نشر بتاريخ: 01/12/2017 ( آخر تحديث: 01/12/2017 الساعة: 21:00 )
غزة -معا- عقد المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين – مخيمات قطاع غزة التابع لدائرة شئون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمراً خاصاً حول " وعد بلفور والقضية الفلسطينية " في قاعة المؤتمرات بجمعية الشبّان المسيحية تحت رعاية الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شئون اللاجئين .
وحضر المؤتمر ممثلون عن القوى الوطنية والاسلامية ورؤساء وأعضاء اللجان الشعبية في المخيمات واتحاد عام المرأة الفلسطينية وأكاديميين وباحثين وأساتذة جامعات ووجهاء ومخاتير وموظفو دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير .
وافتتح المؤتمر الباحث ماهر زكي نسمان بالترحيب بالحضور وبضيوف المؤتمر والمشاركين، وتطرق إلى عنوان المؤتمر وجلساته ومضامينه المختلفة، وبدأ بالقرآن الكريم وبقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء .
وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. زكريا الاغا الأمم المتحدة برفع الظلم التاريخ الواقع على الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة بوضع قراراتها الصادرة عنها موضع التنفيذ والتطبيق العملي والضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيل لوقف الاستيطان وتهويد القدس اللذين يشكلان خطرا حقيقيا على حل الدولتين .
وأشار د. الأغا في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن اسرائيل ترفض حل الدولتين الذي تبناه المجتمع الدولي المستند لقرارات الشرعية الدولية لافتا الى ان شروط نتنياهو لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تستند الى لاءاته التي اعلنها سابقا والمتمثلة في رفضه لأي سيادة غير اسرائيل على الضفة الغربية ورفض تقسيم القدس وبقائها عاصمة لإسرائيل ، ورفض عودة اللاجئين ، وسعيه الى حل اقليمي اساسه تطبيع العلاقات مع الدول العربية ثم التعاون معها لإلحاق ما تبقى من الضفة الغربية للأردن والحاق غزة بمصر هي بمثابة تدمير للجهود الدولية لإحياء العملية السلمية .
وأعرب د. الاغا عن اسفه لموقف الادارة الامريكية الداعم للموقف الاسرائيلي ، وسعيها الى ضرف الانظار عن الاحتلال الاسرائيلي وممارسات اسرائيل وجرائمها في فلسطين وتوجيهه الى وجهة اخرى في الوقت الذي تضغط فيه على القيادة الفلسطينية للقبول بالعودة الى المفاوضات مع اسرائيل دون مرجعيات ومقايضتها بفتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن بقبول العودة الى المفاوضات على الاسس الاسرائيلية .
وقال ان العالم اعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، بينما هذا العالم ذاته حتى الآن لم يعترف الاعترافَ الكامل، بدولة فلسطين على الأراضي المحتلة العام 1967، وعاصمتها القدس ولا تزال الدول الكبرى في مجلس الامن والدول المعادية لشعبنا وقضيته ، تتنكر لحقوقه وتجهض حقه في الاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا كاملا في الامم المتحدة وتقف عاجزة امام حجم الجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا .
وأشار الى ان قرار الامم المتحدة تحويل ذكرى صدور القرار 181 إلى يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تجسيداً واعترافاً بالحقوق الوطنية والسياسية لشعبنا الفلسطيني في وطنه المحتل و تأييداً ودعماً لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين استناداً إلى قرار الأمم المتحدة 194 .
وحيا د. الاغا شعوب العالم على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وثقافاتهم لتضامنهم مع شعبنا الفلسطيني ونضرة قضيته العادلة مؤكدا على ضرورة استثمار حجم تأييد واسع والكبير لشعوب العالم بحقوق شعبنا الفلسطيني لتشكيل رأي عام عالمي ضاغط يصب في خدمة قضية شعبنا التحررية والعمل على تطوير حملات التضامن لتحويلها الى جماعات ضاغطة ذات تأثير على حكومات بلدانها لدعم حقوق شعبنا الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الاراضي التي احتلت في العام 1967 بما في ذلك القدس عاصمة الدولة فلسطين .
من جانبه قال رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة خالد السراج أن وعد بلفور يشكل مخالفة لأحكام وقواعد القانون الدولي فقواعد القانون الدولي تؤكد بأن إجراءات الانتداب كانت خرقاً لميثاق عصبة الأمم المتحدة وأن وعد بلفور لا يمثل أية سند قانوني يعتمد عليه، فقد صدر عمن لا يملك وأعطى لمن لا يستحق، فبريطانيا لم يكن لها ولاية على فلسطين حيث اصدر الوعد ولا للحركة الصهيونية في فلسطين أية حق قانوني وبريطانيا لم تراعي صك الانتداب على فلسطين بالذات نص المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم المتحدة لذا وعد بلفور صدر في عام 1917 في وقت لم تكن بريطانيا أية صلة قانونية بفلسطين وان الانتداب حصل بعد صدور الوعد ولان قانون الاحتلال العسكري لا يجيز لدولة الاحتلال التصرف بالأرض المحتلة وبالتالي فان وعد بلفور باطل لعدم شرعية موضوعه وتنعدم فيه الأهلية القانونية وليس له أية قيمة قانونية.
وأوضح السراج أن وعد بلفور يعد الدعامة الأولى والأساسية للكيان الصهيوني , حيث اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستنداً قانونياً لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهُّد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية، بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، والذي أقرّ البرنامج الصهيوني، وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
وشمل المؤتمر جلسات مختلفة، كانت الجلسة الأولى بعنوان " الصفة القانونية لوعد بلفور والتعهدات البريطانية في اتفاقية الانتداب " قدم خلالها الباحثين " د. إبراهيم المصري، أ.د رياض العيلة، أ.توفيق أبو شومر، د.سامي أبو جلهوم " أبحاث وأوراق عمل متنوعة ، وكانت الجلسة برئاسة وإدارة د. رائد أبو حسنين .
فيما كانت الجلسة الثانية بعنوان " تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وحملات التضامن الدولية "، قدم خلالها الباحثين " د.خالد شعبان، د.جمال البابا، د.سعيد تمراز، د.وجيه أبو ظريفة، د.ساهر الوليد " أبحاث وأوراق عمل متنوعة إلى جانب محاكاة لمرافعة قانونية لمحاكمة صاحب الوعد آرثر جيمس بلفور بمشاركة طلاب وطالبات كلية الحقوق في جامعة الأزهر تحت قيادة الدكتور ساهر الوليد، وكانت الجلسة برئاسة وإدارة د.جبر العفيفي .
وطالب المشاركون في المؤتمر بضرورة اعتذار بريطانيا عن بلفور الشعب والتكفير عن خطيئتها من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس .
وأكد المؤتمر في توصياته على عدم قانونية وعد بلفور وبطلان نتائجه ، وفي ختام المؤتمر تم تكريم الباحثين والمشرفين على المؤتمر .