بيت لحم -معا - بناء على طلب عاجل من سفراء الدول العربية المعتمدين لدى جمهورية البيرو استقبل وزير الخارجية البيروفي ريكاردو لونا سفراء كل من دولة فلسطين، وجمهورية الجزائر، والمملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، ودولة قطر، بحضور رؤساء الادارات العامة والمستشارين في وزارة الخارجية، وذلك لبحث التطورات الأخيرة جراء اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة اسرائيل.
في بداية الاجتماع، شكر عميد السلك الدبلوماسي العربي السفير وليد المؤقت معالي وزير الخارجية على تلبيته لهذا الاجتماع وحرصه على عمق العلاقات العربية البيروفية. وشرح السفير أبعاد هذه الخطوة التي من شأنها أن تدمر عملية السلام، حيث أنها تشكل خرقاً لجميع القوانين والأعراف الدولية التي تعتبر القدس أراضي محتلة عسكرياً من قِبل اسرائيل، وهو قرار غير شرعي ولا يعطي اسرائيل أي شرعية. وبذلك تكون وللأسف الولايات المتحدة الامريكية أقالت نفسها كوسيط عن عملية السلام واتخذت قرار خاطئ ومجحف بما يخص الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
من جانبه تحدث سفير المملكة المغربية يوسف بلا عن الجهود التي بذلها العاهل المغربي رئيس لجنة القدس محمد السادس ومطالبته المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وخاصة الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي، بالاضطلاع بمسؤولياتهم كاملة لتجنب كل ما من شأنه المساس بهذا الوضع أو تعطيل الجهود الدولية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. واستطرد البلا قائلا أن هذا الإجراء يعد تغييرا للوضع السياسي للمدينة المقدسة، واستباقا غير مفهوم لنتائج مسلسل المفاوضات، إذ يعتبر موضوع القدس من قضايا الوضع النهائي في إطار حل الدولتين"، وسلم بدوره مذكرة حول الموقف الرسمي للملكة.
كما أعرب سفير جمهورية مصر العربية عن رفض بلاده هذا القرار حيث أنه يمس ثلاث محاور أساسية، القانوني، والتاريخي الديني ، والسياسي. حيث أكد أن هذا القرار يعتبر خرقاً واضحاً للقانون والقرارات الدولية منذ زمن بعيد وحتي الان الصادرة بشان القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس. كما أن الموقف الأمريكي يناقض وضعها ويخلع عنها هذه الصفة كوسيط في عملية السلام وأما دينيا فان مدينة القدس تنفرد بوضعية خاصة لدي جميع المسلمين والمسيحيين، وعليه ترى جمهورية مصر ان هذا القرار سيزيد من اعمال التطرف والعنف التي قد تطول الجميع نظرا للمكانة الخاصة جداً لمدينة القدس ولذلك يجب العمل علي ابطال هذا القرار الخاطيء.
وطالب الخارجية البيروفية والبرلمان باتخاذ مواقف معلنة وقوية تجاه قرار ترامب فضلاً عن تعويلنا على عضوية البيرو في مجلس الامن الدولي اعتبارا من كانون الثاني القادم لاتخاذ مواقف قوية والغاء هذا القرار، حيث ان الإعلان الامريكي يناقض تماما قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام التي تقوم علي حل للدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره أكد سفير المملكة العربية السعودية على موقف المملكة الرافض لهذا القرار وسلم وزير الخارجية مذكرة حول موقف بلاده الرسمي.
أما سفير دولة قطر وفقد أكد على موقفها الثابت والدائم بشأن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق ونرفض تماما اي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبعد استماع وزير الخارجية الى السفراء العرب رحب بالجميع مؤكداً على الثوابت الرسمية للسياسة الخارجية لجمهورية البيرو، وتمسكها بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 على أساس قرار مجلس الامن 242 والقرارات اللاحقة والتي تعتبر الاراضي الفلسطينية أراضٍ محتلة. كما أكد على على رفضهم باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وأنهم لن يغيروا موقفهم حول هذا الشأن وأنهم بصدد اصدار بيان حول هذا الموضوع وشكر السفراء العرب على ايضاحاتهم التي في نظره تعتبر بغاية الاهمية والتي سوف ينقلها الى رئيس الجمهورية.
لاحقاً للاجتماع مع وزير الخارجية توجه السفراء العرب الى مقر البرلمان البيروفي، والتقوا مع رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان ورئيسة البرلمان سابقاً لــوس سالغادو. حيث توجه الأخوة السفراء الى رئيسة اللجنة من أجل وضع ممثلي الشعب البيروفي بالموقف العربي ازاء التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة اسرائيل.
وشرح السفير وليد المؤقت؛ عميد السلك الدبلوماسي العربي؛ تبعييات الموقف الأمريكي وما يشكله من انتهاكات للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخرق لجميع القوانين الدولية التي تعتبر القدس أراضٍ محتلة من طرف اسرائيل، وللأسف تعزل الولايات المتحدة الامريكية نفسها عن دورها كوسيط لعملية السلام وتدمر حل الدولتين.
وأكد مجدداً السفير المغربي عن الجهود التي تبذلها المملكة بما يخص هذا القرار مؤكداً أن هذا الإجراء يعد تغييرا للوضع السياسي لمدينة القدس، حيث أن القدس من أهم المواضيع في إطار حل الدولتين. وأكد سفير المملكة العربية السعودية على رفض بلاده لهذا. وطالب سفير جمهورية مصر العربية البرلمان باتخاذ مواقف معلنة وقوية تجاه قرار ترامب، حيث ان الإعلان الامريكي يناقض تماما قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام التي تقوم علي حل للدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية. بالاضافة الى تأكيد سفير دولة قطر على موقف بلاده الثابت ورفضها التام للإجراءات التي تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبعد الاستماع الى مداخلات السفراء العرب أكدت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان عن قلقها الكبير لما يحدث، وأكدت عن التزامها بالسياسة الخارجية لبلادها حول تمسكها بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي إرساء قواعد السلام العادل والثابت لجميع شعوب المنطقة. وأشارت بانها سوف تعقد اجتماع مع اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان كي يتخذوا قرار حول هذا الموضوع.