الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: لم ولن يوجد من يتجرأ على التخلي عن القدس كعاصمة

نشر بتاريخ: 04/12/2017 ( آخر تحديث: 04/12/2017 الساعة: 11:33 )
رام الله- معا- قال الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية،" إنه لم يوجد ولن يوجد قائد أو مسؤول فلسطيني يمكن أن يتجرأ على التخلي عن مدينة القدس كعاصمة لفلسطين. وان من يتجرأ على مجرد التلميح بامكانية ذلك التخلي، ضمن أي إتفاق أو مشروع سياسي قادم، سيوصم بالخيانة من قبل كل الفلسطينيين والعرب المسلمين. ولا توجد تهمة ابشع وأخطر وأقسى من تهمة الخيانة".
وأضاف البرغوثي، أن "من أخطر ما يتسرب عن ملامح ما يسمى بصفقة القرن التي يقال أن فريق التفاوض الأميريكي يعدها، استثناء القدس من الحلول المقترحة، والالتفاف على الإجماع الفلسطيني والعربي والدولي بكونها عاصمة لدولة فلسطين المنشودة".
وأشار البرغوثي أن تلك التسريبات تترافق مع التصاعد الهستيري لأنشطة الإستيطان التهويدية في القدس، وقرارات التطهير العرقي للتجمعات السكانية الفلسطينية في ما يسمى منطقة (E1) مثل جبل البابا والتجمعات البدوية المطلة على الأغوار، والهدف التطويق الكامل للقدس وفصلها عن محيطها في الضفة الغربية.
واوضح أنه وبالتوازي مع ذلك أعلنت اللجنة الوزارية في حكومة نتنياهو الاحتلالية اقراراها لفصل التجمعات السكانية الفلسطينية في مناطق مخيم شعفاط وكفر عقب عن مدينة القدس، تمهيدا لسلب حق الإقامة والهوية المقدسية من عشرات آلاف الفلسطينيين المقدسيين ، وترافق ذلك مع تصريحات رعناء لنائب الرئيس الأميركي سبنس، بإقتراب موعد نقل السفارة الأميركية الى مدينة القدس، وبوعود بأن الرئيس الاميركي ترامب سيعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وبين البرغوثي أن ما يشجع بعض المروجين الغربيين لشطب موضوع القدس من البنيان الفلسطيني الأوهام التي ترافقت مع تمركز مؤسسات السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بسبب منعها من التواجد في القدس، والتوسع العمراني والإستهلاكي المبالغ فيه في تلك المدينة.
وقال البرغوثي" لكن أصحاب تلك الأوهام لا يدركون ما الذي تعنيه مدينة القدس ليس فقط لثلاثة عشر مليون فلسطيني، بل وما تعنيه لأكثر من ثلاثمئة مليون عربي وما يزيد عن مليار وستمائة مليون مسلم، وما تعنيه لمليارين ومئتي مليون مسيحي، بل وما تعنيه كمدينة تاريخية مقدسة لكل البشرية بملياراتها السبعة".
وأضاف" من يتجرأ على اقتراح أفكار خطيرة لفصل القدس عن أهلها الفلسطينيين استجابة للمشاريع الصهيونية التي تروج لها الحكومة الإسرائيلية، لا يدرك المغزى التاريخي لما مرت به القدس في تاريخها الطويل، ولا يدرك بالتأكيد قدرتها على النهوض مجددا بعد كل احتلال، وبعد كل غزو، مهما عظمت أو طالت قدرات وفترات الغزو والإحتلال".
وبين أن في التاريخ عبر كثيرة تشير الى أن كل من حاول إحتكار السيطرة على القدس أوامتلاكها انتهى به الأمر الى حرق أيديه في شوارعها وعلى أسوارها والى الاختفاء في غياهب النسيان، وبقيت القدس لأهلها والصامدين فيها، وعلى تخومها، وفي أكنافها.
واعتبر البرغوثي أن من لا تكفيه عبر التاريخ عليه أن يأخذ العبرة ما اجترحه أهالي القدس في شهر تموز الماضي عندما انتفضوا بعشرات الآلاف من ضد إجراءات نتنياهو وقيوده على الدخول للمسجد الأقصى، فأجبروه على التراجع مخذولا، وصنعوا بكفاحهم ومقاومتهم الشعبية ما عجزت عن صنعه حكومات ودول، ومنظمات دولية امتهنت اصدار البيانات بعد أن غدت عاجزة عن الأفعال.
وشدد على أن" أهل القدس وأهل فلسطين لن يمرروا ولن يسمحوا بتصفية القدس، ولن يقبلوا بأي حل لا يضمنها عاصمة لشعبهم، وكل شعوب المنطقة التي تسامحت أكثر مما يجب مع ما ارتكب من مظالم بحقها، لن تتسامح بأي حال مع المس بمقدساتها الدينية والتاريخية في مدينة القدس وما تمثله بالنسبة لها"، محذرا" فليلعب الواهمون في ملاعب أخرى، وليبتعدوا عن المس بالقدس ، لأنها كفيلة بحرق مخططاتهم بصورة لم ولن يتخيلوها، مؤكدا على أن القدس بالنسبة لفلسطين كانت وستبقى أول الحديث وآخره، شاء من شاء وأبى من أبى".