الاحتلال ينتهك حرمة الأموات في القدس

القدس- معا- عثر عمال على مدفن كبير وهياكل عظيمة خلال أعمال حفر في الشارع الملاصق لمقبرة مأمن الله بالقدس الغربية، فيما تواصل طواقم "سلطة الطبيعة" أعمال قص وقطع الأشجار في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة الدفاع عن المقابر الإسلامية في القدس لوكالة معا أنه عثر على مدفن كبير وهياكل عظيمة خلال قيام العمال بإعمال حفر لتمديدات خدماتية في المنطقة.
وأضاف أبو زهرة أن طواقم من سلطة "الآثار الإسرائيلية" حضرت الى المكان وقامت بعملية فحص للمدفن والهياكل العظيمة، وقالت أنه يعود الى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر".
وأشار أبو زهرة الى ان وجود المقابر والمدافن أسفل الشارع بمحاذاة ما تبقى من قبور مقبرة "مأمن الله" -والتي ظهرت خلال الشهرين الأخيرين- بالتزامن مع أعمال حفر يؤكد أن هذا المكان هو امتداد لمقبرة مأمن الله التي يتم بها أعمال حفر وتجريف.

وتعتبر مقبرة مأمن الله من أشهر وأكبر المقابر الإسلامية في فلسطين وتقدر مساحتها بـ 200 دونم، تضم المقبرة رفات وأضرحة أعلام وصحابة وشهداء وتابعين مسلمين كثيرين، دفنوا فيها منذ الفتح الإسلامي للقدس.
وأوضح أبو زهرة أنه ومنذ إحتلال مدينة القدس نفذت في مقبرة مأمن الله عدة مخططات ومشاريع على أرض المقبرة ولم يتبقى من مساحتها الاصلية سوى 19 دونما فقط، حيث عملت سلطات الاحتلال على طمس معالمها وحول جزء كبير منها الى حديقة عامة سميت "حديقة الاستقلال"، إضافة الى شق طرق وشوارع وبناء فنادق وأبنية ومواقف للسيارات ومراحيض ومطعم، إضافة الى العمل على إنشاء "متحف التسامح" .
من جهة ثانية تواصل طواقم "سلطة الطبيعة" أعمال قص للأشجار في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى، وحول ذلك أوضح أبو زهرة ان سلطات الاحتلال تسعى للسيطرة على 200 متر من أراضي المقبرة لوضع قواعد "التلفريك" وبناء "مطلات للحدائق التوارتية".
وتستهدف سلطات الاحتلال مقبرة باب الرحمة، وقامت بمصادرة أجزاء منها لصالح "مسارات للمستوطنين والسياح"، ومنعت الدفن بإجزاء منها، كما هدمت مجموعة من القبور.