الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وطنيون لانهاء الانقسام: بالوحدة والانتفاضة نستعيد الأمل

نشر بتاريخ: 18/12/2017 ( آخر تحديث: 18/12/2017 الساعة: 15:46 )
غزة- معا- عقدت سكرتاريا "وطنيون لإنهاء الإنقسام و استعادة الوحدة " اجتماعاً استثنائياً ناقشت خلاله التقرير المقدم من هيئة العمل اليومي خاصة المتعلقة بتداعيات اعلان ترامب العدواني و المشؤوم باعتبار القدس "عاصمة اسرائيل " ، و التحركات التي يقوم بها "وطنيون "إزاء تطورات و جهود مسيرة إنهاء الانقسام و استعادة الوحدة، و سبل تطوير الهبة الجماهيرية إلى انتفاضة شعبية شاملة لاستعادة الوحدة وفق خطة سياسية وسبل مقاومة راشدة قادرة على اسقاط اعلان ترامب كمقدمة لإنهاء الاحتلال ، و قد أكد الاجتماع على القضايا التالية :-

أولاً :إذ يستغرب حراك "وطنيون "التباطؤ في دعوة الهيئات القيادية لمنظمة التحرير" اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي" وبحضور كافة القوى بما في ذلك حركتا حماس و الجهاد لاجتماعات عاجلة و كي تأخذ دورها في مواجهة التطورات الخطيرة المحدقة بقضية شعبنا بعد اعلان ترامب المشؤوم في السادس من الشهر الجاري، و يعتبر هذا التباطؤ مؤشراً على استمرار سياسة التفرد و تهميش دور المؤسسات القيادية و عدم الاكتراث لصوت الوحدة الذي تنادي به الجماهير الشعبية في الوطن والشتات، باعتباره المدخل و الرافعة الأساسية و الأهم للدفاع عن حقوق شعبنا و استنهاض دوره في النضال ضد الاحتلال لاستعادة حقوقه المشروعة و في مقدمتها حق العودة و تقرير المصير و الاستقلال التام بانهاء الاحتلال و تكريس السيادة الوطنية على كامل أرضنا المحتلة منذ حزيران 1967 و درة تاجها القدس التي ستظل العاصمة الأبدية لفلسطين و الوجود الفلسطيني في هذه البلاد . و في هذا الصدد يؤكد حراك وطنيون على أن اعلان ترامب ، و الذي يشكل عدواناً مباشراً ضد شعبنا و حقوقه و ضد القانون الدولي و قرارات الامم المتحدة ، إنما يؤكد مجدداً فشل الرهان على السياسة الأمريكية و اقتصار حراك القيادة السياسية على الساحة الخارجية على حساب إهمال الجبهة الداخلية ، و خاصة ما يتصل بمتطلبات الإسراع و وقف المماطلة في مسيرة انهاء الانقسام و استعادة الوحدة ، سيما في ظل ما وفرته جهود مصر الشقيقة في الأسابيع الاخيرة من أجواء أعادت بصيص أمل لشعبنا في طَي صفحة مأساة الانقسام المدمرة. إننا ندعو القيادة الفلسطينية للاسراع في تنفيذ متطلبات استعادة الوحدة و إنهاء الانقسام دون إبطاء أو مماطلة، فالتمكين الوحيد الذي ينتظره شعبنا يتمثل بتعزيز صموده لاسقاط المؤامرة التي تستهدف حقوقه و ليس إضاعة المزيد من الوقت و الجهد و التضحيات و نؤكد مجددا أن تحقيق ذلك يستدعي اتخاذ الخطوات العملية التالية :-

١- الإعلان الفوري ودون شروط أو تسويف بإلغاء كل ما سمي بالاجراءات العقابية ضد أهلنا المحاصرين و الصامدين و المنتفضين في قطاع غزة .
٢- الإعلان عن البدء بمشاورات فورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون في مقدمة أولوياتها إنهاء كل مظاهر الانقسام و توحيد المؤسسات الحكومية وتصويب أولوياتها لتكون قادرة على تعزيز صمود شعبنا و والدفاع عن القدس و ومكانتها و مقدساتها المسيحية و الاسلامية ، و ما يتطلبه ذلك من توفير مقومات الوحدة و الصمود للمؤسسات المقدسية و للمقدسيين الأبطال الذي أكدوا في هبة الأقصى الأخيرة استعدادهم الكبير للتضحية و قدموا دروساً في الوحدة و التنظيم و النضال يجب الاستفادة منها و ليس تبديدها ، هذا بالإضافة للعمل على رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة و وقف التعدي على الحريات و ملاحقة النشطاء .
٣- عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت " لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية " في مدينة غزة أو في القاهرة ، لبلورة خطة وطنية تقوم على أساس رؤية سياسة في مواجهة المخططات الامريكية الإسرائيلية لتصفية الحقوق الفلسطينية من خلال ما بات يسمى بصفقة القرن و عنوانها اعلان ترامب المشؤوم. إن هذا يستدعي اعتبار كل التزامات منظمة التحرير الفلسطينية إزاء ما يسمى باتفاق أوسلو ، بما في ذلك ما يسمى برسائل الاعتراف المتبادلة " كادو" و غير ملزمة لشعبنا ، بعد أن اشبعت حكومات اسرائيل المتعاقبة هذا الاتفاق قتلاً ، من خلال مخططاتها الاستعمارية و سياسة التهويد الواسعة في القدس و سائر الأرض الفلسطينية المحتلة ، و ما اعلان ترامب إزاء القدس إلا شهادة وفاة هذا الاتفاق . إن هذا يتطلب المضي قدماً بقرارات تحضيرية بيروت لعقد مجلس وطني توحيدي وفق خطة سياسية جديدة و بمشاركة كافة القوي السياسية بما فيها حركتي حماس و الجهاد و القوى الاجتماعية و خاصة المرأة و الشباب ، و بما بعيد الاعتبار لدور المنظمة باعتبارها ائتلافاً جبهوياً عريضاً وجامعاً لكل التيارات المناضلة ضد الاحتلال و ممثلاً شرعياً وحيدا لشعبنا في كل أماكن تواجده .

٤- انطلاقاً من اعادة الاعتبار للوحدة الوطنية و مؤسساتها الجامعة في إطار م ت ف ، التأكيد على اعادة الاعتبار للعلاقة مع كافة القوي الشعبية العربية و قوى التضامن الدولي مع شعبنا و حقوقه و تعزيز الحراك الدولي مع كافة المجموعات الإقليمية و الدولية و دعوتها للتصدي للسياسة الامريكية التى باتت تعرض منطقة الشرق الأوسط و السلم العالمي للخطر . ان هذا يستدعي بناء شراكة سياسية فاعلة مع الاتحاد الاوروبي و روسيا و الصين و مجموعة عدم الانحياز و الافريقية و التعاون الاسلامي و كافة الدول المحبة للسلم و المدافعة عن العدالة و القانون الدولي و قرارات الامم المتحدة والتي يشكل اعلان ترامب خطراً داهما يهدد مكانتها . و في هذا الصدد فإننا ندعو القيادة السياسية للتحرك مع هذه المجموعات و الدول من أجل اعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة بديلاً عن الاحتكار الأمريكي المعادي لحقوق شعبنا ، و الدعوة لعقد مؤتمر دولي فاعل لتنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية .
٥- التوجه الفورى لمحكمة الجنايات الدولية للشروع فورًا في إحالة الإسرائيليين المسؤولين عن اقتراف جريمة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس بشكل خاص، إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأنّ التقرير الأولي للمدعي العام للمحكمة قد صدر في بداية هذا الشهر وحسم موضوع انطباق القانون الدولي على الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة عام 1967، ما يجعل هذا الاستيطان جريمة يحاسب عليها من اقترفها.

ثانياً: إن وطنيون لإنهاء الانقسام و استعادة الوحدة إذ يعبر عن اعتزازه بالهبة الشعبية لاسقاط اعلان ترامب و إنهاء الاحتلال ، فإنه يعتبر الاستجابة لهذه المطالب و المواقف الواردة أعلاه ضرورة وطنية لتوفير حاضنه سياسية كفيلة بتطوير هذه الهبة إلى انتفاضة شعبية شاملة مستندة إلى برنامج سياسي موحد و نضالي يعتمد وسائل المقاومة الشعبية السلمية و القادرة على تعزيز و توسيع المشاركة الشعبية في فعالياتها و ابداعاتها الجماهيرية ، و تشجيع كل أشكال التضامن الاجتماعي وتقاسم أعباء النضال في معركة الخلاص من الاحتلال ، مستفيدين من الدروس العظيمة و الملهمة التي قدمتها الانتفاضة الكبرى عام 1987 و خلاصة دروس النجاح و الفشل التي واكبتها و تلتها .
أنها لحظة الحقيقة التي ينتظرها شعبنا لحماية مصالحه و حقوقه و تضحياته و إنجازاته و التاريخ لن يرحم من يتقاعس أو يتراجع . و ان الشرط الأهم لتطور الهبة الراهنة و لو تدريجياً إلى انتفاضة شعبية شاملة يتأتى بالقدر الذي نستعيد فيه وحدتنا الوطنية و يستعيد شعبنا الأمل و الثقة بقدرته على تحقيق أهدافها .