الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأمير الحسن: السلام لن يدوم إن لم يكن بين الشعوب

نشر بتاريخ: 02/12/2017 ( آخر تحديث: 03/12/2017 الساعة: 09:26 )
الأمير الحسن: السلام لن يدوم إن لم يكن بين الشعوب
عمان- معا- دعا الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي الأردني للدراسات الدينية إلى الانتقال من ثقافة الحرب إلى ثقافة السلام عبر بناء الاحترام والفهم بين الشعوب وتعزيز التعددية والتنوع وقبول الآخر.
وقال الأمير الحسن خلال محاضرة ألقاها في معهد وولف في المملكة المتحدة بعنوان "نحو مستقبل مشرق: ما بعد النزاعات"، إن التحدي الذي يواجهنا اليوم هو كيفية بناء السلام وتعزيز التنمية في عالم سريع التغير.
وأكد أهمية بناء شراكات إنسانية في ظل ما نواجهه اليوم من تحديات لا يمكن التصدي لها إلا عبر العمل القائم على الإنسانية وتعزيز أخلاقيات التضامن الإنساني؛ وإيجاد ثقافة المشاركة وثقافة السلام؛ والحوار ووضع الرفاه البشري في صميم صنع السياسات على الصعيدين الوطني والدولي.
ودعا ممثلي القيادات الدينية إلى ممارسة مسؤوليتهم تجاه نهضة إنسانيتنا الجماعية، لأن التجربة الإنسانية هي التي تشترك فيها الطوائف الدينية جمعاء؛ مؤكدا الحاجة للعمل معا على بناء عالم يتجاوز التمييز، ويكون لكل فرد فيه الحق في أن يتطور دون أي تحيّز أو تعصّب من أي نوع.
وأشار إلى أن النهضة العربية تجاوزت الخطوط الطائفية حيث شملت المساواة والمواطنة للجميع، وجاءت من أجل تحقيق حلم توحيد العرب في كيان تعددي لهوية عربية موحدة، مؤكدا أن مشاركة الأردن في التوصل إلى حلٍّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أمر ضروري وملح في الوقت الراهن.
وأضاف الأمير الحسن، "عند الحديث عن السلام فإن هذا السلام لن يدوم إن لم يكن بين الشعوب، وأن ما تحتاجه المنطقة ليس حلاً سريعاً، وإنما عملية تستند إلى المصالحة وتعلم كيفية العيش والتعايش السلمي بين شعوبها، ويقتضي ذلك إعادة النظر في مفهوم الأمن ليتجاوز تعريفه العسكري إلى المفهوم الاجتماعي والاقتصادي أيضا".
وأكد ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي ومواجهة تحديات عجز المياه وضعف مصادر الطاقة الطبيعية حيث لا يمكن لدولة في منطقتنا حل مشاكلها منفردة، مضيفا أن التغييرات الاقتصادية والسياسية إذا أُجريت دون التركيز على الثقافة الإنسانية وبخاصة تعزيز كرامة الإنسان واحترامه لذاته، فإنها لن تتمكن من تحقيق الهدف المنشود من تحسين حياة الناس وتحقيق الرفاه والتنمية.
وأشار مدير معهد وولف الدكتور إدوارد كيسلر بجهود سمو الأمير الحسن خاصة في مجال الحوار بين أتباع الديانات والبحث عن القيم المشتركة بين الأديان السماوية ما يؤدي إلى التقليل من النزاعات وبناء الثقة ويساعد في بناء مستقبل أكثر إشراقا من الحاضر.
وتحدث عميد كلية ماجدلين في جامعة كيمبريدج، الدكتور روان ويليامز، عن الحاجة إلى بناء سلام حقيقي بين الشعوب يسبقه جهود لبناء الثقة بينها حيث أن الحاجة لها أصبحت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى.