلفة التي تقودها الحركة في مختلف أنحاء العالم وكذلك ركزت في كلمتها على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الفلاحين حول العالم، والدور العظيم الذي تقوم به الحركة في الدفاع عن هؤلاء وأن صوت الحركة أصبح الآن مسموعاً أكثر من أي وقت مضى وأن الحركة وهي تطوي عتبة الـ 200 مليون عضو باتت أقوى وأكثر حضوراً على كل المستويات.
كما أكدت السيدة باولا على أهمية إطلاق الحركة فلسطينياً لما في ذلك من أهمية خاصة تتجلى في تشكيل قوة أخرى لفضح الاحتلال الأخير في العالم، والتصدي لكل هذا الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الذي يستحق الأفضل ويستحق أن يكون حراً وصاحب سيادة فوق أرضه، واختتمت السيدة باولا كلمتها بتحية حرة لفلاحي فلسطين وجددت العهد على أن تبقى الحركة من أهم أدوات دعم الفلاح الفلسطيني في نضالاته المختلفة.
وعلى مستوى فرع حركة طريق الفلاحين – قيد التأسيس – في الشرق أوسط وشمال إفريقيا، قدمت السيدة تركيا الشابي وعبر الفيديو كنفرنس، كلمة حركة طريق الفلاحين التونسية التي باركت للحركة هذا الإنجاز وأكدت على عمق العلاقة وأصالتها ما بين الشعب التونسي والفلسطيني وأن الفلاحين في العالم العربي يتشاركون في همومهم حيث الفقر واحد والإحتكار والمصادرة واحدة، الإستقواء والظلم واحد.
ومن جهة أخرى قدمت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي _ حركة طريق الفلاحين فرع المغرب كلمة داعمة للمؤتمر ألقتها السيدة سميرة الريسي حيث أكدت على أهمية إطلاق الحركة فلسطينياً وأن فلسطين هي بوصلة نضال المنطقة كما أكدت على أهمية إنضمام البلدان العربية والفلاحين العرب لحركة طريق الفلاحين لما في ذلك من حماية وحفاظ على حقوقهم.

وعلى صعيد المؤسسات الصديقة والداعمة لاتحاد لجان العمل الزراعي، قدمت السيدة سيلفيا موراليس المديرة الإقليمية لمكتب المساعدات النرويجية، كلمة ركزت على التاريخ الطويل من الشراكة مع العمل الزراعي والفلسطينيين، وأن خطوة إطلاق الحركة اليوم هي خطوة نحو مستقبل أفضل للمزارعين الفلسطينيين، وأن إنشاء حركة الفلاحين في فلسطين سيساهم في دفع الكفاح من أجل حقوق المزارعين وصيادي الأسماك في مجال القوانين والتشريعات لتحسين مواجهة سياسات الإحتلال الإسرائيلي وتعزيز صمود الفلسطينيين بشكل عام والمزارعين بشكل خاص.
وقد اختتم المؤتمر بنقاش مفتوح مع الضيوف والمزارعين المشاركين وخلص النقاش لتوصيات قدمها المزارعون لتشكل أولويات عملهم ضمن الحركة في الفترة القادمة وأهمها: العمل الخالص من أجل تقوية وتأطير حركة الفلاحين الفلسطينية، توفير كل ظروف النجاح والحياة للحركة الوليدة من خلال دعهما بكل الأشكال وفتح باب العضوية فيها للكل الفلسطيني، وأكدوا على أن حقوق الفلاحين غير قابلة للمساومة أو المزايدة وأن الدفاع عنها هي مسؤولية وطنية جماعية، وأن أشكال التعدي على حقوق الفلاحين الفلسطينيين تتعدد وتتنوع فتارة تأتي على شكل تهميش من قبل المؤسسة الرسمية وتارة على شكل احتكار وسيطرة من قبل بعض التجار والشركات، وأن الإحتلال الإسرائيلي هو الأذى الأكبر والخطر الحقيقي على الفلاحين، لذلك فإن النضال من أجل إنهائه مسألة غاية في الأهمية بالنسبة للحركة، بالإضافة إلى التركيز على أهمية إعطاء البذور البلدية أهمية خاصة وتوظيف كل الجهود والسياسات لحماية هذا الإرث الهام على طريق تعزيز سيادة الفلاحين على مواردهم، وأن حماية والدفاع عن حقوق الصيادين واجب أصيل يجب أن يتصدر كل الأولويات.

كما تناولت التوصيات أهمية بناء حملات توعية بين أوساط المجتمعات الفلاحية حول أهمية وجود حركة فلاحين فلسطينية، وأهمية تشكيل مجموعات ضغط ومناصرة لإيصال صوت المزارع محلياً ودولياً، والترحيب بكل أشكال التنسيق والتعاون مع كل الحريصين على حقوق الفلاحين من أفراد أو مؤسسات.

كما جاء في التوصيات أن الحركة تعتبر نفسها جزءً أصيلاً من حركة طريق الفلاحين العالمية، حيث يجب أن يصل الصوت الفلسطيني من أجل تشكيل أكبر قوة ضاغطة على الإحتلال لانهاء استهدافه للفلاحين الفلسطينين، وأن الحركة تطالب وهي تشق طريقها نحو النور، وزارة الزراعة والحكومة الفلسطينية إلى الإنحياز لقضايا الفلاحين ودعمهم بشكل فعلي ودون تأخير والعمل على تطوير سياسات واضحة تنصف الفلاحين.