نشر بتاريخ: 11/12/2017 ( آخر تحديث: 11/12/2017 الساعة: 14:58 )
رام الله- معا- نعت مؤسسة التعاون ممثلة برئيس وأعضاء مجلس أمنائها وإدارتها وعامليها بكثير من الحزن والأسى صاحب الهامة العالية، واحد مؤسسيها ورئيسها الفخري المرحوم عبد المحسن القطان، الذي وافته المنية في لندن.
واعتبر رئيس مجلس أمناء التعاون فيصل العلمي رحيل القطان خسارة كبيرة لفلسطين لما يمثله من قيم وطنية وثقافية، وخسارة خاصة للتعاون، كونه أحد المؤسسين، وكانت له بصمة واضحة على تطوير المؤسسة من خلال رؤيته لأهمية تطوير العمل الاهلي والتنموي، وضرورة الاستثمار في الانسان الفلسطيني.
واضاف" كان عبد المحسن مسكوناً بالهم الوطني، يؤمن بمبدأ، إعمل ثم تحدث. هذا المبدأ نجده قد تجسد عمليا في تكوين مؤسسة التعاون وفلسفتها".
وساهم الراحل في تأسيس التعاون، ففي صيف عام 1982، قرأ القطان ورفاقه المؤسسون حصار بيروت وما ارتُكب بحق الفلسطينيين هناك بانه يتجاوز حدود الحدث الآني. فقد أدرك بوعيه ورؤيته الثاقبة، أن الفلسطينيين أمام محاولة لتذويب وجودهم في المنفى، وتصفية حركتهم الوطنية وتفكيك هويتهم.. وهذا ما دفع الى ما عُرف لاحقا بـ"اجتماع لندن"، الذي جمعه الى جانب رفاقه لتدارس كيف يمكنهم مواجهة ما يحدث لشعبهم. بهذا الحس من المسؤولية الوطنية ولدت في هذا الاجتماع فكرة ورؤية ورسالة التعاون.
وأكدت التعاون" لقد حرص عبد المحسن القطان، على أن تكون التعاون بمستوى التحدي وتعقيدات الواقع الفلسطيني، وأن تكون قادرة على الاستمرارية في تأدية رسالتها. وأن تواجه الظروف وتتغلب عليها، لأن تخضع لها أو تنهزم أمامها. بمعنى آخر، آمن دائماً بأهمية وضرورة بناء مؤسسات مستقلة حديثة نزيهة. لم يكن ينشىء المؤسسات ليحتكرها أو يفرض عليها وصايته. ولهذا يقول عن التعاون لحظة تأسيسها بأن "تملّكنا أنا ورفاقي في ذلك الوقت هاجس يتمثل في ضرورة ابتعاد المؤسسة عن الدخول في الصراعات السياسية التي كانت حادة جدا آنذاك، وأن لا تستخدم في أغراض سياسية. ولذلك كان الاتفاق جماعيا على ضرورة أن تتوفر لها عناصر الاستمرارية والاستقلالية الكاملة والتأثير الايجابي". كما كان حريصاً على تسليم الراية والاستمرارية في التطوير والبناء على ان تنتقل التعاون من جيل المؤسسين الى الجيل الثاني بكل سلاسة وأمان، كما حرص هو والمؤسسون أن يخصصوا لها وقفية مالية، ساهموا هم برفدها من أموالهم الخاصة قبل أن يتوجهوا لطلب المساعدة من غيرهم. هذه الوقفية تضاعفت اليوم، وتلك الرسالة استمرت وتعمقت، وباتت اثارها بادية وحاضرة في فلسطين والشتات.
بجانب مشاركته في تأسيس التعاون، أطلق القطان في العام 1993مؤسسة عبد المحسن القطان، من خلال مجموعة من البرامج والمشروعات في مجالي الثقافة والتربية، وقام بدعم وتأسيس معهد دراسات استراتيجية مستقل، يقدم دراسات في زوايا متعددة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية. بالإضافة الى توفير الدعم والمساندة للعديد من المؤسسات مثل مركز دراسات الوحدة العربية، ومؤسسة أحمد بهاء الدين، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجامعة بيرزيت.
وشغل المرحوم العديد من المناصب الهامة، ومنها محافظ فلسطين في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وعضو مجلس أمناء الجامعة الامريكية ببيروت. ولم يكن نشاطه محصورا في العمل الخيري والتنموي وانما كان له دورا سياسياً هاماً، حيث رافق أحمد الشقيري إلى الصين في العام 1964، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية الوليدة في أيام مهدها في الكويت في العام 1964، وبقي عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني حتى العام 1990 إلى جانب صديقيه إدوارد سعيد وإبراهيم أبو لغد.
وخلال السنوات الماضية كان للمرحوم بصمة واضحة في تأسيس المتحف الفلسطيني، سواء من خلال رؤية المتحف والهدف منه، او من خلال تقديم الدعم المالي له ليكون بالمستوى المطلوب منه. واليوم المتحف بفضل دعم القطان والداعمين الاخرين اصبح احد اهم المعالم الثقافية والفنية في فلسطين والمنطقة العربية.
وداعاً ابو هاني نعدك ان نكمل المشوار".