نشر بتاريخ: 09/12/2017 ( آخر تحديث: 09/12/2017 الساعة: 15:26 )
شارك
غزة- تقرير معا- استفاق سكان المنطقة المحيطة بموقع المقاومة الذي تعرض للقصف، فجر اليوم السبت، على وجه آخر من الدمار، فالمشهد في المنطقة يوحي بأنها حرب "ضروس" شنت على المكان، ولكنها آثار ثلاثة صواريخ سقطت على الموقع فحولت المنطقة الى كتلة من اللهب. الأضرار المادية التي بدت واضحة في المكان، لم تكن الوحيدة، فالأضرار النفسية على السكان كانت اكبر بكثير، فعادت بهم الذكريات الى مشاهد الحروب على غزة. اصبح المواطن احمد النجار يقطن في العراء وعائلته توزعت على بيوت اقاربهم، فمنزله دمر كليا وبات غير صالح للسكن. يقول النجار: "الوضع كان اشبه بالحرب فعلا، رأيت اطفالي يتطايرون بفعل الانفجار الذي هز المنطقة، مبينا "ان الانفجار الضخم سبقه صاروخ تحذيري من طائرة استطلاع".
المستقبل بالنسبة للنجار غامض، "لا املك شيكلا واحدا، وأولادي في العراء موزعين على ثلاثة بيوت، ولا أدري كيف سأتدبر أموري بعد ان دمر المنزل وتشردت العائلة".
اما باسل ابو سلامة الذي دمرت شقته بالكامل ايضا، فاطفاله ايضا ووالدته "مريضة قلب" نقلوا الى المستشفى الأندونيسي لتقلي العلاج اثر اصابتهم بشظايا الصواريخ.
جميع افراد عائلته كانوا نائمين عندما فاجأهم القصف وأصوات الانفجارات الثلاثة، واصفا ما حدث بالامس بانه "أمرّ من الحرب".
يقول سلامة: "الانفجار خلف كتل لهب في كل مكان والغبرة السوداء غطت المنطقة ولم نعد نشاهد اي شي.
عماد ابو شكيان، والد الطفل يوسف الذي تضاربت الانباء حول استهاده، اكد ان طفله ما زال يرقد في العناية المركزة برفقة والدته، بعد ان استيقظ من غيبوبة ظن الجميع على اثرها انه استشهد.
يوسف كان نائما في حضن والدته، عندما تسبب الانفجار في تطايره هو ووالدته من مكان نومه الى الغرفة الاخرى، فوجده والده محمد تحت كتلة من الباطون، وهو يعاني الآن من كسر في الجمجمة، اما والدته تعاني ايضا من ثلاث كسور في الجمجمة واصابات في الظهر. لحظات فاصلة كانت ستكون في حياة الطفل يوسف أبو شكيان الذي كان سيكون بين عداد الشهداء قبل ان يصل والده مسرعا الى المنزل ليتفقد الدمار الذي لحق بالعائلة.