الرئاسة التركية: قرار ترامب أدخل أمريكا في عزلة
نشر بتاريخ: 15/12/2017 ( آخر تحديث: 15/12/2017 الساعة: 19:45 )
القدس - معا- قال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن أمريكا دخلت في مرحلة عزلة مع قرارها الأحادي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف، في تصريحات للتلفزيون التركي بحسب وكالة الاناضول، أن القرار الأمريكي قوبل بالرفض ليس من قبل الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وحسب، بل يكاد الرفض هو حال كافة دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
وأشار إلى أن القرار الأمريكي حظي بتأييد التشيك فقط، وأردف: "أمريكا في مرحلة عزلة، اتخذت هذا القرار بمفردها، وعليهم (الأمريكان) أن يحللوا ذلك على الصعيد العالمي".
وحول القمة الاسلامية الطارئة، التي عقدت في إسطنبول، الاربعاء، بدعوة من الرئيس التركي، لنصرة القدس، أكد قالن أن تنظيم قمة ناجحة كهذه في فترة وجيزة ليس بالأمر السهل.
ونوّه إلى أنه لولا قيادة أردوغان، لما كان بالامكان عقد مثل هذه القمة، وإعطاء رسالة قوية للعالم.
وحول القرار الصادر من القمة بشأن إعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، اعتبر قالن أن هذا القرار ينبغي ألا ينظر اليه على أنه رد على القرار الأمريكي.
وأردف: "فعليا، دول عديدة، بينها تركيا، تتعامل مع القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين؛ فقنصليتنا العامة هناك تعمل مثل سفارة".
واعتبر أن "إضفاء صبغة رسمية على هذا الوضع أمر ضروري ومهم لتحديد حدود الدولة الفلسطينية التي ستقام في المستقبل، وابداء دعم قوي (للقضية الفلسطينية)".
وشدد على أنه لا يمكن أن يحل السلام في الشرق الأوسط، دون حل القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن أي بديل لصيغة حل الدولتين، التي تفضي لقيام دولة فلسطينية قابلة للعيش، لا يتسم بالواقعية، ولا يمكن لأحد أن يقبل بذلك من حيث المبدأ.
وتطرق قالن إلى الخرائط التي أظهرها الرئيس أردوغان قبل أيام، وتشير إلى التوسع الإسرائيلي الكبير في سرقة الأراضي الفلسطينية منذ عام 1947 وحتى اليوم، قائلًا: "إذا لم نتخذ هذه الخطوات اليوم بخصوص القدس، فكونوا على ثقة بأنّ هذه الخريطة ستتحول بعد 5 أو 10 سنوات إلى خريطة بدون فلسطين".
وأكد أن القدس، عندما كانت تحت إدارة إسلامية، عاشت أكثر عصورها سلمية وعالمية وتعددية من أجل المسلمين واليهود والمسيحيين.
وأشار إلى أن العالم الإسلامي والمسيحيين والكثير من اليهود أعربوا عن رفضهم للقرار الأمريكية بخصوص القدس.
وأضاف: "النتيجة التي يجب على الولايات المتحدة أن تستخلصها تتمثل في إعادة النظر في هذا القرار، وإعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين".
وتعهد بمواصلة تقديم بلاده الدعم للفلسطينيين، مبينًا أن أفضل عمل اليوم هو البدء بنفير من أجل القدس، ورفع وعي الجميع بالمدينة المقدسة عبر قراءة تاريخها.
وأوضح أن النقاشات العامة في الرأي العام الأمريكي ترجح أن قرار ترامب حول القدس لا يتعدى سوى تنفيذ وعد كان قطعه خلال حملته الانتخابية، وليس سياسة دائمة طويلة الأمد، واعتبروه خطوة لن تسهم إيجابيا في عملية السلام.
وشدّد على أن دعواتهم تتمثل في إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، لافتًا إلى أنه في حال تم ذلك فإنه سيكون هناك توازن نسبي.
وأشار إلى أن التقدم في عملية السلام كان سيكون أسرع لو أن إسرائيل قبلت بحدود عام 1967.
وأضاف: "المسألة ليست محدودة بالقدس فقط؛ حيث أن الأراضي الفلسطينية تذوب يوميًا جراء سياسات الاستيطان والاحتلال، ويجب علينا أن نقول (قف) لهذا؛ إذ أن الأراضي الفلسطينية تُسرق تقريبًا مترًا بمتر، وبيتًا ببيت، وشارعًا بشارع، وكل هذا يجري أمام أنظار العالم وعبر انتهاك القانون الدولي".
وحول المصالحة الفلسطينية، لفت قالن إلى أن الشهر الماضي شهد تطورًا هامًا للغاية في عملية المصالحة، من خلال اتفاق حركتي فتح وحماس بخصوص مصالحة وطنية.
وأكد متحدث الرئاسة أن إسرائيل تفعل الكثير لتعزيز الانقسام الفلسطيني، وشدد على ضرورة أن يتحرك الجانب الفلسطيني خلال هذه المرحلة بشكل ذكي، محذرًا من إمكانية قيام إسرائيل بخطوات لزعزعة هذه الوحدة والتعاضد.