نشر بتاريخ: 06/12/2017 ( آخر تحديث: 06/12/2017 الساعة: 13:29 )
القدس - معا - أطلق الأستاذ عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الانسان في غزة، مبادرة الباص الإنسانية من خلال حملة عبر الفيسبوك بعنوان "لأجل مرضى غزة الكرام"، الذين يتلقون العلاج في مستشفى المُطَّلع بمدينة القدس، والتي لاقت صدى واسع من الناس ودعم من المستشفى الأوغستا فكتوريا – المُطَّلع وذلك للتخفيف عن معاناة مرضى غزة ومرافقيهم اثناء تنقلهم بعد العلاج من المستشفى الى فندق جبل الزيتون وبالعكس.
البداية
وعن بداية الفكرة، أوضح يونس: حين كنت مريضا وأخضع للعلاج في مشفى المُطَّلع ورغم ما تقدمه المستشفى من اهتمام ورعاية لمرضى غزة ومرافقيهم على حد سواء إن كان علاجيا أو بتوفير مكان لاقامتهم وحتى توفير كافة مستلزماتهم المختلفة الا أنني رأيت المعاناة الحقيقية التي يعاني منها أهالي غزة بدءا من اكتشاف المرض ومرورا بالحصول على الموافقة لتلقي العلاج في القدس ووصولا الى العلاج ومشاقه وآلامه، وأيضا في تنقلهم من المشفى الى الفندق الذي يقيمون فيه، فرأيت حجم المعاناة التي يعاني منها المرضى اثناء تنقلهم بعد خضوعهم لجلسات العلاج سواء مرضى السرطان او غسيل الكلى، وايضا لظروف مرافقي المرضى الاجتماعية والاقتصادية وتجربتهم الانسانية المحدودة، فمن هنا جاءتني فكرة مبادرة "الباص" الإنسانية فقمت أنا وصديقي سامي مشعشع في القدس باطلاق حملة عبر الفيسبوك بعنوان " لأجل مرضى غزة الكرام"، في آذار عام 2017 ، على أن تكون الحملة بتبرع من أهل الخير أي تكون من الناس الى الناس ، وذلك للتأكيد على فكرة التطوع والعون والمساعدة.
الأهداف
وعن هدف فكرة الباص، أشار يونس الى أن الهدف الأساسي هو التخفيف عن معاناة أهل غزة التكلفة المادية وعناء التنقل في المواصلات العامة من المستشفى الى مكان اقامتهم بفندق جبل الزيتونوبالعكس، وارتأينا بأن يكون الباص مجهزا بأحدث التقنيات واهمها التي توفر لمرضى السرطان وغسيل الكلى وذوي الاعاقة كل سبل الراحة والأمان، خاصة بعد خروجهم من المشفى يكون منهكا ولا يستطيع مقاومة آثار التعب الناجمة عن العلاج ، إضافة إلى أن هذا الباص سيكون ترفيهيا حيث بامكان أخذ الصغار للعب في الحدائق العامة وغيرها والكبار للصلاة في المسجد الأقصى.
ويتابع: حين اقترحنا الفكرة على ادارة مستشفى المُطَّلع لاقت ترحيبا واسعا ، وقدمت الدعم الكبير للحملة من كافة النواحي وابدت استعدادها لان تكون مسؤولة عن النفقات التابعة للباص (التكلفة التشغيلية ) مثل: الصيانة والترخيص والتأمين وتوفير سائق وأي احتياجات أخرى.
وأضاف : وبالفعل لاقت الحملة رواجا وصدى واسعا من الناس وأهل الخير افرادا وجماعات، ومن قبل شباب وصبايا في مقتبل العمر، الذين أحبوا أن يكونوا جزءا من هذه المبادرة الإنسانية الهادفة ، وتم تنظيم حفلين خيريين بتنظيم فرقة دواوين الفنية في غزة ليعود ريعهما من اجل الحملة، كما قدم أهالي غزة كل ما يستطيعون من اجل دعم الحملة رغم معاناتهم وظروفهم الصعبة، وهذا يجعلني اقول بأن شعبنا الفلسطيني لا زال حيا.
ومن جانبه ، أشار الأستاذ وليد نمور مدير عام مستشفى الأوغستا فكتوريا – المُطَّلع الى أن مبادرة الباص هي نقلة نوعية بتاريخ المستشفى ، وذلك بهدف التخفيف عن مرضانا في غزة ومرافقيهم عناء التنقل بالمواصلات العامة، مضيفا : تسعى ادارة المستشفى دوما الى الإرتقاء بمستوى الخدمة التي تقدمها للمرضى وكسب ثقتهم والعمل على ارضائهم وتوفير الراحة لهم دوما، وذلك في اطار التزام المستشفى ومسؤوليتها تجاه مرضاها ، فمهمتها ليست علاجية فقط وانما هم جزء من أسرتها.
وأضاف: ان اهالي قطاع غزة وخاصة المرضى منهم يعانون من صعوبات عدة بسبب ممارسات الاحتلال الاسرائيلية خاصة التعاملات التعسفية على الحواجز ، والوضع الاقتصادي المتردي في القطاع لذلك كان من واجبنا دعم هذه المبادرة تعزيزاللمسؤولية المجتمعية تجاه فئات المجتمع المختلفة واهمها اعادة روح المبادرة والتخفيف ولو بجزء بسيط من معاناتهم، عدا عن استئجار الفندق لهم ليكون مكان اقامتهم ونوفر لهم كافة احتياجاتهم العلاجية، والغذائية دون مقابل.
يذكر أن الباص مجهز ومعد بأحدث التقنيات لخدمة جميع المرضى وبشكل خاص ذوي الاعاقة، ويراعي وضع المريض الصحي، حيث أشار المريض (ن، م) إلى أن هذا الباص سيخفف من معاناتي خاصة بعد العلاج الاشعاعي ، حيث اني حين أخرج من المستشفى ، اكون في حالة صحية متردية واعاني من الصداع والغثيان ولا استطيع التنقل في المواصلات العامة بشكل عادي ، لذا اشكر المبادرين والمتبرعين وادارة المستشفى على هذه المبادرة الإنسانية.