الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخارجية: شعبنا يرفض التسليم بالأمر الواقع

نشر بتاريخ: 14/12/2017 ( آخر تحديث: 14/12/2017 الساعة: 15:20 )
الخارجية: شعبنا يرفض التسليم بالأمر الواقع
رام الله- معا- قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تقوم بأوسع عملية استغلال لوعد ترامب المشؤوم، بهدف تعميق تهويد القدس وتكريس ضمها وحسم مصيرها من جانب واحد، ليس فقط عبر الزج بعشرات المخططات الإستيطانية للتنفيذ، وإنما تغيير عديد القوانين والتشريعات الاحتلالية التي ستؤدي تلقائياً الى عمليات تهجير قسرية أشبه ما تكون بالتطهير العرقي ضد المقدسيين.
وأضافت الوزارة في بيان وصل معا" حالة النشوة الإستعمارية التي أوجدها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسيطر على المسؤولين الإسرائيليين وأنصارهم من اليمين واليمين المتطرف والمستوطنين، دفعت نتنياهو الى محاولة تغيير قواعد اللعبة السياسية التفاوضية، والإنقلاب على المفاهيم المعتمدة دولياً في مرجعيات عملية السلام، وفي المقدمة ما تجرأ نتنياهو على إعلانه في تصريحاته الأخيرة، حين طالب الجانب الفلسطيني بما وصفه (الإعتراف بالأمر الواقع)، هذا بالاضافة الى حملة تحريض إسرائيلية واسعة النطاق ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخطاباته ومواقفه المعلنة، تعكس رغبة إسرائيلية محمومة لتعميق الفجوة بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي، وسياسة إسرائيلية هادفة الى تحميل الطرف الفلسطيني المسؤولية عن الفشل المتواصل لإطلاق عملية سلام ذات مغزى."
وبينت أنها لطالما حذرت المجتمع الدولي والدول كافة من مخاطر تجاهلها لما تقوم به اسرائيل على أرض الواقع من تغييرات عميقة تستهدف قضايا الحل النهائي تشمل الأرض وأصحابها، في محاولة احتلالية متواصلة لحسم تلك القضايا من طرف واحد وبقوة الاحتلال، وبشكل خاص التغييرات الحاصلة في القدس الشرقية المحتلة ومحيطها.
وأكدت إن إعلان الرئيس الأمريكي ترامب واستهتار الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بردود الفعل الدولية على هذا الاعلان، دفعت نتنياهو الى التجرؤ والمطالبة بـ (الإعتراف بالأمر الواقع) بجميع أبعاده الإستعمارية التي مارسها الاحتلال منذ العام 1967، بما في ذلك سرقة الأرض الفلسطينية والإستيطان والتهويد وعمليات التطهير العرقي، وأنظمة وقوانين الفصل العنصري (الابرتهايد) التي تطبقها سلطات الإحتلال على المواطنين الفلسطينيين في أرض وطنهم. مؤكدة" الأمر الذي يعني أن نتنياهو لا يحتاج الى مفاوضات من أجل حل الصراع وتحقيق السلام، إنما يطالب الجانب الفلسطيني برفع الراية البيضاء والتسليم بالتغييرات التي أجراها الاحتلال طوال سنواته على الواقع الفلسطيني".
وأوضحت الوزارة أن نتنياهو يستمد الجرأة للتصريح بهذه المطالبة من إعلان الرئيس الأمريكي ترامب ومن اكتفاء المجتمع الدولي والدول بردود فعل نظرية لا ترتقي الى مستوى الحدث الفاضح للقانون الدولي والشرعية الدولية، دون أن يكون لها أي تأثير على علاقات تلك الدول مع الولايات المتحدة واسرائيل.
وأشارت الى أن عدم محاسبة إسرائيل كقوة احتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والشرعية الدولية واتفاقيات جنيف، وتنكرها للاتفاقيات الموقعة، يشجعها على التمادي في تكريس الإحتلال وتعميق الإستيطان وإفشال أي جهد يبذل لإستئناف المفاوضات، ويدفعها لمزيد من الإستهزاء بإرادة المجتمع الدولي، وهذه المرة عبر مطالبة الفلسطينيين بضرورة الإعتراف بالأمر الواقع الاحتلالي الاستيطاني.