مختصون يحذرون من تناقل الأخبار المضللة والشائعات على مواقع التواصل
نشر بتاريخ: 17/12/2017 ( آخر تحديث: 17/12/2017 الساعة: 15:33 )
غزة- معا - أوصى اكاديميون وإعلاميون وصحفيون ونشطاء، بضرورة التنبيه على مخاطر نشر الأخبار والمعلومات المغلوطة والكاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ووجوب مكافحة تلك الآفة من قبل الجهات الرسمية وملاحقة ناشري "الشائعات".
جاء ذلك خلال ندوة نظمها طلبة قسم الاعلام بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، بالتعاون مع معهد "دار الحكمة" تناولت أزمة المصادر في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتخلل الندوة عرض مرئي قصير أعدته مجموعة "شباب لمستقبل واعد"، تنتمي لقسم الإعلام بالكلية الجامعية، عن كيفية نشر الإشاعات والأخبار المغلوطة وانتقالها من مصدر إلى آخر، دون التأكد من صحتها.
وأكد مدير وكالة الرأي الاعلامية إسماعيل الثوابتة، أن التطور التكنولوجي ووسائله الاجتماعية، ساهم بشكلٍ كبير في سرعة تناقل الأخبار دون التأكد من مصدرها في كثيرٍ من الأحيان، مضيفاً أن مستخدمي تلك المنصات يعدّون بالملايين ويصلهم الخبر او المعلومة في جزء من الثانية، ليتناقله المستخدمون، دون إدراك للإجراءات التي يجب اتباعها للتأكد من المعلومات.
ولفت الثوابتة إلى أن جميع الهيئات الحكومية تمتلك حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تخاطب من خلالها جمهورها، وهو ما يفرض على المستخدم التوجه للمصدر قبل أن يقرر إعادة نشر المعلومة الخاطئة التي قد تؤدي لعواقب وخيمة.
التوعية الدينية
من ناحيته, دعا المدرب في وسائل التواصل خالد صافي إلى ضرورة زيادة التوعية الدينية لأفراد المجتمع، وذلك من منطلق أن الشائعات أمر منافٍ لما جاء به الدين الإسلامي جملة وتفصيلاً، لأن الدين يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو سلوك سلبي, مذكراً بقصة هدهد سيدنا سليمان وملكة سباً.
وقسّم صافي الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من حيث أهداف نشرها إلى قسمين: أولهما نشر شائعات مقصودة و في كثير من الاحيان تكون من العدو الصهيوني, لها هدف محدّد، هو نشر الفتن والشائعات في إطار الحرب النفسية والإعلامية ضد أبناء شعبنا.
وقال: أما النوع الثاني فهو شائعات يتم نشرها عن قلة دراية وضعف خبرة، وهذا النوع من الشائعات ينتشر بشكل عفوي غير مقصود، سواء بسبب التسرع في نشر الأخبار من دون التحقق من مصادرها الأصلية، أو عن طريق تحريف الكلام الصادر عن المصدر الأصلي نتيجة التجزئة أو الاقتباس المخل بالمعنى.
عواقب وخيمة
بدوره, حذر المهندس أشرف مشتهى ، الخبير في أمن الحاسوب والمعلومات بوزارة الداخلية بغزة، الشباب الفلسطيني والعربي من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي.
وعرض مشتهى مادة تدريبية عن كيفية التعرف على صحة الصور والفيديوهات, وحث الجميع على طرح عدة أسئلة قبل نشر أي مقطع فيديو أو صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الالكترونية، للتأكد من سلامة المعلومة وخلوها من الفبركة.
وأضاف: "يتوجب على الناشر ألاّ يفترض مطلقا أن ما تم الحصول عليه هو مادة أصلية، فمن الضروري قبل كل شيء وضع فرضية أن المادة ربما تكون غير صحيحة، وتم التلاعب بها لتحقيق أهداف معينة ويجب عليه التأكد من ذلك".
مشكلات كبيرة
وفي السياق، اتفق الأستاذ سامي عكيلة، المحاضر بقسم الإعلام في كلية العلوم التطبيقية، مع سابقيه، على ضرورة توخي الحذر الشديد في تناقل المعلومات، منعا للوقوع في مشكلات لا تحمد عقباها، بسبب سوء تأويل المعلومات المنشورة، أو إعطائها حجما أكبر من حجمها.
وقال عكيلة إن أي خبر خاطئ أو معلومة غير موثوقة يتم تداولها في عصر سرعة تناقل المعلومات الذي يحياه العالم اليوم، قد ينشأ عنها مشكلات كبيرة قد تمزق النسيج الاجتماعي وتخلق بلبلة كبيرة قد لا تحمد عقباها.
ودعا الجميع لدعم انتفاضة القدس بكل الأساليب المتاحة, مطالباً بالاقتداء بالشهيد ابراهيم ابو ثريا الذي شكل رمزاً من رموز المواجهة مع المحتل الصهيوني رغم عجزه وضعفه .
مصادر الأخبار
وفيما يتعلق بخطورة الشائعات على حياة الفرد والمجتمع , شدد الناشط على شبكات التواصل الاجتماعي سعيد الطويل على ضرورة العودة لمصادر الأخبار الرسمية قبل ترويج أي خبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وتوخي الحيطة والتثبت في نقل المعلومات والأنباء، حتى يمكن قطع الطريق على أولئك الذين يسعون إلى إثارة البلبلة والفوضى في المجتمع.
وأوصى الطويل النشطاء والإعلاميين بضرورة أن يتعاملوا مع وسائل التواصل بحذرٍ ومسؤولية اجتماعية، وبوعي بخطورة تأثيرها السلبي، لأن ما ينشرونه قد يحدث أضراراً بالغة على المجتمع.
وطالب الطويل الجهات المعنية بملاحقة مروجي هذه الشائعات وتقديمهم للمحاكمة؛ ووضع حد لتلك الشائعات التي تهدد أمن المجتمع واستقراره.